كم عدد أبواب جهنم
جهنم
جهنم هو اسمٌ من أسماء النار التي أعدّها الله -سبحانه وتعالى- للعصاة، ولها أسماءٌ أخرى منها السعير، والجحيم، وسقر، والحُطَمة، والهاوية، وقد بيَّن بعض الأئمة مكان النّار منهم الإمام ابن كثير، والبغوي، وابن رجب، فذكروا أنّ هناك آثاراً تُبيّن وتذكر أنّ سجّين تحت الأرض السابعة، أي تحت سبع أراضين، كما إنّ الجنة فوق السماء السابعة.[١]
عدد أبواب جهنم
إنّ الله -سبحانه وتعالى- يأمر الملائكة في يوم القيامة أن يأخذوا الكفار إلى جهنم، ويسوقوهم إليها سوقاً، وبمجرد وصولهم تستقبلهم النار بفتح أبوابها وخزنتها، لتكون العقوبة أسرع ما يمكن عليهم، وإذا دخلو فيها أُغلقت عليهم وأوصدت، حيث قال الله تعالى: (حتى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا)،[٢] أمّا بالنسبة لأبواب جهنم فبيانها فيما يأتي:[٣]
- عدد أبواب جهنم: سبعة، وهي ثابتة في قوله تعالى: (لَها سَبعَةُ أَبوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسومٌ)،[٤] وجاء في تفسير الآية الكريمة ما يأتي:
- لها سبعةُ أبوابٍ: يعني لها سبع طبقات، وأخذ ابن جريح أسماء طبقات النار من أسمائها الواردة في القرآن، وهي: جهنم، لظى، الحطمة، السعير، سقر، الجحيم، الهاوية، ولكن الله أعلم إن كانت هذه الأسماء التي وردت في القرآن الكريم هي اسم لشيءٍ واحدٍ أم هي اسم لدركات جهنم، ويقول عددٌ من المفسرين: إنّ لجهنم سبع طبقات، ينزلها مستحقّوها بحسب مراتبهم في الضلال، ويقول آخرون سبعة أبواب، يعني سبعة طبقات، بعضها فوق بعض، تسمى دركات، ودليل ذلك قول الله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ).[٥]
- جزءٌ مقسومٌ: أي جزء معيّن متميّز عن غيره، فقد قدر الله لكل بابٍ من أبواب جهنم السبعة نصيباً معيّناً من الناس يدخلونه.
- سكان أبواب جهنم: يقول بعض المفسّرين إنّ لجهنم سبعة أقسام، ولكل قسمٍ باب، وأن في كل طبقةٍ صنفٌ معيّنٌ من الناس كالآتي:
- طريقة سوق الناس إلى أبواب جهنم: يُساق الأشقياء من النّاس إلى أبواب جهنم وهم عطشى ظمأى، ويساقون سوقاً عنيفاً بزجرٍ، وتهديدٍ ووعيدٍ، فهم يُدَعّون دعّاً، فمنهم من يمشي على وجهه، وهم في تلك الحال صمٌّ، وبكمٌ، وعميٌ، ثم بعد هذا السوق العنيف المؤلم بمجرد وصولهم إلى النار تفتح لهم أبوابها بشكلٍ سريع لتعجّل لهم العقوبة.[٦]
- إغلاق أبواب جهنم: وصف الله -تعالى- أبواب جهنم، بأنّها تُغلق على أهلها يوم القيامة، فقد قال تعالى: (عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ)،[٧] حيث قال مجاهد: “هي بلغة قريش، أصد الباب: أغلقه”، وقال مقاتل: “يعني أبوابها مطبقة عليهم، فلا يفتح لها باب، ولا يخرج منها غم، ولا يدخل فيها روح، آخر الأبد”.[٨]
صفات جهنم
تتميّز جهنم باتساع مساحتها، وترامي أطرافها، وعمقها، ودليل ذلك قوله تعالى: (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ)،[٩] فبما أنّها تتسع لعددٍ كبيرٍ لا يُحصى، فهذا يدل على كبرها، فهي تستوعب الأعداد الهائلة من الكفرة المجرمين الذين وُجدوا على امتداد الحياة الدنيا على عِظم خلقهم، ويبقى فيها متّسع لغيرهم، وممّا يدل على بعد قعرها أن الحجر إذا أُلقي من أعلاها احتاج إلى آمادٍ طويلةٍ حتى يبلغ قعرها، وممّا يدل أيضاً على اتساع مساحتها وعظمها أنّها تحتاج لعددٍ كبيرٍ من الملائكة حتى يأتو بها يوم القيامة، فقد وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- مجيء النّار الوارد في قوله تعالى: (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ)،[١٠] بقوله: (يُؤْتَى بجَهَنَّمَ يَومَئذٍ لها سَبْعُونَ ألْفَ زِمامٍ، مع كُلِّ زِمامٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَها)،[١١] وهذا يدلّ على عِظَم هذا المخلوق الرهيب الذي احتاج إلى هذا العدد الكبير من الملائكة الأشدّاء الأقوياء الذين لا يعلم مدى قوّتهم إلا الله سبحانه وتعالى.[١٢]
صور من عذاب أهل جهنم
بيَّنَّ القرآن الكريم أصنافاً من عذاب أهل جهنم المتعلقة بطعامهم، وشرابهم، ولباسهم، وفرشهم، وتحيّتهم، وسيتم بيان بعضها فيما يأتي:[١٣]
- طعام أهل جهنم: يأكل أهل النار طعاماً خبيثاً يغصّون به لقبحه وفساده، منه شجرة الزقّوم وهي شجرةٌ خبيثةٌ تضرب جذورها في قعر النار، وفروعها تمتد في أرجائها، وثمرها قبيح المنظر كأنّه رؤوس الشياطين، وبالرغم من خبث هذه الشجرة، إلا إنّ أهل جهنم يجوعون بحيث يأكلون منها إلى درجة ملء البطون، فإذا امتلأت بطونهم أخذت تغلي في أجوافهم كما يغلي الزيت، فيشعرون بآلامٍ كبيرةٍ، ويأكلون أيضاً الضريع وهو عبارةٌ عن شوكٍ بأرض الحجاز يقال له الشبرق، وهو من أبشع الطعام، وهذا الطعام لا يفيدهم، ولا يجدون فيه لذّة، ولا تنتفع به أجسادهم، فأكلهم عبارة عن نوعٍ من أنواع العذاب.
- شراب أهل جهنم: هناك أنواعٌ كثيرةٌ من المشروبات الشنيعة الفظيعة المُعدّة لأهل النار؛ منها الحميم وهو الماء الحار الذي في منتهى الحرارة، بحيث يشرب منه أهل جهنّم كشرب الإبل التي تشرب، ولا ترتوي بسبب إصابتها بمرض معيّن، وهذا الحميم يُقّطع أمعاءهم، وتكون هذه هي ضيافتهم في ذلك اليوم العظيم، وكذلك يشربون الغِسلين والغساق وهما بمعنى واحد، وهو عصارة أهل النار، أي ما يسيل من جلودهم من القيح والصديد، وقيل إنّه: ما يسيل من فروج النساء الزواني، ومن نتن لحوم الكفّار وجلودهم، والمهل وهو الزيت المغلي.
- لباس أهل جهنم وفرشهم وتحيتهم: ثياب أهل النّار قُطِّعت من النار، وسرابيلهم فصّلت من القطران، وهو النحاس الحار المُذاب، أمّا بالنسبة لفرشهم، فهي أيضاً من النار، ولحفهم من النار، ويوجد فوقهم ظلل من النار، ومن تحتهم ظلل من النار، وتحيّتهم السب حيث يسب ويشتم بعضهم بعضاً، ويلعن بعضهم بعضاً، ويدعو بعضهم على بعض.[١٤]
المراجع
- ↑ عبد الرحمن القحطاني، الجنة والنار من الكتب والسنة المطهرة (الطبعة الثالثة)، الرياض: سفير، صفحة 97-102. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية: 71.
- ↑ “مشاهد النار”، www.almunajjid.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجر، آية: 44.
- ↑ سورة النساء، آية: 145.
- ↑ سليمان السلايمة (2-1-2019)، “الأبواب الخمسة عشر”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البلد، آية: 20.
- ↑ زين الدين بن الحسن (1988)، التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار (الطبعة الثانية)، الطائف: المؤيد، صفحة 83. بتصرّف.
- ↑ سورة ق، آية: 30.
- ↑ سورة الفجر، آية: 23.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2842، صحيح.
- ↑ عمر الأشقر (1998)، الجنة والنار (الطبعة السابعة)، الأردن: دار النفائس، صفحة 22-23. بتصرّف.
- ↑ عمر الأشقر (1998)، الجنة والنار (الطبعة السابعة)، الأردن: دار النفائس، صفحة 87-90. بتصرّف.
- ↑ “صفة ثياب أهل النار”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-4-2019. بتصرّف.