عواقب الظلم في الدنيا والآخرة

الظلم

الظلم هو وضع الشيء في غير مكانه، والحياد عن الحق باتّجاه الباطل، والتعدّي على الحقوق والجور فيها والانحراف عن العدل، ويعدّ الظلم من الأخلاق الذميمة، وقد نهت عنه جميع الديانات السماويّة، لما ينتج عنه من أحقادٍ وضغائن وأذىً شديد على المظلوم، فالإنسان السوّي لا يقبل الظلم ولا يستطيع أن يظلم أحداً لأنه يعلم جيداً عواقبه الوخيمة في الدنيا والآخرة، بينما توجد بعض النفوس المنافقة وغير السوية التي تظلم دون أنْ تخاف مما قد يرافقه من تأثيراتٍ سلبيةٍ.

أنواع الظلم

  • الظلم فيما يخصّ الله تعالى: على رأسه الكفر والشرك، فهذا الظلم من أعظم الأنواع بسبب عواقبه الوخيمة على الظالم، قال تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان:13]، ولا يغفر هذا الظلم سوى التوبة الخاصة قبل طلوع الشمس من مغربها، وقبل الموت.
  • ظلم الإنسان لنفسه: يكون ذلك بارتكابه المعاصي، واكتسابه للآثام التي تدخله نار جهنم يوم القيامة، قال تعالى: (فمنهم ظالم لنفسه) [فاطر:32].
  • الظلم الواقع من الإنسان على أخيه الإنسان: حرّم الإسلام الظلم الذي يقع بين الناس، فقال تعالى: (وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشورى:40] ، فقد حرّم الله تعالى الظلم على نفسه، وهو القادر، والقويّ، والمُتصرّف في كلّ شيء.

عواقب الظلم في الدنيا والآخرة

  • الحرمان من الفلاح في الدنيا والآخرة.
  • سوء العاقبة، وفقدان محبة الله تعالى.
  • الطرد من رحمة الله تعالى.
  • الذل في الدنيا، وانكسار النفس، فيُسبّب الله تعالى الأسباب التي تذل الظالم حتى يستوفي حق المظلومين.
  • نزع البركة من حياة الشخص الظالم، ومن ماله وأولاده، كما أنّ الله تعالى ينزع البركة من المُجتمع الذي ينتشر فيه الظلم والبغي، ويرسل عليه الأمراض وأشكال العذاب المختلفة.
  • الانحطاط في نظر الخلائق؛ لأن النفوس جُبِلت على الإحسان لمن أحسن إليها، ومحبة ذلك، ولكنّ الظلم يُهيّئ للظالم السقوط من نظر الآخرين، وفقدان احترامهم وتقديرهم.
  • دعاء المظلوم، فدعوة المظلوم تنتقل خلال السماوات لتصل إلى السماء السابعة، ويستجيب الله تعالى لها، فالظالم ينام ليله غير آبهٍ بظلمه، إلّا أنّ المظلوم يلجأ إلى الله تعالى ليأخذ له حقه، والله تعالى شديد الانتقام.

أسباب الظلم

  • الشيطان: توعّد الشيطان بأنّ يقعد للعباد كلّ مقعدٍ ليضلّهم، ويوقع البغضاء والكراهية فيما بينهم، وبالتالي فساد المجتمع.
  • النفس الأمّارة بالسوء: فهي تُعدُّ أيضاً عدواً للإنسان ما لم يستطع كبح جماحها.
  • الهوى: أمر الله تعالى بعدم اتباع الهوى؛ لأنّه يغوي الشخص، ويجرُّه إلى طرق الظلم والضلال.