ماذا يأكل ببغاء الدرة

الببغاء

الببغاوات فئة من فئات الطّيور، تتميَّزُ بأنّ لها مِنقاراً مُهيّئاً لتناول البذور القاسية، وحجمها إجمالاً صغير وأجسامها رشيقة، ولها ذيول طويلة ذات حافّة ملساء، وقد صنَّف علماء الأحياء منها 115 نوعاً في الطّبيعة. من الرّائج جدّاً الاحتفاظُ بالعديد من أنواع الببغاء كحيوانات أليفة؛ فهو يتميَّز بأنّ له ألواناً زاهيةً، وبنشاطه الشّديد من حيث الحركة وإصدار الأصوات، وقد يكون مُشاكساً جدّاً مع الطّيور الأخرى لو وُضِعت في قفصه. تشتهر أنواع مُعيَّنة من الببغاء، مع أنّ عددها قليل، بقُدرتها على تقليد أصوات الكائنات الأُخرى بكفاءة مُمتازة.[١]

تعيش الببغاوات في المناطق الدّافئة في مُعظم أنحاء العالم، وهي كثيرة العدد على نحو خاصّ في بعض البلدان، أهمّها الهند، وسريلانكا، وأستراليا وما حولها من جزر المُحيط الهادئ، وكذلك في جنوب شرقِي قارّة آسيا والمناطق الاستوائيّة من الأمريكيّتين. تميلُ هذه الطّيور للتنقّل في أسراب ضخمة جدّاً، حيث تُحلّق بحثاً عن أماكن غنيّة بالغذاء، وأحياناً قد يهبط سرب كبير منها في إحدى مزارع الحبوب للحصول على الطّعام، ولذلك تُعتَبر (في بعض الأماكن من العالم) آفاتٍ شديدة الخطورة على الزّراعة.[١]

وصف ببغاء الدرة

يتراوح طول ببغاء الدرة من 18 إلى 20 سنتيمتراً، ووزنه من 22 إلى 32 غراماً. تمتاز ببغاوات الدرة البالغة، سواء الإناث منها أم الذّكور، بأنّ مُعظم ريشها يتراوح لونه بين الأصفر والأخضر، حيث إنّ وجهها أصفر بالكامل، ومُنقارها زيتونيّ، وعيونها بيضاء، وتصطبغ وجناتها من الأسفل بلون أزرق أو بنفسجيّ خصوصاً لدى الإناث، ولها بقع سوداء صغيرة حول رقبتها، أمّا باقي جسدها فأخضر، وذيلها أزرق. تختلف الطّيور غير البالغة بأنَّ لها القليل من البقع على الرّقبة، وبأنّ جبهتها صفراء تُغطّيها خطوط سوداء، وذيلها يكون أقصر وعيونها لها لون بنيّ غامق.[٢]

ماذا يأكل ببغاء الدرة

يتناولُ ببغاء الدرة في الأَسر أنواعاً عديدة من الطّعام النباتيّ، ويُمكن أن تُقدَّم إليه مخاليط البذور المُتوفّرة في المحال التجاريّة، أو الفواكه والخضراوات الطّازجة.[٢]

أمّا في البريّة فإنّ الغذاء الطبيعيّ لببغاء الدرة هو البذور، مثل بذور العُشب وبذور النّباتات التي تُزَرع منها المحاصيل،[٢] وحتى بذور الأعشاب الضارّة، وكذلك القمح في أحيانٍ نادرة. عندما تعيش هذه الطّيور في البرّية فهي تعمدُ إلى الخروج بحثاً عن غذائها إمّا في الصّباح الباكر أو قبل غروب الشّمس؛ وذلك لتلافي الحرارة الشّديدة في وقت الظّهيرة.[٣]

في موسم الجفاف تصبح المياه شحيحةً، وعندها تُسافر هذه الببغاوات مسافاتٍ شاسعة بحثاً عن مصادرَ جديدةٍ للشّرب، وتستطيع أن تُحلّق – في هذه الرّحلات – بسُرعة أكثر من مائة كيلومتر في السّاعة للوصول إلى أماكن يتوافرُ فيها الماء.[٤]

سلوك وحياة ببغاء الدرة

ببغاء الدرة أكثر أنواع الببغاوات انتشاراً بصفته حيواناً أليفاً، وهو ما يُسمّى أيضاً بطائر الحب (بالإنجليزيّة: Lovebird). له ألوان كثيرة مُتنوّعة جدّاً، حيث في الغالب يكون لون ريشه أخضر أو أصفر، ولكن أحياناً تكون لديه بقع مُلوّنة على وجهه وخطوط مُميَّزة على صدره، وتختلف أنماط ألوانه حسب السّلالة. يتشابه ذكور وإناث ببغاء الدرة من حيثُ المَظهر. تتنقل هذه الطّيور في أسراب كبيرة تُحلّق فوق الأراضي والمروج العشبيّة في قارة أستراليا، وهي تعيش في مُستعمراتٍ ضخمة وتتّخذ لنفسها أوكاراً في جذوع الأشجار، وتضعُ ما بين ستّ إلى ثماني بيضات مرَّتين في العام، وهي تعيش في الطّبيعة لفترات طويلة تتراوحُ من خمس إلى عشرة سنوات.[١]

تسكنُ ببغاوات الدرة براري قارّة أستراليا بأعدادٍ كبيرة جدّاً، حيث يُقدّر تعدادُها بأكثر من خمسة ملايين طائر، ولذلك فإنّها تُعتَبر في أقلّ حالات خطر الانقراض. التّهديد الوحيد الذي يُواجه بقاء هذه الطيور هو أنّ أعداداً هائلةً منها تموتُ في كلّ عام عند حلول فترات الجفاف، إلا أنَّ لها قُدرةً شديدةً على التّكاثر؛ بحيث إنّ أعدادها تعودُ للارتفاع عند التّزاوج. فضلاً عن ذلك، تستفيدُ هذه الحيوانات من النّشاط الإنساني في الزّراعة وأنظمة الريّ، إذ يوفر لها هذا النّشاط الغذاء والشّراب. تتواجدُ معظم هذه الطّيور في الصّحارى الجافّة في وسط أستراليا، أمّا على المناطق الساحليّة فإنّها نادرة نسبيّاً، وهي تُفضّل البيئات شبه الجافة والرّطبة قليلاً، وتُهاجر نحو شمال القارّة في فصل الشّتاء.[٢]

تربية ببغاء الدرة

من الرائج كثيراً الاحتفاظ ببغاء الدرة كنوع من الحيوانات الأليفة، فهو نوع يحظى بشعبيّة عالية من الطّيور، ويُعتبر بدايةً مُمتازة للمبتدئين أو الجدد على تربية الحيوانات الأليفة؛ فطُيور الدرة عادةً ما تكونُ نشيطةً ومُبهجةً، وليست لها مُتطلّبات كثيرة أو مُعقّدة مُقارنة بغيرها من الطّيور الأكبر حجماً، فهي قادرة على تحمّل الظّروف الصَّعبة وغير المُريحة في بيئتها الطبيعيّة، وكذلك في الأسر. عند الاحتفاظ بهذا الطّائر واحيداً يُصبح لعُوباً ومُرتبطاً بصاحبه، ولكنّه يحبّ أيضاً الحصول على رفيقٍ من نفس نوعه في قفصه. يُمكن شراؤه إما من مربٍّ للطّيور بحيثُ يكون قد درَّبه وأعدَّه للتّفاعلُ مع الإنسان، أو من متجر للحيواناتٍ الأليفة حيث يكون أرخص ثمناً ولكنّه أقلّ تدريباً.[٥]

وقد يعيشُ ببغاء الدرة لفترات طويلة جداً عند العناية به جيّداً في الأَسر؛ حيث يصل عمره إلى خمسة عشر عاماً. يُفتَرض الاحتفاظ بهذا الطّائر في قفصٍ لا يقلّ ارتفاعه عن ستة وسبعين سنتيمتراً، وأنّ يُخصّص له عشّ قطره خمسة عشر سنتيمتراً. تضع أنثى ببغاء الدرة في كلّ مرّة أربعة إلى ثمانيّة بيوض، تفقسُ منها صغارها بعد فترة حضانة تدوم لثمانية عشر يوماً، ويحتاجُ الصّغار إلى شهر تقريباً قبل أن ينمو ريشهم.[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت The Editors of Encyclopædia Britannica, “Parakeet | Bird”، Encyclopedia Britannica, Retrieved 12-01-2017.
  2. ^ أ ب ت ث ج “BUDGERIGAR (Melopsittacus undulatus) | Parrot Encyclopedia”, World Parrot Trust, Retrieved 12-01-2017.
  3. موسوعة الطيور المصوّرة: دليل نهائي إلى طيور العالم. المستشار العام: الدكتور كريستوفر پِرِنز. نقله إلى العربية: الدكتور عدنان يازجي. بالتعاون مع المجلس العالمي للحفاظ على الطيور. مكتبة لبنان – بيروت (1997). صفحة: 169. 
  4. عصام الدين حسين شريف (1423 هـ/2003م). الببغاء الأسترالي، صفحة: 9-20، سلسلة بريمواي الثقافية. شركة بريمواي المحدودة، فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، السعودية.
  5. “Tips for Caring for Your First Pet Budgie (Parakeet)”, Pet Helpful, Retrieved 19-01-2017.