شرح عن عذاب القبر
عذاب القبر
يتعوذ المسلم في حياته من عذاب القبر لإيمانه أنّ عذاب القبر هو حقيقة تحدث عنها النبي محمد عليه الصلاة والسلام في عدة أحاديث صحيحة، كما استنبط العلماء حقيقة وجود عذاب القبر من آيات كتاب الله تعالى التي أشارت إلى وجود هذا العذاب الذي يحل ويحيق بالكافرين نتيجة انحرافهم عن منهج التوحيد وكفرهم بآيات الله تعالى.
أدلة وجود عذاب القبر
وجود عذاب القبر في القرآن الكريم
جاءت أدلة وجود عذاب القبر في كتاب الله تعالى في أكثر من آية، ففي سورة غافر قوله تعالى عن آل فرعون: (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ*النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) [غافر: 45-46]، ووجه الاستدلال على حقيقة وجود عذاب القبر أنّهم يعرضون على النار في الغداء والعشي قبل أن تقوم الساعة، ولأنّ عذاب الآخرة يكون عند قيام الساعة فقد دل ذلك أن هذا العذاب يكون في فترة سابقة له.
وجود عذاب القبر في السنة النبوية
صح عن النبي عليه الصلاة والسلام عدة أحاديث في هذا الموضوع ومنها الحديث المتفق عليه الذي رواه أنس بن مالك وفيه أنّ النبي الكريم كان يتعوّذ من عذاب القبر، وهذا يدل على حقيقة وجوده وفي الحديث: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ العَجزِ والكسَلِ ، والجبنِ والهرَمِ وأعوذُ بِكَ من فتنةِ المَحيا والمماتِ ، وأعوذُ بِكَ مِن عذابِ القبرِ) [صحيح]، والحديث الآخر الذي رواه مسلم وفيه قوله عليه الصلاة والسلام: (اللهمَّ! إني أعوذُ بك من العجزِ والكسلِ، والجُبنِ والهَرمِ، والبُخلِ. وأعوذ بك من عذابِ القبرِ، ومن فتنةِ المحيا والمماتِ).
ماهية عذاب القبر
تكلم العلماء في ماهية عذاب القبر وهل يكون على الجسد والروح معاً، أم يكون على الروح فقط، وكانوا في ذلك فريقين، وقد اتفق معظم علماء المسلمين على أن عذاب القبر يكون على الروح والجسد معاً.
خصائص عذاب القبر
- يكون على الأجساد حينما توضع في القبر، فهو كائن في مرحلة حياة البرزخ بعد الحياة الدنيا وقبل الحياة الآخرة.
- يتفاوت من إنسان لآخر بحسب الذنوب، فأقله الضمة حين يضمّ القبر على صاحبه، ولو نجى منها أحد لنجى منها سعد بن معاذ كما في الحديث، وأشدها الضربات المؤلمة ومنها الضرب بالمرزبة كما جاء في الحديث الطويل عن رسول الله: (يضربُه ضربةً أخرَى فيصيحُ صيحةً يسمعُها كلُّ شيءٍ إلَّا الثَّقلَيْن) [صحيح].
- لا تسمعه إلا البهائم التي لا تعقل، وقد دل على ذلك حديث النبي عليه الصلاة والسلام: (إنهم يُعذَّبونَ عذابًا تسمعُه البهائمُ) [صحيح]، والشواهد الكثيرة التي يرويها الناس حول فرار الحيوانات من القبور.