قدرة الله في خلق الإنسان

خلق الإنسان

خَلَق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن صورة وتقويم، كما كرّمه على الخلائق جميعها بما أنعم عليه من النّعم الكثيرة، وقد كان الإنسان في خلقته آيةً من آيات الله تعالى ومعجزة ربّانيّة تتجلّى فيها قدرة الله تعالى وبديع صنعه، فكيف ابتدأ الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان؟ وكيف تجلّت قدرة الله في خلق الإنسان؟

ابتداء خلق الإنسان

شاء الله سبحانه وتعالى أن يخلق بيده الإنسان من الطّين، والطّين كما هو معلوم يتكوّن من مادتين وهما التّراب والماء، ويشكّلان باتحادهما وامتزاجهما مادّة الطّين، كما وصفت المادة التي خلق الإنسان منها بأنّها طين لازب أي طين متماسك متجانس مع بعضه البعض، وفي آيةٍ أخرى وصفت مادة خلق الإنسان أنّها من صلصال من حمأ مسنون، والحمأ هو الطّين الذي مال إلى السّواد واستمسك كأنه الصّلصال، وهذه المادّة هي عنصر الخلق الذي خلق منه آدم عليه السّلام، ثمّ شاء الله تعالى أن يخلق من آدم زوجه حواء، ثمّ لتتكوّن كلّ نفسٍ من ذريّتهما من نطفة من ماء.

خلق الإنسان في رحم الأم

وصفت الآيات الكريمة مراحل تكوّن الجنين وخلق الإنسان في رحم أمّه وصفًا دقيقًا عجيبًا دلّ على إعجاز القرآن الكريم؛ فالآيات الكريمة تصف ابتداء خلق الإنسان في رحم أمّه حيث يكون نطفةً يتّحد فيها حيوان منوي من الرّجل مع بويضة من المرأة فتتكوّن النّطفة المخصّبة التي تتحوّل فيما بعد إلى علقة تعلق بجدار الرّحم، ثمّ تتحوّل تلك العلقة إلى مضغة، ثمّ تنشأ العظام فتكسو اللّحم حتّى يخرج الإنسان خلقًا متكاملًا آية ومعجزة في التّكوين والتّقويم.

أعضاء الإنسان وحواسّه

أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان بكثيرٍ من الحواس والأعضاء التي تدلّ على قدرة الخالق في خلق الإنسان؛ فالحواس هي التي تمكّن الإنسان من العيش واستشعار ما حوله، فالعين هي عضو يحتاج إليه الإنسان للنّظر وتمييز الصّور، وقد خلق هذا العضو على هيئة عجيبة، وتركيبة بديعة؛ حيث يستطيع تمييز آلاف وربما ملايين الألوان بدقةٍ متناهية، وكذلك هناك الأنف الذي هيئه الله في شكله حتّى يستطيع الإنسان من خلاله أن يشتمّ الرّوائح ويميّزها، ويستنشق الأكسجين الذي يدخل إلى الرّئتين، وتحتاج إليه الخلايا في البناء والتّجديد.

وخلق الله تعالى الفم الذي يمكّن الإنسان من الأكل والشّرب وتذوّق نعم الله تعالى، كما أنّ في الجسم عضوًا حيويًّا هو القلب يقوم بدورٍ رئيسي في الجسم حينما يَضخّ الدّم إلى الرّئتين ليحمّل بالأكسجين، ثمّ يرجع هذا الدّم إلى القلب ليتمّ ضخه مرّة أخرى إلى خلايا الجسم في دورة دمويّة لا تخطأ ولا تفتر، فتبارك الله ربّ العالمين القائل في كتابه العزيز (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ).