عناصر بناء الشخصية في الإسلام
الشخصيّة الإسلامية
إنّ بناء الشخصية الإسلامية يحتاج إلى عناصر ومقومات عديدة لتحديد معالم الشخصية، وعناصر الشخصية تُحدّد الهوية وطبيعة السلوك وطريقة التعامل مع الأمور، وتؤثّر في النشاطات والمواقف الشخصية. تؤثّر التربية بشكلٍ كبير في بناء شخصية الأطفال وقدرتهم على التعامل مع الأمور الحياتية، والشخصيّة الإسلامية هي شخصية لها صفات وعلامات محددة وهي: الإيمان بالله، والالتزام بأوامره، والابتعاد عن الأمور التي نهى عنها، وللشخصية الإسلامية عناصر تميزها عن غيرها وتتفاعل مع بعضها لإعطائها الصورة المميزة.
عناصر بناء الشخصية الإسلامية
- الفكر: هو من أهمّ عناصر بناء الشخصية، ويُعتبر القاعدة التي تُبنى عليها العناصر الأخرى، وهناك العديد من الأمور التي تؤثّر على بناء الفكر ممّا يؤثّر في شخصية المسلم، وتجعله قوياً قادراً على مواجهة أي فكر غير سليم. للفكرالإسلامي عناصر ثلاثة رئيسية وهي:
- أسلوب التفكير: وهي الطريقة التي يتعامل فيها الفكر مع الأحداث والنشاطات، ويتميّز بالعقلانية في التفكيرالذي يوصل إلى الإيمان بالله تعالى، وتحرّر الإنسان من سيطرة المادة، ويساعد في إدراك المعاني والقيم الروحية.
- العقيدة: وهي تساهم بشكل كبير في بناء الشخصية الإسلامية لأنها تفسّر العديد من الأمور الحياتية، وهي أساس المواقف والسلوك والعلاقات الاجتماعية والتي يصدر الإنسان الأحكام على أساسها، والمسلم يبني أموره الحياتيّة على أساس الإيمان بالله تعالى والالتزام بأوامره والتقرّب إليه.
- الثقاقة: وهي المعرفة بالعديد من الأمور في الحياة، وهي تُحدّد السلوك الإنساني السوي، ويجب أن تؤثّر الثقافة في سلوك الإنسان وتدفعه إلى الارتقاء بالسلوك، والثقافة الإسلاميّة مرتبطة بالعقيدة وطريقة التفكير، وهي المعرفة التي تساعد الإنسان في فهم الأمور الحياتية وكيفية التعامل معها.
- العاطفة: وهي علاقة الإنسان بالله والناس والأشياء المحيطة به، والعواطف الإسلاميّة عواطف سامية صافية ونقيّة، وهي بعيدة عن الانحراف والعدوانية لأنها مُرتبطة بفكرة التوحيد والإيمان بالله تعالى، ويبني المسلم عاطفته على أساس حب الله والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي السمحة، والعاطفة في الإسلام تتميّز باعتمادها على سلامة العقل وضبط مشاعرالإنسان وانفعالاته، وهي مرتبطة بالعقيدة.
- الإرادة: بالإرادة يستطيع الإنسان السيطرة على الشخصيّة وفق منهج صحيح ورسالة ملتزمة، ويمتنع عن فعل الحرام، ويتحمّل المحن والمصاعب، ويكون قادراً على تحمّل مسؤوليته مهما كانت واجباته ثقيلة.
- المقياس الإيماني للسلوك: تُعتبر الشخصية الإسلامية ذات مقياس سلوكي واضح، والمؤمن لا يقدم على عمل يؤدّي إلى غضب الله تعالى، ويقيس أفعاله وتصرّفاته بميزان الشريعة، فلا يؤذي الآخرين ويكون إيجابياً في تعامله مع الناس، وتكون مخافة الله فوق كل اعتبار.