هل الثعلب مفترس

نظرة عامة حول الثعالب

يُعدّ الثعلب من الحيوانات الانفرادية التي تنتشر في جميع أنحاء العالم، في شمال أمريكا، وأوروبا، وآسيا، وشمال أفريقيا، وتصنف الثعالب على أنّها من الكائنات حقيقية النوى، وتندرج تحت المملكة الحيوانية، في شعبة الفقاريات، في صف الثدييّات، ورتبتها آكلات اللحوم، كما أنّ عائلتها هي الكلبيات، وتندرج تحت جنس الثعلبيات، وتمتاز بجسدها الطويل، وأرجلها القصيرة، وامتلاكها فراءً سميكاً وناعماً، وذيلاً كثيفاً يفيدها في التوازن والدفء، ويساعدها على إرسال إشارات التواصل، كما توجد بعدة ألوان؛ منها: الذهبي، والبني المُحمرّ، والفضي، والأسود.[١][٢]

النظام الغذائي للثعلب

يعرّف الافتراس بأنّه شكل من أشكال العلاقات التكافلية بين الأنواع المختلفة من الكائنات الحية، والتي تتمثل بانقضاض الكائن الحي الأول وهو المفترس على الكائن الحي الآخر وهو الفريسة ليتغذى عليه،[٣] أمّا عن الثعالب فهي من الحيوانات المفترسة التي تُصنّف تحت رتبة آكلات اللحوم، كما تُعدّ أيضاً من آكلات النباتات واللحوم معاً؛ حيث تتغذى على العديد من الأنواع من الحيوانات؛ مثل: القوارض صغيرة الحجم، والضفادع، والطيور، والحشرات، كما قد تأكل الجيف، والحبوب، والفواكة، والبذور، بالإضافة إلى الخضار، ومن أشهر الفرائس التي يصطادها الثعلب: الفئران، والأرانب البرية.[٤][٥]

كما يمكن للثعالب سرقة بيض الطيور والسلاحف، أو قتل بعض صغار الثدييّات لتناولها كوجبة للغذاء، وهو الأمر الذي يفسّر سبب قدرة الثعلب على العيش في أماكن عديدة، ومناطق مختلفة المناخ، ويوضّح كذلك سبب قدرتها على التأثير على أنواع مختلفة من الحيوانات البرية، والأنواع الزراعية، وبشكل عام يمكن القول إن الثعالب تعتبر من الحيوانات الانتهازية في تغذيتها، فقد أظهرت عدة دراسات بعيدة المدى في أستراليا أنّ أعداد حيوان وَلب الصخور (بالإنجليزية: Rock Wallaby) وطائر الكافور القزمي (بالإنجليزية: Malleefowl) قد تتأثر بسبب افتراس الثعالب لها، وبذلك يُعدّ افتراس الثعلب مهدداً رئيساً لحياة العديد من الحيوانات الجُرابية هناك.[٤]

طريقة الثعلب في الصيد

يصطاد الثعلب عادة خلال فترة الليل ولا يصطاد أثناء النهار، وعلى الرغم من تصنيف الثعلب تحت فصيلة الكلبيات إلّا أنّه لا يصطاد بشكل جماعي عادة كما تفعل الذئاب، بل تتشابه طريقة صيد الثعلب المنفرد مع الطريقة التي يصطاد بها القط، والتي تتمثل بمطاردة الفريسة ببطء وهدوء شديدين حتى يصل إلى مسافة كافية للهجوم والقبض عليها، ثمّ استخدام المخالب لتثبيتها قبل توجيه العضة القاتلة لها.[٦]

تكتسب الثعالب سلوكات الصيد منذ الصغر، ومنها طريقة الصيد بالانقضاض تتمثل بقفز الثعلب إلى الأعلى وبشكل عمودي في الهواء، ثمّ الهبوط على فريسته بقوة مما يسمح له بقتلها بسرعة، دون عراك، أو إصابات، وغالباً ما يكون الصيد بشكل فردي، أمّا الصغار فيتولى كلا الأبوين مهمة إحضار الطعام لهم،[٥] ومن السلوكات المتبعة عند الثعالب أنهّا تستخدم سلوك القتل الفائض عن الحاجة (بالإنجليزية: Surplus Killing)، الذي يعني قتل الثعلب للفرائس بمعدلات تتجاوز متطلباته الأساسية في الغذاء، وذلك يعود إلى ضعف الفرائس التي تهاجمها في الدفاع عن نفسها.[٧]

خصائص الثعلب

حواس الثعلب

يمتاز الثعلب بامتلاكه لحواس متطورة وقوية تساعده على الصيد والافتراس، تتمثل بالإبصار، والسمع، والشم، واللمس الجيدة؛ حيث يستطيع الثعلب أن يتحكم باتجاه الأذنين لمساعدته على تحديد مكان الفريسة عن طريق الصوت، كما يمتلك القدرة على سماع الأصوات ذات الترددات المنخفضة، مما يمكنه من سماع أصوات الحيوانات المختبئة في جحورها تحت الأرض، والحفر للبحث عنها وصيدها، أما بالنسبة لحاسة البصر فيمتلك الثعلب رؤية ازدواجية كما الإنسان وباقي الحيوانات المفترسة، والتي تمكّن الدماغ من حساب وتقدير المسافات بشكل صحيح.[٦]

التواصل والإدراك

يمتلك كلّ فرد من الثعالب صوتاً مميزاً يمكّنه من التواصل مع أقرانه، فهي لا تصدر الصوت كمجموعة واحدة معاً على خلاف الكلبيّات الأخرى، أمّا عن أكثر الأصوات شهرة عند الثعالب فهو الصوت المشابه لنباح الكلب، والذي يتكون من ثلاثة إلى خمسة مقاطع يشبه “Wow-wow-wow”، ويصل هذا الصوت لمدى بعيد لأنه عالي النبرة، كما يُستخدم كنظام تعريف بين الأفراد، وهناك كذلك صوت آخر يستخدمه الثعلب للتنبيه يتكون من مقطع واحد فقط، وهو صوت حاد جداً عند سماعه من مسافات طويلة، أما عند سماعه من مسافات قريبة فيمكن ملاحظة أنه يشبه السعال، ويستخدم بشكل رئيسي من قبل الآباء لتنبيه أبنائهم الجراء من وجود خطر قريب.[٥]

من الأصوات الأخرى للثعلب هو صوت التمتمة الذي يتردد صداه في الحلق، ويمكنه سماعه فقط في أوقات التزاوج أو الهجوم العدائي بين الثعالب، أما الصوت الأخير فهو العويل الذي قد يصدر من أنثى الثعلب في أوقات التكاثر، وقد يصدره الذكور في بعض الأحيان أيضاً، ويجدر بالذكر أنه يُمكن للثعلب التواصل عن طريق الروائح الصادرة من غدد معينة موجودة في الأنف أو الذيل، كما يُمكن للذيل أن يستخدم من قِبل الثعلب لإعلام الثعالب الأخرى بوجوده.[٥]

السلوك

تعيش معظم الثعالب منفردة؛ فهي تقضي معظم وقتها وحيدة ولا تلتقي إلّا في مواسم التزاوج، وتوصف الثعالب بأنّها حيوانات إقليمية؛ أي تفضل البقاء عادة في مكان محدد، وفي الغالب تبقى في الأماكن التي يتوفر فيها الغذاء بكثرة، ولكن نقصان الغذاء يسبب انتقالها؛ حيث يمكن لها أن تقطع مسافات قصيرة إلى طويلة جداً بحثاً عن مصادر للطعام.[٥]

قد تسبب زيادة أعداد الثعالب دفعها لتكوين مجموعات خاصة بها، حيث تتكون المجموعة الواحدة عادة من زوج من الثعالب يرأس القطيع ويسيطر عليه، ومجموعة من المرؤوسين البالغين الذين تربطهم صلة قرابة فيما بينهم، ومن الضروري جداً تواجد الآباء لتربية الجراء الصغيرة في أوكار مخصصة لتعليمهم الأمور الأساسية لبقائهم على قيد الحياة؛ لأنّ غيابهم يهدد حياة الأبناء ويعرضهم للمخاطر من قِبل المفترسين، وتعتبر خبرة الآباء مهمة جداً لحماية الأبناء من الافتراس وتعليمهم السلوكات الصحيحة قبل مغادرة الأوكار إلى الحياة الخارجية، ويجدر بالذكر أن الثعالب تطوّر عادة نظاماً هرمياً في المجموعة، حيث تحصل الأفراد المسيطرة في المجموعة على وضع اجتماعي أفضل في العائلة والمجموعة، كما تحصل على أفضل غذاء، مما قد يؤدي إلى موت بعض الجراء.[٥]

علاقة الثعلب بالإنسان

على الرغم من قلة الإيجابيات التي يتميز بها الثعالب في نظر الإنسان، إلّا أنّها تتمتع بالقدرة على التكيّف في المناطق الجديدة؛ مما يسمح بإدخالها للقضاء على الآفات في المناطق الزراعية، بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية التي يمكن الحصول عليها من خلال بيع فرائها، حيث توسعت هذه التجارة على مستوى العالم، وقد اشتهرت بعض المزارع الخاصة بتربية الثعالب التي يتمّ فيها التركيز على لون مميز لا يوجد في البرية بكثرة.[٥]

أما من الناحية السلبية فيُعدّ الثعلب في كثير من البلدان من الآفات عند انتقاله إلى الأماكن الحضارية، إذ إنها تعيش على فضلات الإنسان، بالإضافة إلى أنّها تسبب قتل العديد من الحيوانات البيتية الأليفة مثل الكلاب والقطط، كما أنها ساهمت في زيادة نسبة انقراض بعض الحيوانات الموشكة على الانقراض في بعض البلدان مثل أستراليا، إضافة إلى ذلك قد تحمل الثعالب العديد من الأمراض مثل: داء الكلب، وسل الكلاب، بالإضافة إلى أنواع من الجرب، والتي قد تشكّل خطورة على أولئك الأفراد الذين يعيشون بالقرب من الكلاب خاصة؛ إذ يصبح من السهل جداً اكتساب المرض.[٥]

المراجع

  1. Alina Bradford (15-9-2017), “Foxes: Facts & Pictures”، www.livescience.com, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  2. “Foxes”, www.wildlifelandtrust.org, Retrieved 2-11-2019. Edited.
  3. “Predation”, www.biology-online.org,7-4-2009، Retrieved 2-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب “European fox “, State of Queensland,2019، Retrieved 17-11-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Tru Hubbard (2014), “Vulpes foxes”، Animal diversity web, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  6. ^ أ ب Douglas Quaid (22-11-2019), “Fox Hunting & Eating Habits”، sciencing.com, Retrieved 11-12-2019. Edited.
  7. “red fox”, Agriculture Victoria ,31-7-2019، Retrieved 17-11-2019. Edited.