مقال عن الصدق

الصدق

الصدق هو القول الذي يطابق ما هو في الحقيقة والواقع دون زيادة أو نقصان، وهو الصدق في الأعمال والأفعال، حيث يجب أن تكون أفعال الشخص مطابقة لأقواله، بالإضافة إلى الصدق في الحال، أي يجب أن تكون أقوالاً وأفعالاً الشخص مطابقة لما في قلبه وداخله، فقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تحمل كلمة الصدق وتحض عليه، لما له فوائد كثيرة وعظيمة تعود على المؤمن.

قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا الله وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ” [التوبة: 119]، وفي حديث للرسول -صلى الله عليه وسلم- عَنْ عبد الله -رَضِي الله عَنْهُ-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ :(إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذَّابًا)، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على صدق الأنبياء وأنواع الصدق وفوائده.

صدق الأنبياء

ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدث عن صدق العديد من الأنبياء، فمن هذه الآيات ما يلي:

  • عن سيدنا إسماعيل -عليه السلام-، قال تعالى: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا”.
  • عن سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، قال تعالى: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا”.
  • عن سيدنا إدريس -عليه السلام-، قال تعالى: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا”.
  • عن سيدنا يوسف -عليه السلام-، قال تعالى: “يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ”.

أنواع الصدق

للصدق الكثير من الأنواع فمن أهمها:

  • الصدق مع الله: وهو أن يخلص المؤمن النية لله تعالى عند القيام بأفعاله، وألاّ يقصد من ورائها السمعة والشهرة على ما قام به.
  • الصدق في القول: أي أن يقول ما يطابق الحقيقة و الواقع.
  • الصدق مع الناس: أي أن يتجنب الكذب عليهم، وإن يقول الحق ولا غير ذلك.
  • الصدق مع القلب أو النفس: أي أن يكون صريحاً مع نفسه ومعترفاً بأخطائه من أجل التغير إلى الأفضل.
  • الصدق في المعاملات: أي أن يكون صادقاً في المعاملات، مثل العقود وبالبيع والشراء وغيرها.

فوائد الصدق

للصدق العديد من الفوائد التي تعود على المؤمن، فمنها:

  • العبودية لله تعالى وحده لا شريك له، واتباع النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”.
  • استمرار الصلة بين العبد وربه عن طريق الدعاء والتذلل لله.
  • الشعور بالأمان والإطمئنان والراحة، فعن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- قَالَ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ الله -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ.
  • نيل مرتبة عليا عند الله ومن ثم الفوز بالجنة بالآخرة.
  • البركة في المال والعمل والرزق والزيادة في النعم والخيرات.
  • المكانة العالية والثقة والاحترام والتقدير الذي ينالهم الصادق من الناس.