أول ماخلق الله تعالى
أول ماخلق الله تعالى
عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :”إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ ، قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَة”، صدق رسول الله الكريم، فليس كما يظّن الجميع بأنّ أوّل خلق الله سبحانه وتعالى هو آدم وحواء والملائكة، فالله سبحانه وتعالى ابتدأ خلقه بالماء، فالعرش، ثمّ القلم.
الماء
قال تعالى:”وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ”، فالماء هو أول مخلوق من مخلوقات الله عز وجل، ولا يمكننا أن نجزم بأنّ الماء الذي خلقه الله سبحانه وتعالى تحت العرش مشابه للماء المعروف على سطح الأرض، فقد يكون الماء مشابهاً لماء الأرض في المكوّنات وربّما لا، ولا نعلم بأيّ حاله كيميائية يكون، قد يكون في الحالة السائلة أو الغازيّة أو الصلبة والله أعلم.
العرش
معنى العرش باللغة العربية، هو فراش الملك أو كرسيه العظيم المرصّع بالذهب والمجوهرات، أمّا عرش الرحمن وكما جاء ذكر صفاته في أحاديث نبوية وبعض الآيات الكريمه بأنّه موجود بعد سبع سماوات وبين كل سماء والسماء الأخرى مسيرة خمسمئة عام؛ أي أنّ بين السماء الدنيا وعرش الرحمن مسيرة خمسمئة ألف سنة واتساعه خمسمئة ألف سنة أيضاً، قال تعالى:” تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ “،وبعد السماء السابعة مسيرة خمسمئة عام أيضاً، ثم يوجد بحر من ماء وفوق البحر يقع عرش الرحمن، ويحمل العرش ثمانية من الملائكة ولم يحدد ثمانية عشر أو مئة أو ألف، فالله سبحانه وتعالى أعلم.
القلم
خلق الله سبحانه وتعالى القلم بعد أن خلق الماء والعرش، فالقلم هو ثالث مخلوفات الله عز وجل، وخلق القلم كجرم وبشكل نور، وخلق بعد القلم اللوح المحفوظ، فاللوح المحفوظ هو رابع مخلوفات الله سبحانه وتعالى، قد يكون اللوح تحت العرش أو فوقه فمكانه غير معلوم، تبلغ مساحته مسيرة خمسمئة عام، وطوله ما بين السماء الأولى والأرض وعرضه كالبعد بين المشرق والمغرب، وبعد ذلك أمر الله سبحانه وتعالى بالكتابة على اللوح المحفوظ، فكتب ما سيحدث في العالم من بدء الخلق وحتى نهايته.
بعد ذلك خلق الله سبحانه وتعالى السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، خلق السماوات في ستة أيام فيه حكمة إلهية وهي تعليم الناس الصبر والتأنّي، على الرغم من أنّ الله سبحانه وتعالى قادر على خلق السماوات والأرض في لحظات، والسماء العظيمة التي خلقها الله تدلّ على قدرته وعظمته، فبين السماء والأخري مسيرة خمسمئة عام مليئة بالملائكة.