تعريف الكفر

الغاية من خلق الإنسان

الغاية من خلق الله تعالى للإنسان هي عبادته وتوحيده وعدم الشرك به، وبعث الرسل والأنبياء من أجل تبليغ رسالة الحق للناس كافّة وإخراجهم من الظلمات إلى النور، فمنهم من آمن بالله ورسله، ومنهم من كفر وأبى تصديق هؤلاء الرسل وصدّ عن سبيل الله تعالى، وفي هذا المقال سوف نسلط الضوء على موضوع الكفر.

الكفر

يعرف الكفر في اللغة على أنّه تغطية الشيء وستره وعدم إظهاره. والكفر في الشرع يعرف على أنّه الإعراض عن الإيمان بالله تعالى وبكل ما جاء به، وعدم الإيمان المطلق بالله تعالى وبرسله وبكتبه، بغضّ النظر عن وجود تكذيب في الكفر أو عدم وجوده، بل يكون شكاً وريبة وتصداً عن الإيمان سواء كان لغاية التكبر أو الانجرار وراء الأهواء التي تتعارض مع الإيمان، والكفر صفة تلازم كل إنسان رفض وأعرض عن الفروض التي أمر الله تعالى بها عباده، ويتم ذلك بعد أن تم تبليغه بالرسالة وأعرض عنها سواء بقلبه أو بلسانه أو بالاثنين معاً أو قام بفعل معين وأدى به إلى خروجه من نطاق الإيمان.

أنواع الكفر

للكفر أنواع مختلفة وهي:

الكفر الأكبر

هذا النوع من الكفر يؤدّي إلى إخراج صاحبه من الملة وهو على عدّة أنواع وهي:

  • كفر الجحود والتكذيب: يكون هذا الكفر بالتكذيب سواء بالقلب أو باللسان أو بالجوارح، ويكون بعدم إظهار الحق، وتجنّب اتّباعه في العلن مع أنه متيقّن به في باطنه، وهذا الكفر ككفر اليهود بسيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، ويتجلّى ذلك في قول الله تعالى: “وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ”، ويكون هذا التكذيب من خلال معرفة الإنسان له والإعراض والكفر به.
  • كفر الإعراض والاستكبار: ويتمثّل هذا الكفر بكفر إبليس لله تعالى، وعدم الإيمان به والاستكبار والإعراض عن ذلك لقوله تعالى: “إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ”، ويكون هذا الكفر بترك الحق وعدم القيام به سواء في الأقوال أو في الأفعال أ في الاعتقاد، فمكانة الذين يعرضون عن دعوة الرسول لهم كمكانة الذي لم يتبعه، وهو الإنسان الذي يعرض ويبتعد عن سماع الحق ووصفهم الله تعالى كالذين يضعون أصابهم في آذانهم، من أجل عدم سماع الحقيقة.
  • كفر النفاق: هو الكفر الذي يندرج تحت قيام الإنسان بإظهار الإيمان أمام الناس وفي باطنه الكفر.
  • كفر الشك والريبة: وهذا النوع من الكفر يكون قائم على التردد في الإيمان بالحق؛ لأنّ الأساس في الإيمان هو اليقين المطلق برسالة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، وخلاف ذلك يدخل في نطاق الكفر.

الكفر الأصغر

هذا النوع من الكفر لا يخرج صاحبه من الملة، لأنه يقوم على قيام الإنسان بالأعمال التي تغضب الله تعالى، وتكون مخالفة للأحكام التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.