فوائد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر

إنّ الدَّعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنَّهيَ عن المنكر أصلٌ عظيمٌ من أصول الدِّين الإسلاميّ حتى أتبعه بعض علماء المسلمين بأركان الإسلام التي لا يقوم بناؤه إلا بها؛ لعظيم شأنها؛ فصلاح حال العِباد في معيشتهم في الدُّنيا والآخرة قائمةٌ على طاعة الله ورسوله، ولكي تتحقق هذه الطَّاعة لا بُدّ من الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر.

إنّ التَّفريط في هذا المبدأ العظيم والتّساهل فيه؛ أدّى إلى انتشار المُنكرات حتّى عمّت وطمّت البيوت والأماكن العامّة وغيرها ممّا يُغضب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

حُكم الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر

الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر واجبٌ على كلِّ مسلمٍ قادرٍ في حدود عِلمه الشَّرعيّ وقدرته على الأمر والنَّهي، وهو فرض كفايةٍ إذا قام به من يكفي من النَّاس القادرين سقط الإثم عن الباقين؛ لكنّه يُصبح فرض عينٍ على القادر إذا لم يقمْ به غيره، فالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر يعتمد في وجوبه من عدمه على قدرة الإنسان الماديّة والجسديّة واللُّغويّة والسُّلطة في الأمر أو الإنكار، وقد وضّح ذلك النّبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشَّريف بالأمر أو الإنكار اعتمادًا على القُدرة:”من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإنْ لم يستطع فبلسانه، فإنْ لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان”.

فوائد الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر

أرسل الرُّسل والأنبياء من قِبل الله تعالى، وأُنزِلت معهم الكُتب للأمر بالمعروف الذي رأسه وأصله التَّوحيد، وللنَّهي عن المنكر الذي رأسه وأصله الشِّرك والعمل لغير الله؛ فمن الفوائد والثَّمرات التي تُجنى من ذلك ما يلي:

  • قِيام الإسلام وانتشاره في كافّة الأقطار، وانتشار الدَّولة الإسلاميّة التي فتحت البلاد وحررّت العباد من المُنكرات والشِّرك ونشرت عبادة الله والمعروف بين النَّاس.
  • تطبيق الشَّريعة الإسلاميّة وِفق التَّعاليم الرَّبانيّة وليس وِفق أهواء وضلالات بعض البشر.
  • سببٌ في رفع العذاب والسَّخط عمّن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
  • محاربة الظُّلم والفساد والاستبداد والعادات والموروث القديم الذي يتسبّب في تخلُّف المجتمع المسلم ورجعيّته، والأمر بتطبيق كلِّ ما يعود بالنَّفع على المجتمع المسلم.
*تنفيذ أمر النَّبي صلى الله عليه وسلم بوجوب تغيير المنكر حسب القدرة؛ فينال العبد رضوان الله تعالى لاقتدائه بسُنَّة الرَّسول صلى الله عليه وسلم.
  • سببٌ في إحداث التَّغيير في المجتمع نحو الأفضل، وحدوث النَّصر والتَّأييد لمن قام بهذا الفِعل من الله؛ فيكنْ مستجاب الدَّعوة، تُكفّر ذنوبه وخطاياه، وتحمي فاعلها من ملائكة العذاب، وسببٌ لقبول العمل ومباركته من قِبل الله.
  • إقامة إحدى سُنن الله في خلقه، وهي أمر النَّاس بالحُسنى والموعظة الحسنة وبكافّة الأساليب المُحببة للقلوب كي يقوموا بكلِّ فعلٍ يكون سببًا في صلاح حالهم في الدُّنيا والآخرة، والابتعاد عن كُلِّ ما يكون سببًا في نقص إيمانهم أو وقوعهم في الإثم ونشر البِدع أو الرَّذيلة في المجتمع.