تعريف التوحيد
أمّة التّوحيد
تميّزت أمّة الإسلام عن غيرها من الأمم بأنّها أمّة التّوحيد والموحّدين، فحين ضلّت الأمم من قبل عن جادّة الصّواب والطّريق المستقيم، هدى الله هذه الأمّة لما فيه الحقّ بإذنه، فكانت أمّة الإسلام هي الأمّة الوحيدة التي تؤمن بأنّ الله وحده لا شريك له هو الرّبّ المستحقّ للعبادة والتّأليه، وقد بني بنيان الإسلام على أركان أوّلها الشّهادتان وهي شهادة لا إله إلا الله، والثّانية أنّ محمداً رسول الله .
أقسام التّوحيد وأنواعه
وقد قسّم علماء الإسلام التّوحيد إلى عدّة أقسام وأنواع، فهناك توحيد الرّبوبيّة وتوحيد الألوهيّة وتوحيد الأسماء والصّفات، فما هو معنى كلّ قسمٍ منها.
توحيد الرّبوبيّة
ومعناه توحيد الله تعالى بأفعاله سبحانه وهي الخلق والتّدبير والرّزق والإحياء والإماتة، وقد اشترك الكفّار قبل الإسلام في هذا التّوحيد مع المسلمين بشكلٍ عام، فهم كانوا يؤمنون بأنّ الله تعالى هو خالقهم ومدبّر أمرهم، ولكن كانوا يشركون بالعبادة معه الأصنام، قال تعالى (ولئن سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُون ) .
توحيد الألوهيّة
ومعنى هذا النّوع من التّوحيد أن يفرد الإنسان ربّه عزّ وجلّ بالعبادة وجميع الأفعال التي يقصد بها وجه الله، وطلب عونه ورحمته من دعاءٍ وتوسّل ورجاءٍ وخوف وخشية، فالمسلم صاحب العقيدة السّليمة الموحّد لربّه حقًّا لا يعبد إلاّ الله ولا يشرك بعبادته أحدًا، بينما ضلّت الأقوام السّابقة حينما عبدت من دون الله أندادًا، فلم تستحق لأجل ذلك صفة التّوحيد بالله تعالى، وإنّ المسلم إذا تخلّل أيّ فعلٍ من أفعاله وعبادته شيء يخدشها كالرّياء الخفي أو التّوسّل بالصّالحين والأولياء كما يفعل أقوام ضلّوا عن السّبيل كان الإنسان بفعل ذلك ناقص التّوحيد .
توحيد الأسماء والصّفات
وهذا النّوع من التّوحيد يتطلّب من العبد أن يؤمن بأسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته التي وردت في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة الشّريفة كما ذكرت وأن يفردها لله عز وجل، ويتضمّن هذا النّوع من التّوحيد أن يؤمن العبد بصفات الله سبحانه كما جاءت من دون تحريفٍ لها أو تعطيلٍ أو تشبيه أو تكييف، كما تتضمّن تنزيهه سبحانه عن العيوب والنّقص في حق الله، قال تعالى ( ليس كمثله شيءٌ وهو السّميع البصير ) صدق الله العظيم .