كيف يتوب الإنسان إلى الله

ارتكاب المعاصي

قال تعالى في كتابه الحكيم: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). جُبل الإنسان على الخطاً، منذ اللحظات الأولى لآدم -عليه السلام- إلى يوم القيامة، فأبونا آدم -عليه السلام- أخطأ بعدم الامتثال لأوامر الله تعالى وعدم أكله من الشجرة، وهذا أول الخطأ، وقد استمرّت الأخطاء بعد آدم وتطورت إلى الجرائم، فكانت الجريمة الأولى في قصة قابيل وهابيل، وهي القصة التي قتل فيها الأخ أخاه للمرة الأولى.

ومنذ ذلك الزمان إلى زماننا هذا تضاعف الإجرام على الأرض مرات ومرات إلى أن وصلت الإنسانية لعصر القنابل النووية، لهذا فنرى أن الأخطاء والمعاصي تسير وتتقدم كلما تقدم الزمان، واليوم وبسبب التقنيات الهائلة التي توفرت للإنسان، فقد صار بمقدوره أن يعصي الله بكل سهولة وبساطة، وعلى كافة المستويات.

التوبة

إنّ الإنسان بحاجة إلى تجديد التوبة باستمرار؛ فالتوبة إعلان من العبد لربه بأنه أنهى حقبة أو فترة طالت أو قصرت من المعاصي، وأنه عاد إلى ربّه عز وجل وخضع إليه بعد أن انحرف عن الصراط المستقيم. للتوبة خطوات معيّنة يجب على الإنسان أن يمر بها حتى يكتب عند الله تعالى تائباً، ولنتذكّر أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأنّ الله تعالى رحمته وسعت كل شيء، وأنه بجلاله ورحمته وعظمته هو رب العالمين.

طريق التوبة إلى الله

  • يجب على الإنسان أولاً أن يُقرّ بذنبه أو بذنوبه التي ارتكبها، فهذا الإقرار دليل منه على نية الخضوع لله تعالى، ودليل أيضاً على صدق عزمه على المضي قدماً في طريق الخير والصلاح. والإقرار بالذنب يجب أن يتبع مباشرة بإقلاع تام عن الذنب مع العزم على عدم العودة إليه.
  • الندم على الذنب والعزم على عدم الرجوع إليه، فالندم من أهم الأمور التي تجعل القلب يخضع لله تعالى، ويطمئن، فهذا الندم يعني أن الإنسان بات يكره الذنب، ويتقزز منه.
  • إذا كانت ذنوب الإنسان مرتبطة بحقوق الآخرين ومظالمهم، فيجب عليه أن يعيد كل الحقوق التي أكلها بالباطل إلى الآخرين، كمن يأكلون ميراث أخواتهم، أو يحرمون بناتهم من الميراث؛ فهذه التصرفات وغيرها بما تتضمنه من ظلم للآخرين يمكن لأي إنسان أن يقلع عنها بمجرد فقط أن يعيد كل ما أخذه من الآخرين إليهم، فإعادة الحقوق واجبة على كل من لا يزال على قيد الحياة، ولو لم يُعد هذه الحقوق لاقاه أصحابها بين يدي الله تعالى في يوم الحساب.