علوم التربية وعلم النفس
علوم التربية وعلم النفس
تتعدد الآراء ووجهات النظر حول العلاقة بين علم التربية أو فنّ التربية وعلم النفس، فالبعض يرى أنهما نفس الشيء، والبعض الآخر يفصل بينهما بشكلٍ كليّ، وهناك من يقرّ وجود الاختلافات والتشابهات، فالعلاقة بين هذين العلمين نابعة من أنهما جزء لا يتجزأ من العلوم التربوية التي تنتمي إلى العلوم الاجتماعية والإنسانية التي تهدف إلى دراسة الظواهر التربوية والنفسية الإنسانية المختلفة.
العلاقة بين علوم التربية وعلم النفس
التربية ليست مجرد علم وإنما هي مجال واسع وكبير يتضمن عدداً غير محصور من التخصّصات العلمية والفروع المختلفة التي تهدف إلى دراسة العمليات التربوية المتنوعة من عدة زوايا، أي أنَّ العملية التربوية تعتمد بشكلٍ كبير على علم النفس وتستفيد من دراساته، وقوانينه، ومجرياته، وفرضياته، وأبحاثه في حلّ المشكلات التربوية التي يتعرّض لها الإنسان.
مما سبق نستنتج أنّ علم النفس يعتبر واحداً من العلوم التي تجمع بين العلوم النظرية والتطبيقية حيث تهتم بدراسة المجتمع وأفراده سواء كانوا معافين أو معاقين، والطرق اللازمة لنموّهم بشكلٍ سليم، وتعليمهم التعليم الملائم لقدراتهم المختلفة حتى يتمّ تطوير وتنمية المجتمع بأسلوب فعّال وجيد.
علم النفس أساس علم التربية
يرى الكثير من العلماء أن علم النفس هو العامل الأساسي والرئيسي لنشوء علم التربية، وهو ما يُشير إليه عالم النفس السويسري جان بياجيه حيث يرى أن الأبحاث النفسية وطرق ملاحظاتها ودراستها أنعشت علم التربية خاصة عندما تجاوز ميدان العلم البحت إلى ميدان التجريب المدرسي، وهذا يعني أنّ علم النفس هو واحد من العلوم الإنسانية التي تهتم بأفراد المجتمع على اختلاف أشكالهم، وثقافاتهم، وأجناسهم، وطباعهم.
أقسام علم النفس التربوي
يُعرَّف علم النفس التربوي بأنّه الدراسة العلمية والمنهجية لسلوك أفراد المجتمع من خلال العمليات التربوية، ويشتمل هذا العلم على فرعين مهمين هما:
- علم النفس التعليمي: يهدف لإعداد المعلم أو المدرّب، ويستفيد من بعض التجارب التي تمَّ تطبيقها على الحيوانات والإنسان في كثير من الأحيان.
- علم النفس المدرسي: يهدف إلى إعداد الأخصائي النفسي في المدرسة.
مما سبق نستنج أنّ علم النفس التربوي هو أحد الميادين التطبيقية لعلم النفس العام، حيث يُؤدي مهمّة أساسية هي تزويد المعلمين وغيرهم من الكوادر الوظيفيّة والعملية في ميادين تعديل السلوك الإنساني بمجموعة من الأسس والقرارات والمعلومات النفسية الصحيحة حتى يتمّ التطرق إلى مشاكل التربية ومسائل التعليم المدرسي لكي يُصبحوا أكثر فهماً وإدراكاً للواقع والمواقف التربوية المتنوّعة.