تزوجتها بعد إحراقها – الشاعر البحتري

تَزَوّجْتَها، بَعدَ إحْرَاقِها
قُلُوبَ النّدَامى، وَإقْلاقِهَا
وَقد أعطَتِ القَوْمَ مِنْ عَهْدِها
رِضَاهُمْ، وَمِنْ عَقْدِ ميثَاقِهَا
فَكَيفَ أمِنْتَ خِيانَاتِهَا،
وَأنتَ عَليمٌ بِأخْلاقِهَا
وَكَيفَ انبَسَطتَ، وَلم تَنقَبِضْ،
لإجْلاسِهَا مَعَ عُشّاقِها
تُحَدّثُهُمْ بِمَعَاني الغِنَا
ءِ، عن بَثّ نَفسٍ، وَأشوَاقِهَا
وأَحسِبُ أَنَّك مُخْفٍ رِضىً
وَقَد راسَلتْهُمُ بِخِلْيَاقِهَا
إِذا كُنْتَ تُمْكِنُ مِنْ وَدِّها
فَإِنَّكْ تُمْكِنُ مِنْ سَاقِهَا