مفهوم العيد عند المسلمين

مفهوم العيد عند المسلمين

يسمى اليوم الذي يجتمع فيه الناس عيداً، وأصله من: عاد يعود؛ وذلك لأنّه يعود إليهم، وأصل الكلمة أيضاً من العادة؛ لأنّهم اعتادوا على مجيئه، وجمع عيد أعياد، وسمي العيد بذلك؛ لأنّ الفرح يعود على المسلمين بأنواع العبادة المختلفة الخاصّة بهذا اليوم والتي يتفضّل الله -تعالى- بها عليهم؛ كالفطر بعد الصيام، وصدقة الفطر، وإكمال ركن الحج في يوم الأضحى، وما يكون فيه من ذبح الأضاحي والقربات المختلفة،[١] وسمّي بالعيد حتى يستبشر مدركه بعودته مرّة أخرى، وقال الزمخشري: “العيد: هو السرور العائد؛ فكلّ يوم شُرع تعظيمه يُسمّى عيداً”.[٢]

معلومات عن أعياد المسلمين

الأعياد عند المسلمين ثلاثة؛ الأوّل عيد الفطر وهو اليوم الأول من شهر شوّال، وثانيها عيد الأضحى ويكون في اليوم العاشر من شهر ذي الحجّة، وثالثها عيد الأسبوع، وهو يوم الجمعة،[٣] ولم يشتهر قول: “عيد” عن يوم الجمعة، وذلك لأنّه يتكررّ كثيراً فهو يكون في كلّ أسبوع مرّة، ويتكرر في السنة ستّاً وثلاثين مرّة، قال -عليه السلام-: (إنَّ هذا يومٌ جعله اللهُ عيدًا للمسلمين ، فمن جاء إلى الجمعةِ فلْيغْتَسِلْ ، و إن كان طِيبٌ فليمَسَّ منه ، وعليكم بالسِّواكِ)؛[٤] فأصبح مألوفاً وشائعاً عند النّاس تكراره؛ فكان شوق واستعداد المسلمين للعيدين اللذين يأتيان مرّة في السنة أكبر،[٥] وتتنوّع العبادات في العيدين، وتفصيل ذلك فيما يأتي:[٦]

  • التكبير: يمتدّ وقته من غروب شمس ليلة العيد إلى وقت صلاة العيد، وصيغته: “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد”، ومن السنّة جهر الرجال بالتكبير في كلّ مكان.
  • صلاة العيد: تؤدّى صلاة العيد مع جمع المسلمين، وبعد الصلاة حضور خطبة صلاة العيد للرجال والنساء.
  • زكاة الفطر: تشرع صلاة العيد في نهاية شهر رمضان، وجوباً على كلّ مسلم؛ وذلك لإطعام الفقراء ويتطهّر بها الصائم من لغو الكلام وما إلى ذلك، ويستحبّ إخراجها قبل صلاة العيد ولا يصحّ تأخيرها عن ذلك، ومقدارها صاع من طعام؛ أي ما يساوي كيلوين وأربعين غراماً من الطعام.

الحكمة من العيد

شرع الله -تعالى- العيد، وجعل لذلك حِكماً عديدة، ومن ذلك ما يأتي:[٧]

  • توحيد شعور الفرح عند المسلمين في وقت واحد.
  • تقوية العلاقات بين المسلمين.
  • شكر الله -تعالى- على إتمام العبادات العظيمة من صوم وحج، وذلك بعد اجتماع الناس على أدائها في زمن واحد.
  • ربط معنى العبادة بالعيد والفرح؛ فيدرك المسلم غايته وهي رضا الله -تعالى-.
  • تكريم المسلمين بيوم الجائزة؛ وهو يوم العيد، وذلك لإتمامهم عباداتهم فيه.[٨]
  • تعظيم شعائر الإسلام، وذلك باجتماع المسلمين للصلاة، واستمرارهم بالتكبير.[٨]
  • إظهار قوّة المسلمين وشوكتهم عند اجتماعهم، وتفرّقهم في الطرق.[٨]
  • صلة الرحم وزوال التجافي والتباغض بين الأقرباء والأرحام.[٩]
  • إغناء الفقراء والمحتاجين عن السؤال، وإدخال السرور إلى قلوبهم.[٩]
  • تغيير نمط الحياة المعتاد إلى ما يُدخل البهجة والتجديد إليهم.[٩]
  • إدخال الفرح والسرور على أهل البيت والتوسعة عليهم في المأكل والمشرب والملبس والترفيه عن نفوسهم.[٩]

المراجع

  1. علي بن حسن الحلبي (1993م)، أحكام العيدين (الطبعة الثانية)، لبنان: دار ابن حزم، صفحة 13، جزء 1. بتصرّف.
  2. الصنعاني (2012م)، التحبير لإيضاح معاني التيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة الرشد، صفحة 51، جزء 6. بتصرّف.
  3. محمد بن إبراهيم التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، المملكة العربية السعودية: أصداء المجتمع، صفحة 544، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبيد بن السباق وابن عباس، الصفحة أو الرقم: 2258، صحيح.
  5. د. يونس حمش خلف ، “الأعياد الدينية”، التربية والعلم، العدد 1، المجلد 17، صفحة 201. بتصرّف.
  6. عبد الملك قاسم، “العيد عبادة وشكر”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-6-2020. بتصرّف.
  7. د.نوح علي سلمان (7-9-2010)، “حكمة العيد”، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 20-6-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين ، الموسوعة الفقهية (الطبعة الثانية)، صفحة 1701. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ت ث “مقاصد العيد”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-6-2020. بتصرّف.