كيف يكون بر الأم

الأمّ

الأمّ، أو الوالدة، أو ست الحبايب كما جرت العادة في المنطقة العربيّة وصفها بهذا الوصف؛ للدلالة على أنّ الأمّ هي مقدّمة على كُلِّ من يحبهم الإنسان في حياته من ولدٍ، أو زوجةٍ، أو زوجٍ، أو صديقٍ، أو قريب.

الأمّ عمود البيت وأساسه، وهي نبع الحنان، والعطف، والرِّعاية، والاهتمام، وهي المُربيّة، والمُعلمة، والمُرشدة، والمُوجهة لمكارم الأخلاق ومعالي الصِّفات من أقوالٍ وأفعالٍ؛ ولعظيم مكانتها وجليل فضلها فقد أوصى الرَّسول صلى الله عليه وسلم باحترامها والإحسان إليها، فقال لمن سأله من أولى النَّاس بحُسن صحبتي؟، قال له: أمُّك ثلاث مراتٍ ثُمّ جاءت الوصية للأب مرّةً واحدةً.

برُّ الأمّ

البِرُّ اسم جامعٌ لكل معاملةٍ طيبّةٍ تجاه شخصٍ آخر بالقول، والفعل، والأحاسيس، والمشاعر، وقد ارتبطت كلمة البِر بالوالدين والإحسان إليهما والتّرفق بهما، ومصاحبتهما بالمعروف واللِّين في غير معصية الخالق جلّ وعلا، وبرُّ الأمّ واجبٌ على جميع أبنائها فردًا فردًا، قال الله تعالى في معرض حديث عيسى عليه السَّلام:”وبرًّا بوالدتي”؛ فالبِرُّ بالوالدة- مريم عليها السَّلام- كانت من صِفات نبيّ الله عيسى عليه السَّلام.

صور بر الأم

برُّ الأمّ يتجلّى في صُورٍ وطُرقٍ متعددةٍ منها:

  • التَّحدث معها بأدبٍ واحترامٍ وبصوتٍ منخفضٍ، واستخدام الكلمات المُهذّبة والألفاظ الرَّقيقة.
  • الابتعاد عن التَّضجر، والتأفف، والسَّب، والشَّتم سواءً لها أو لشخصٍ آخر في حضرتها.
  • إطاعة الأمّ في كُلِّ ما تقول ما لم تكن في هذه الطّاعة معصيةٌ للخالق أو إضرارٌ بالنَّفس أو الغير.
  • الحفاظ على سُمعة الأمّ وشرفها، والحرص على أنْ تكون سببًا لدعاء النّاس لوالدتك على حُسن تربيتك وطيب معاملتك للآخرين.
  • مساعدة الأمّ في الأعمال المنزليّة، والتَّنظيف، والتّرتيب، وإحضار المستلزمات من السُّوق، والذَّهاب معها إلى الطّبيب أو أيّ مكان تريد زيارته.
  • إدخال الفرحة على قلب الأمّ بالحرص على طلب العلم والنَّجاح في الدِّراسة، ومرافقة الأصدقاء الخلوقين، وأداء الصَّلاة.
  • الأخذ برأي الأمّ ومشاورتها في كُلِّ الأمور؛ وإنْ كان لك رأيٌ آخر في أمرٍ ما؛ فخالفها بأدبٍ، واعتذارٍ، ولطف.
  • المسارعة إلى إجابة ندائها دون تأففٍ أو تباطؤٍ.
  • الابتعاد عن الدُّخول في جدالٍ معها؛ فقد تضطر إلى إغضابها، وإن اضطررت إلى أيّ نقاشٍ معها فكنْ لطيفًا ودودًا.
  • تجنب الكذب على الأمّ، والحرص على رضاها، لأنّها مقدّمةٌ على الزَّوجة والولد دون إفراطٍ أو تفريطٍ.
  • زيارة الأمّ باستمرارٍ لمن تزّوج من الأبناء والسُّؤال عن حالها واحتياجاتها، وإلزام حفدتها ببرِّها، والإحسان إليها، وطاعتها.
  • احترام الأم والإحسان إليها والاهتمام بها.