مفهوم التضامن في الإسلام

التضامن في الإسلام

حرص الإسلام على إقامة مجتمع إسلامي متماسك مترابط ومتحاب، فوضع بعض القيم في السلوك الاجتماعي لتحقيق هذا الغرض، ومن هذه القيم قيمة التضامن، وهي قيمة قريبة من قيمة التعاون، وربما الفارق بينهما يكمن فقط في أنّ أحد الطرفين في التضامن يكون أقوى من الآخر، أو متميزاً عليه ببعض المزايا، في حين أنّه في التعاون تكون الندية بين أطراف التعاون إلى حد ما قائمة، ويتم فيه الاشتراك والمظاهرة على فعل الشيء.

يعتبر التضامن علاقة اجتماعيّة، ورباط بين الأفراد والمجموعات يتم فيها تقديم العون والمساعدة من قِبل شخص أو مجموعة أشخاص لشخص يستحقه، أو فئة، أو مجموعة تستحقه، وللتضامن والتعاون مظاهر تعبّر عنهما، وتترتب عليهما نتائج وثمار طيبة.

مظاهر التضامن

  • مساعدة الفئات الضعيفة كالفقراء، والمساكين، والأسرى المعتقلين، وذوي الاحتياجات الخاصّة.
  • المساعدة على الحد من آثار الكوارث الكونيّة، كضحايا الزلازل والفيضانات، والحرائق، والحروب، والفيضانات وغير ذلك.
  • التعاون في إنجاز أعمال معينة، كقطف الزيتون، وبعض أعمال البناء التي تحتاج إلى جهد جماعي تعاوني.
  • التضامن ضمن فعاليات محددة مع فئات خاصة، كوقفات التضامن مع الأسرى والمعتقلين، والوقوف في وجه مصادرة الأراضي، والحصار خاصة في فلسطين، وبعض الشعوب المنكوبة، وغير ذلك.

ثمار التضامن

  • راحة الفرد وسعادته وطمأنينته، حيث يشعر باندماجه والتحامه مع أفراد المجتمع.
  • تعزيز مفهوم الانتماء الإيجابي للمجموعة، والقيم، والمثل العليا.
  • نشر الخير وتجديد الطاقة وبعث الهمم، حيث يقوم التضامن على بذل الجهد والعطاء.
  • تشجيع قيمة التنافس في فعل الخير، وذلك عندما يريد كلّ فرد أو فئة أن يسجل لصالحه مواقف إيجابيّة معينة.
  • تشجيع الإبداع، والتطور، والابتكار ولا سيما في سبل إنجاح المحطات التضامنيّة.
  • تحقيق المزيد من الإنتاج في مختلف الميادين المطروحة، وذلك متى قام التضامن على أسسه السليمة، وتجمعت شروط نجاحه.
  • تماسك المجتمع، وترابطه، وانتشار المحبة بين أفراده، وهي من أعظم مظاهر التضامن ومقاصده في الوقت ذاته.
  • تقدُّم المجتمع وازدهاره في شتى الميادين.
  • تعزيز مبدأ الشورى في المجتمع، وذلك في خضم تنفيذ وقائع تضامنية معيّنة.

إنّ من أعظم ما تبنى عليه المجتمعات، وينشأ عليه أفرادها قيمة التضامن والتعاون، وحث الإسلام عليه في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فقال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ) [المائدة: 2]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم، مَثلُ الجسدِ. إذا اشتكَى منه عضوٌ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى) [صحيح]، ففي التضامن تعاضد وقوة، وعبَّر الشاعر عن جانب من ذلك عندما قال:

تأبى الرِّماحُ إذا اجتمعن تكسُّراً

وإذا افتــــرقن تكــسّرتْ آحادا