كيفية مكافحة الثعابين

نبذة عن الثعابين

يعدّ الثعبان (بالإنجليزية: Snake) أو الأفعى، أو الحيّة، من الزواحف عديمة الأطراف طويلة الذيل،[١] تضع معظم أنواعها البيوض، وبعضها تلد في فصل الخريف ما بين الخمسة إلى الاثني عشر ثعباناً صغيراً يصل طول الواحد منها إلى 25 سم تقريباً، ويتميّز جلده بأنّه جاف وأملس، وبعيد عن اللزوجة كما يعتقد البعض، كما أنّه يتغيّر مرات عدة خلال العام ليتمكّن من احتواء جسمه دائم النّمو. تنتمي الثعابين إلى ذوات الدم البارد لأنها تتحكّم بدرجة حرارة جسمها تبعاً لحرارة المحيط الخارجي، وفي الخريف تحتاج إلى بيئات باردة ورطبة استعداداً لسباتها الشتوي، الأمر الذي يدفعها في بعض الأحيان إلى الاستقرار حول وداخل المناطق السكنية، وبالرغم من وجود ثعابين غير سامة لا تشكّل أي خطر على الإنسان عدا إخافته، إلا أن هناك ثعابين سامة تشكّل خطراً على الإنسان والحيوانات الأليفة.[٢]

تسبّب الثعابين الهلع للعديد من الناس في حال تواجدها في منازلهم، وقد يعود ذلك إلى الفهم الخاطئ حول مدى سُميّتها، أو عدم معرفة الأفراد لكيفية التعامل معها، لذلك فإن تعلّم طريقة مكافحة الثعابين هو أمر مهمّ وضروري لا سيما لساكني المناطق السكنيّة في الضواحي، أو تلك القريبة من المناطق الريفية، وغيرها.[٣]

مكافحة الثعابين داخل المنزل

قد تدخل الثعابين إلى المساحات الداخلية للبيوت لعدّة أسباب؛ منها صيد الفئران الموجودة داخل المنازل التي تُعدُّ غذاء أساسياً لها، أو للبحث عن مكان ملائم لوضع البيض، أو لكون هذه المساحات تشكّل بما تحويه من فتحات أو معدات موجودة فيها تساعدها على التخلّص من جلدها القديم، وأحياناً قد يكون السبب هو الهروب من حيوان مفترس، أو لغاية تكمن في تنظيم درجة حرارة أجسامها، ومهما اختلفت هذه الأسباب فإن الطريقة المُثلى للتخلّص منها لا تكون بقتلها فقط، بل بإزالة المسبب الذي دفعها إلى الدخول إلى المنزل أساساً، ويكون ذلك باتّباع الإجراءات الآتية:[٤]

  • القضاء على مصدر غذاء الثعابين المُتمثّل بالفئران، وذلك بالتخلّص من الأغذية التي تجذب القوارض مثل: بذور الطيور، أو أغذية الحيوانات الأليفة، أو أوعية الأطعمة المجففة المفتوحة، إذ يجب تخزين هذا النوع من الأغذية في أوعية معدنية أو زجاجية محكمة الإغلاق لا يُمكن للقوارض قضمها.
  • إغلاق الفتحات التي يُمكن للقوارض أو الثعابين الدخول من خلالها إلى المنازل، مثل الفتحات المخصصة لأنابيب المياه والصرف الصحي، وفتحات أنابيب تصريف الغسّالة، وفتحات أسلاك الهاتف، أو كوابل الإنترنت، أو أي فتحات قريبة من الشبابيك والأبواب.
  • تقليل النباتات والمزروعات القريبة من أساسات المنزل، والحرص على زراعتها في مكان بعيد مقابل للمنزل؛ لأنها تشكل مكاناً ملائماً لوجود الثعابين وفرائسها المختلفة.

يتم التخلّص من الثعابين الموجودة في المساحات الداخليّة من خلال حملها بواسطة مجرفة مسطحة أو مكنسة، أو أية أداة ذات عصا طويلة، ثمّ وضعها في وعاء عميق وإخراجها خارج المنزل، فيما قد يتمكّن الأفراد المتمرّسون في التعامل مع الثعابين من إمساكها من منطقة خلف الرأس وإخراجها، مع ضرورة الانتباه إلى ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة لتقليل احتماليّة التعرض للدغ أثناء ذلك، فيما لا يحبّذ الإمساك بالثعبان بواسطة اليد في حال عدم التأكد من عدم سميته، وفي حالة الاشتباه بوجود ثعبان داخل المنزل قد فُقِد أثره فيُمكن البحث عنه في المناطق الرطبة أو الدافئة فيه، مثل الغسالات، والأفران، وسخّانات المياه، أو بالقرب من أجهزة الحاسوب، والشاشات، أو تحت المناشف الرطبة.[٤]

مكافحة الثعابين خارج المنزل

من الإجراءات التي يُمكن اتّباعها للوقاية من وجود الثعابين في المساحات الخارجيّة والحدائق، ما يأتي:[٥]

  • تنظيف الفناء الخارجي أو الحديقة من الشجيرات وأكوام الخشب المتناثرة هنا وهناك، وترتيبها في رف مرفوع عن الأرض، إذ تُعدّ هذه الأماكن خيارات مناسبة للثعابين للاختباء فيها.
  • قصّ جذوع الأشجار القريبة من النوافذ والأبواب، والتي يُمكن للثعابين التسلق عليها والوصول إلى المنزل من خلالها.
  • بناء سياج حول الحديقة لمنع الثعابين من الدخول، مع الانتباه إلى إبعاد المزروعات والنباتات عنه حتى لا تتسلقها الثعابين للوصول إلى داخل الحديقة، ويُمكن أن يكون السياج من الألمنيوم، أو من القماش المشدود، أو الطمي، ويكون بارتفاع يتراوح بين 60 سم إلى 90 سم تقريباً، وعمق 15 سم تقريباً تحت الأرض.
  • عدم وضع طعام للطيور في الفترة الممتدة بين شهر نيسان/ أبريل وشهر تشرين الأول/ أكتوبر؛ لعدم حاجتها إلى هذا الطعام التكميلي في هذه الفترة، مما سيجذب بدوره الثعابين والقوارض إلى المنازل وحسب، فيما يُمكن الانتظار إلى الفترة التي تكون فيها الثعابين في مرحلة سبات شتوي أي خلال الفترة الممتدة من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر وحتى شهر نيسان/ أبريل.[٦]
  • جزّ أعشاب الحديقة، لأن الثعابين تتجنّب الأماكن التي تكون فيها مكشوفة للصقور، الأمر الذي يُساهم في إبعادها عن الحديقة ذات العشب القصير.[٦]
  • إبقاء المناظر الطبيعية في الحديقة بسيطة قدر الإمكان، فالجدران الصخرية ذات الفتحات تجذب الحيوانات الصغيرة التي تُشكّل غذاء للثعابين، إضافة إلى تجنّب البحيرات والبرك التي تحتوي الأسماك والتي تمثّل بدورها غذاءً آخر للثعابين، بالإضافة إلى تجنّب وضع أي مجسّمات يُمكن أن تُشكّل مأوى للثعابين.[٦]

طرق كيميائية لمكافحة الثعابين

من الإجراءات المُستخدمة في مكافحة الثعابين بطريقة كيميائية ما يأتي:[٣]

  • تسميم الماء: تعتبر هذه الطريقة فعّالة في التخلص من الثعابين إذا كانت مصادر المياه محدودة في المنطقة، وذلك باستخدام محلول كبريتات النيكوتين (بالإنجليزية: nicotine sulphate) بتركيز 40%، حيث يحضّر بإضافة جزء واحد منها إلى 250 جزء من الماء، ثمّ يوضع داخل أوعية غير عميقة، وتُترك في مكان مناسب، كما يُمكن استخدام الحليب الفاسد كطُعم يجذب الثعابين إلى هذه الأوعية، مع الأخذ بعين الاعتبار منع الطيور والحيوانات الأخرى من شرب هذه المياه، فيما قد أثبتت تجربة أنّ استخدام نفس المادة بنسبة 10% قد تفي بالغرض.
  • تسميم البيض: تتغذى بعض الثعابين على بيض الطيور، فتهاجم بيوت الدواجن والحظائر للبحث عنه، لذلك يُعد تسميم البيوض للقضاء على الثعابين التي تأكلها خياراً مناسباً للتخلص منها، ويكون ذلك بثقب البيوض المراد تسميمها، ووضع مادة الستركنين (بالإنجليزية: strychnine) داخلها، ثُمّ إغلاق هذه الثقوب باستخدام قطعة من الورق، وتركها لتجفّ، كما يجب وضع علامات على البيوض التي تمّ تسميمها حتى لا تؤذي الحيوانات الأليفة في المنزل، أو الحيوانات الأخرى التي تُربى في المزرعة، مع وجوب التخلص من هذه البيوض وإتلافها خلال بضعة أيام، بسبب عدم فعاليتها بعد هذه المدة في جذب الثعابين.
  • تبخير الجحور: يمكن استخدام الغاز السام للقضاء على الثعابين والقوارض في جحورها، حيث تُستخدم ملعقة ذات ذراع طويلة لوضع مادة سيانيد الكالسيوم (بالإنجليزية: calcium cyanide) في أعمق منطقة داخل الجحر، فتتفاعل هذه المادة جراء رطوبة التربة مُطلقةً غاز حمض الهيدروسيانيك (بالإنجليزية: hydrocyanic acid gas) الذي سيؤدي إلى القضاء على الثعابين بغضون 30 دقيقة، إلا أنّه لا يفُضّل استخدام هذه الطريقة بشكل واسع النطاق؛ لأنها تقضي على كل أنواع الكائنات الحية التي تنتشر في هذه المنطقة، كما يمكن استخدام هذه الطريقة أيضاً داخل المباني والبيوت بعد إغلاقها بإحكام، حيث يوضع سيانيد الكالسيوم داخلها وتترك لمدة يوم أو أكثر، فيما يجب أخذ الحيطة والحذر عند استخدام سُمّ سيانيد الكالسيوم لأنه سُمٌّ قاتل، مع تجنُّب إخراجه من عبوته إلا عند الاستعداد لاستخدامه.
  • القتل بالغاز: يُضخّ الغاز داخل جحور الثعابين عندما تكون في حالة سبات، لكنّها طريقة غير ناجحة في أغلب الأحيان، وذلك لعدة أسباب منها: أن الثعابين تمتلك معدل أيض منخفض عند السبات، مما يجعلها قادرة على مقاومة آثار الغاز السام بصورة كبيرة، وإن تمّ استخدام تلك الطريقة فإنه يجب الحفاظ على ضخّ كمية كافية من الغاز في الجحور لفترة طويلة من الزمن لقتل الثعابين، كما يجب تحديد نوع الغاز المستخدم سواء كان خفيفاً أم ثقيلاً تبعاً لبُنية الجحر من الداخل، وبعدها يجب إحكام إغلاق الجحور ليبقى الغاز داخلها لأطول مدة ممكنة ليكون تأثيره قاتلاً، ومن بعض الأمثلة على الغازات التي لم تُظهر فعاليتها في القضاء على الثعابين: الفوسجين (بالإنجليزية: phosgene)، والكلور (بالإنجليزية: chlorine)، والمسيل للدموع (بالإنجليزية: tear chemicals)، أمّا الأنواع التي تم استخدامها بنجاح للقضاء عليها هي الغازات الآتية:
    • رباعي كلورو إيثان (بالإنجليزية: tetrachloroethane).
    • بروميد الميثيل (بالإنجليزية: methyl bromide).
    • ثاني كبريتيد الكربون (بالإنجليزية: carbon disulfide).
    • الفورمالديهايد (بالإنجليزية: formaldehyde).
    • غاز الخردل (بالإنجليزية: Mustard gas).
  • استخدام مبيدات الحشرات: يُمكن استخدام المبيدات الحشريّة للقضاء على الثعابين، مع الأخذ بعين الاعتبار ضررها على باقي الكائنات الحية النافعة، ومن الأمثلة على هذه المبيدات هي: مواد دي دي تي (بالإنجليزية: DDT)، والألدرين (بالإنجليزية: aldrin)، والديلدرين (بالإنجليزية: dieldrin)، والتوكسافين (بالإنجليزية: toxaphene)، وسباعي الكلور (بالإنجليزية: heptachlorane)، حيث يجب أن تُرش هذه الأنواع من المبيدات يدوياً وبشكل متكرر في كُل الأماكن التي يمكن للثعابين اتخاذها كمأوى لها كالثقوب والشقوق.

تمييز الثعابين السامّة عن غير السامّة

يُمكن التمييز بين الثعابين السامّة وغير السامّة عن طريق بعض الصفات الشكلية التي تُلخّص بالآتي:[٧]

  • فتحة ما تحت العين: تملك الثعابين السامّة فتحة صغيرة تقع بين العين ومكان الأنف، وهي غير موجودة في الثعابين غير السامة.
  • شكل بؤبؤ العين: تملك الثعابين السامّة بؤبؤاً بيضوياً يتوسط العين، بينما تملك الثعابين غير السامة بؤبؤاً مستدير الشكل.
  • نمط حراشف الذيل: تملك الثعابين السامّة صفاً واحداً من الحراشف في ذيولها، بينما تملك الثعابين غير السامة حراشف مقسّمة تظهر على شكل صفّين.
  • لون جلد الثعابين: يصعُب تمييز سُميّة الثعابين من عدمها تبعاً للون جلدها، وذلك بسبب التباين اللوني لمجموعة الثعابين التابعة للنوع نفسه.

المراجع

  1. Van WallachJames A. Peters, “Snake”، www.britannica.com, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  2. M. Cerato, W.F. Andelt, “Coping With Snakes”، www.extension.colostate.edu, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Elbert M. Brock, Walter E. Howard (1962), CONTROL METHODS FOR SNAKES , Lincoln : University of Nebraska, Page 23-27. Edited.
  4. ^ أ ب Jim Parkhurst, “Managing Human Wildlife Interactions: Snakes”، www.pubs.ext.vt.edu, Retrieved 2019-11-20. Edited.
  5. Steve A. Johnson, Monica E. McGarrity2, “Dealing with Snakes in Florida’s Residential Areas—Preventing Encounters1”، www.edis.ifas.ufl.edu, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  6. ^ أ ب ت Rebecca Christoffel, Christopher Weishaar (24-4-2012), “Control Snakes on a Home Property”، www.extension.iastate.edu, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  7. MARGARET C. BRITTINGHAM. (10-7-2005), “Snakes”، www.extension.psu.edu, Retrieved 1-11-2019. Edited.