ما هي مراتب الدين

الدين الإسلامي

في الدين الإسلاميّ مراتب يُقصد بها الدرجات التي يصل إليها مُعتنق الإسلام أو المُسلِم، ولا نقصد بهذهِ المراتب أو الدرجات أنّها تقسيماتٌ طبقيّة أو أنّها رتبٌ يتميّز بها المُسلمونَ عن بعضهِم البعض، بل هيَ خُلاصة أعمال العبد ومدى تقرّبهِ إلى مولاهُ عزّ وجلّ. في هذا المقال سنتحدّث عن هذهِ المراتب وهيَ ثلاث.

مراتب الدين

الإسلام

الإسلام هوَ أوّل هذهِ المراتب وهيَ المرتبة الأساسيّة التي لولاها لما صحَّ أن يُقال عن صاحبها أنّه مُسلِم، ويكونُ الإسلام بأن يشهد المرءُ بأنّهُ لا إله إلا الله وأنّ مُحمّداً رسولُ الله، وهذا هوَ الرُكنُ الأوّل من أركان الإسلام الخمسة وهوَ الشهادتين، أمّا بقيةُ الأركان فهيَ إقامةُ الصلاة، وهُنَّ خمسُ صلواتِ في اليوم والليلة وهُنّ: صلاة الفجر، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، ومن الأركان أيضاً إيتاء الزكاة وهوَ تقديم فضل المال كلَّ حولٍ لمُستحقي هذا المال من الفُقراء والمساكين وغيرهِم ممّن يُصرف لهُم هذا الفضل من مال الأغنياء والموسرينَ من المُسلمين.

من أركان الإسلام رُكن الصيام وهوَ صيام شهر رمضان من كُلّ عام، وكذلك رُكن الحجّ إلى بيتِ الله لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً، ومع استكمال العمل بهذهِ الأركان الخمسة وتصديق المرء بها يكونُ الإسلام وهو المرتبة الأولى والرئيسة لهذا الدين.

الإيمان

وهوَ المرتبة التي يكون بها التصديق الجازم واليقين الراسخ الذي لا يتزعزع، وهوَ مرتبةٌ أعلى من الإسلام، فقد يكون المرء مُسلماً ولكن لم يتمكّن الإيمان من قلبه بعد، وذلك لعلوّ مرتبة الإيمان بأركانهِ الستّة وهي الإيمان بالله وملائكته وكُتبه ورُسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه، والدليل على أنَ الإيمان هوَ مرتبةٌ فوقَ الإسلام ما قالهُ الله بحقّ الأَعراب: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم).

الإحسان

وهذهِ المرتبة هيَ أعلى المراتب ولا يصل إليها العبد إلا حينَ يُخلص قلبهُ لله تعالى ويُكثر من طاعته وتتحقّق لديهِ التقوى، والمقصود بالإحسان أن تعبد الله كأنّكَ تراه، فإن لم تكُن تراه فإنّهُ يراك، وهذا من أشدَّ ما يُعلّق قلبَ العبد بربّه، وهوَ استحضار خشية الله تعالى وحُضور القلب في العبادة، والقُرب من الله تعالى لدرجة شُعورك بأنّك تراه جلّ جلاله ولكنَّ حقيقة الأمر أنَّ الله هوَ الذي يراك وهوَ المُطّلعُ عليك في كُلّ أمور حياتك.

لِذا فمراتب الدين ثلاثُ مراتب؛ فمن وصلَ إلى مرتبة الإحسان فقد آمنَ وأسلم، ومن آمن فقد أسلم، فكُلّ مؤمن مُسلم وليسَ كُلّ مُسلمٍ مؤمن، وهذهِ المراتب الثلاثة بيّنها رسولُ الله صلّى الله عليهِ وسلّم في الحديث الطويل الذي فيه سؤال جبريل للنبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأماراتها.