تعريف السنة لغة واصطلاحاً

السنة

تزخرُ اللغة العربيّة بالمعاني الجزلة وذات الدلالات الواسعة، ولعلّنا في هذا المقال نُلقي الضوء على أحد هذهِ المعاني لإحدى الكلمات ذات الدلالة اللغويّة والدينية وهي كلمة السُنّة، فقد ارتبطت كلمة السُنّة بأحد أهم مصادر التشريع الإسلاميّ بعدَ القُرآن الكريم، فما هو تعريفُ السُنّة في اللغة العربيّة وفي الاصطلاح الشرعيّ؟

تعريف السُّنة لغةً

يُراد بكلمة سُنّة الطريق أو المسلك أو المنهج، والسُنن كذلك هيَ الطُرُق والمسالك، ويُقال لفُلان امضِ على سُننك أي على وجهك، ومن معاني السنّة أيضاً الطريقة المُتبّعة سواءً كانت هذهِ الطريقة محمودةً أم مذمومة ما لم يرِد تخصيصٌ في ذلك، فإذا جاءت غيرَ مُقيّدةٍ بوصف فيُراد بها السُنّة الحسنة والطريقة الطيّبة، وبيان ذلك من حديثِ النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم: (من سن سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سنّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)، أيّ أنّكَ إمّا تسلكَ طريق الخير أو سُنّةَ الخير وتحضّ الناسَ من بعدكَ على سُلوكها، أو تختار لنفسكَ طريقَ السوء أو سُنّةَ السوء وتجعل الناس من بعدك يسيرونَ عليها وعليكَ إثمهُم وإثمك.

تعريف السُنّة اصطلاحاً

يُقصدَ بالسُنّة عندَ أهل الحديث ما نُسبَ إلى النبيّ مُحمّد عليهِ الصلاة والسلام من أقوالٍ وأفعالٍ وتقارير أو صفات خَلقيّة أو خُلُقيّة، وللسُنّة النبويّة تعريفٌ أيضاً عند عُلماء الفقه الإسلاميّ حيث يُعرّفونَ السُنّة بأنّها ما يُقابل الفرض أو الواجب من أمور مُستحبّة أو مندوبة أي أنَّ النبيَّ عليهِ الصلاة والسلام كانَ يفعلُ هذهِ الأمور على سبيل التحبّب والندب لها، وليسَ على سبيل الفرض والإلزام، فكثيراً ما نسمعُ عن حُكم أمرٍ ما بأنّهُ سُنّةٌ عن النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام، وهوَ ممّا لا شكّ فيه أمرُ مُستحبّ يُثاب فاعله، ولا يؤثم تاركهُ ولكنَ نفعلهُ من باب المحبّة والتأسّي بالرسول الكريم عليهِ الصلاةُ والسلام.

ومن المعروف لدينا أنَّ السُنّة في مُعظمِ أمرها تتصف بالنبيّ مُحمّد عليهِ الصلاة والسلام كما أسلفنا بتعريفها سابقاً في الاصطلاح الشرعيّ، وبالتالي نقول السُنّة النبويّة، وأكثر الناس الذين التزموا بسُنّة النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام هُم الصحابةُ الكِرام والتابعون وهؤلاء هُم خيرُ الأجيال وأفضلُ القُرون، فقد طبّقوا السُنّة بحذافيرها ولم يحيدوا عنها أو يضعوا من عندهِم زيادات فيها، فالسُنّة لا ينبغي أن نزيد فيها وفي أصلها؛ لأنها توقيفيّة عن النبيّ عليهِ الصلاة والسلام، والذين يأتونَ بغيرِ السُنّة فهؤلاء هُم المبتدعونَ في دين الله، وهذا هوَ الفرق بين السّنة التي جاءَ بها الشرع من خلال أفعال النبيّ عليهِ الصلاة والسلام وأقواله، وما بين أفعال الناس وابتداعاتهِم وهيَ البدعة.