مفهوم المجتمع المسلم
مفهوم المجتمع المسلم
يُطلق مصطلح المجتمع على مجموعة الناس الذين يعيشون على شكل جماعة منظمة تحكمها مجموعة من القوانين والأعراف والتقاليد الخاصة، بحيث يشتركون في البقعة الجغرافيّة، والاعتقادات، والدين، أمّا المجتمع المسلم فهو المجتمع الذي يحمل خصائص تميّزه عن باقي المجتمعات الأخرى، وحينما نتحدث عن المجتمع المسلم لا نقصد مجتمعاتنا الحالية التي انسلخت عن هويتها وحضارتها ودينها، إنّما نتحدّث عن المجتمع المسلم في أوج حضارة الإسلام، وفي هذا المقال سنتحدث عن المجتمع المسلم.
سمات المجتمع المسلم
- الالتزام بقواعد الدين في كل التصرفات والسلوكيات، ويشمل ذلك العبادة، والعلاقات، والمشرب، والملبس، والعمل، وكلّ تفاصيل الحياة الأخرى، فمن المعروف بأنّ المجتمع المسلم هو مجتمع منظم وحياته قائمة ومبنيّة على القواعد والأصول والقوانين التي فرضها الدين الإسلاميّ، حيث إنّ هذا الدين رسم المنهج والحياة العامّة بالإضافة إلى التفاصيل الدقيقة لحياة المسلمين.
- الجدية في الأعمال والتصرّفات، وتتمثّل هذه الجدية بشكلٍ واضحٍ في إقبال الإنسان المسلم وتكريس حياته للعلم والتعلّم، والدليل على ذلك الكمية الهائلة من العلوم المختلفة التي أنتجها المجتمع المسلم في أوج حضارته والتي بُنيت عليها العلوم الحديثة المعاصرة، كما تتمثّل جدية المجتمع المسلم أيضاً بالتزامه بالأعمال الصالحة بكافة أشكالها وصورها، كالعطف على الصغير والكبير، ومساعدة الفقراء والمساكين، وبر الوالدين، والإحسان إلى الآخرين، وكذلك ابتعاده عن كل الأعمال السيئة كالزنا، والسرقة، وشرب الخمر، والربا، وأي شكل من أشكال إيذاء الآخرين.
- التسامح مع غير المسلمين، وإعطاؤهم حقوقهم المختلفة، وحمايتهم، وحفظ حقوقهم، واحترام دينهم، ومنحهم حرية ممارسة شعائرهم الدينيّة دون أن يتعرّض لهم أحد بأذى.
- الأمن والأمان من الميزات التي تميّز هذا المجتمع عن غيره، فقد عُرف عنه بأنّ المرأة تسافر من دولة إلى دولة لا تخاف إلّا الله، حيث وفّر هذا المجتمع الأمن والطمأنينة لكافة أفراده.
- الترابط والتكافل والمحبة بين أبنائه، ويرجع ذلك إلى التعاليم الإسلاميّة المختلفة التي تحثّ على ترابط المسلمين ومحبتهم ومودتهم، والابتعاد عن كل ما يُفسد التآلف في مجتمعهم كالحقد، والحسد، والغيبة، والنميمة، والقذف، فقد وضع الإسلام قوانين وحدود لرسم العلاقات المترابطة في المجتمع.
- الهوية الخاصة المتميزة للمجتمع المسلم، فهو معتز بهويته وحضارته وتاريخه ومتمسك به لأقصى الحدود، وهو لا ينساق وراء الحضارات الأخرى ويُقلدها، بل كان المجتمع الإسلامي موضعاً للأنظار والتقليد من قبل الأمم والمجتمعات الأخرى.
- الأخذ بكل أسباب القوة، فهو مجتمع يحرص على أن يكون كالدر بين الأمم وأن يظلّ دوماً في المرتبة الأولى، ومن أسباب قوته الإعداد البدنيّ والماديّ للجيش المسلم، وصناعة الأدوات الحربية والآلات المتقدمة التي لم يعرف العالم لها مثيلاً في ذلك الوقت.