أنواع الشخصيات في علم النفس

علم النّفس

ظهر علم النّفس منذ العصور القديمة، وقد كان مهتماً بدراسةِ النّفس والرّوح ومعرفة أصلها. وكانت الدراسات النفسيّة غير مبنيّة على أُسّسٍ علميّة، ثمّ ما لبث أن ربطها العلماء بعلم الشّعور الذي يُعدّ أهمّ ظاهرة عقليّة، وأصبح علم النّفس علماً يعتمد على دراسةِ سلوك الإنسان وتصرفاته وأعماله؛ بسبب ارتباطها بنفس الإنسان النّابعة من وعيه أو لا وعيه. فاللاوعيّ أو اللاشعور قد يُشكّل جزءاً أساسيّاً من تصرفات الإنسان وأفكاره.[١]

مفهوم الشخصيّة

تُعرَّف الشخصيّة بأنّها عدّة صفاتٍ نفسيّة وجسديّة مكتسبة وموروثة، وتشمل أيضاً العادات والتقاليد المرتبطة بالإنسان، ومجموعة القيم والعواطف التي تتحكّمُ بتصرفاته؛ حيث تكون جميعها متفاعلة وتظهر للنّاس على هذه الصورة من خلال تعامل الإنسان في المجالات الحياتيّة المختلفة. وإذا حصل خلّل في أحد مكوّنات الشخصيّة أو بعضها يظهر على الشخص ما يُعرف باضطراب الشخصيّة، وذلك يؤدّي ظهور إلى أنماطٍ بشريّة عديدة بعضها قد يصعب فهمها أو تفسير تصرفاتها.[٢]

أنواع الشخصيّات في علم النّفس

تتعدّد أنواع الشخصيات التي يهتمّ علم النّفس بدراستها، وتمتلك كلّ شخصيّة صفات بارزة تعطيها طبيعةً عامّةً خاصّة بها، وهذه الأنواع من الشخصيّات قد تكون إيجابيّة أو سلبيّة، وفيما يأتي معلومات عن كُلٍّ منها:

الشخصيّات الإيجابيّة

تمتلك بعض الشخصيّات صفاتاً مُحبّبةً، وتساعد صاحبها على أن يكون أكثر سعادةً واستقراراً، وتساهم هذه الصفات المحبّبة في تكوين الشخصيّات الإيجابيّة، وفيما يأتي معلومات عن مجموعةٍ منها:[٣]

  • الشخصيّة الحنونة: تتميّز بالقدرة على تفهّم مشاكل الآخرين وخصوصاً العاطفيّة منها؛ لذلك يحاول الشخص الحنون دائماً تجنّب جرح مشاعر النّاس من حوله، ويصرّ على إسعاد الآخرين والتحسّر معهم على أحزانهم. وقد يسيء البعض تقدير الشخصيّة الحنونة فيربطها بالضّعف، ولكنّ الضعف غير مرتبط بالحنان.
  • الشخصيّة اللنفاويّة: هي أكثر الشخصيّات موضوعيّة ونظاميّة، فتُعدّ شخصيّة ذات حكمة كبيرة، وتعطي صاحبها القدرة على التأنّي وعدم الانفعال؛ حيث يتميّز بعدم حساسيته وقدرته على تحليل المواقف بعقلانيّة، ويتّسم الّلنفاوي بالهدوء وأحياناً بالبرود وبطء الحركة. تساعد صفة البرود الّلنفاوي على التغلّب على أسباب الفشل في حياته، فيكون شخصيّة مثابرة.
  • الشخصيّة الشغوفة: هي الجمع بين الانفعاليّة والحيويّة التي تُقدّم الشخصيّة الشغوفة، والمهتمّة بتحقيق رغباتها، والوصول إلى النّجاح على الصعيد الاجتماعيّ. وترتبط الشخصيّة الشغوفة بأشهرِ الشخصيّات التاريخيّة ذات الأثر الكبير، فهم يُحبّون السلطة والقيادة، ويملكون إرادةً قويّةً قد تُفسّر أحياناً بأنّها قسوة.

الشخصيّات السلبيّة

يمتلك بعض الأشخاص صفات تجعل حياتهم صعبة، ويكون تعاملهم سلبيّاً مع الأشخاص الآخرين، وتُمثّل جميعها الشخصيّات السلبيّة، وفيما يأتي معلومات عن مجموعةٍ منها:

  • الشخصيّة العصبيّة: هي التي تنفعل فتكون طاقتها الحركيّة عالية وغير حيويّة وبلا جدوى، وتصدر عن الشخص صاحب الشخصيّة العصبيّة طاقة سلبيّة، كما يتصف العصبيّ بعدم استقراره ومعاناته في حياته العاطفيّة، فهو يرتبط بسرعة واندفاع ثمّ يخون بسرعة، ويُحبّ العصبيّ أن يكون محطّ إعجاب الجميع.[٣]
  • الشخصيّة التجنبيّة: هي شخصيّة شديدة الحساسيّة من أيّ نقد يصدر عن الآخرين؛ لذلك يتجنّب صاحب هذه الشخصيّة الاحتكاك بالنّاس، فهو لا يملك سوى صديق أو اثنين مرتبط بهما ولا يفعل أي نشاط من دون وجودهما، والسبب الذي يدفعه لهذا التجنّب هو شعوره بالنّقص وأنّه أقل من الآخرين. كما تشعر الشخصيّة التجنبيّة بالقلق الدائم والترقّب.[٢]
  • الشخصيّة الاعتماديّة: هي شخصيّة مرتبطة بالأشخاص الاتكاليين، فصاحب هذه الشخصيّة يبحث عن أي شخص يؤدّي عنه مهامه، فإذا فقد صديقه يبحث عن آخر حتّى يعتمد عليه، كما لا يستطيع أن يتّخذَ القرارات الخاصّة بحياته دونَ استشارة تعطيه الطمأنينة، فهو لا يشعر بالرّاحة إذا كان وحده.[٢]
  • الشخصيّة الوسواسيّة: هي التي يهتمّ صاحبها بالنظافة والنظام والتفاصيل الصغيرة بطريقة مبالغ فيها على حساب الجودة، ولا يكون صاحب هذه الشخصيّة مريضاً بالوسواس القهريّ، ولكنّه يمتلك شخصيّة وسواسيّة؛ لأنّ مرض الوسواس ليس صفةً دائمةً إنّما حالة تتأزّم كلّ فترة وتعالج بالأدويّة، أمّا الشخصيّة الوسواسيّة فهي مترسخة في الإنسان ولا علاجَ لها. كما يعتبر ضمير هذه الشخصيّة حيّاً أكثرَ من اللّازم، فتراه يتفانى بعمله على حساب علاقاته الاجتماعيّة، ويحرص على عدم التبذير.[٢]
  • الشخصيّة الشكّاكة: هي التي يكون صاحبها عديم الثقة بالأشخاص الذينَ حوله وإن كانوا أقرب النّاس إليه، فهو شخصيّة دائمة الشكّ دون سبب مقنع، ويبني قراراته على أدلة ضعيفة أو وهميّة. ويعاني في علاقاته مع الآخرين فيأخذ أغلب العبارات على محمل الجدّ، ويقرأ فيها تهديدات لا أساسَ لها، فيدفعه ذلك للرّد بقسوة وخصوصاً على من يهاجمه قاصداً الانتقام.[٢]

عوامل تكوّن الشخصيّة

يمتلك كلّ شخص شخصيّة فريدة تميّزه عن غيره من الأشخاص، ونشأت معه كفطرةٍ فيه أو اكتسبها من محيطه؛ لذلك يُخطئ بعض الأشخاص عندما يحكمون على غيرهم من مظهرهم الخارجيّ أو نمط حياتهم فقط؛ إذ إن هذا الشيء غير كافٍ لتقييم الأشخاص، بل يجب تطبيق دراسات تحليلية تهدف إلى توضيح طبيعة شخصيتهم، وتتكوّن شخصيّة الفرد بالاعتماد على العديد من العوامل، وهي:[١]

  • البيئة: هي من المُؤثّرات التي يظهر أثرها الواضح في الفرد، سواء من خلال التصرفات أو الأفكار المختلفة، ويكون مصدرها من منزله أو مدرسته أو مجتمعه.
  • الذكاء: هو الجمع بين الفهم السريع، والقدرة على التعلّم، وإمكانية التكيف مع البيئة، والاستفادة من جميع الخبرات السابقة، ويتباين ويختلف الأفراد بمستويات الذّكاء الخاصّة بكلٍّ منهم، ويعتمد قياس مستوى الذكاء على تطبيق مجموعة من الاختبارات الدقيقة.
  • المزاج: هو عنصر مهمّ في تكوين الشخصيّة، فيؤثّر في النّفس البشريّة بشكلٍ يظهر واضحاً في التصرفات. وقد يكون مزاج الفرد اندفاعيّاً ومسيطراً كصفاتٍ موروثة، أو قد يكون عاطفياً ويشمل مجموعة عُقد اكتسبها ممّن حوله.
  • الخلق: هو أهم عوامل تشكّل الشخصيّة، والذي يعطيها صفات الخير والشّر، والصدق، والتعاون، والكذب، والصداقة، والمثابرة، والخداع.
  • الجسم: إنّ صحةَ الجسم وقوّته تكون مصدراً للثقة أو للضّعف والتراجع، كما أنّ سلامة العقل كقوّة التذكّر والتفكير تبني جُزءاً من شخصيّة الإنسان، وتُساهم أيضاً إفرازات الغُدد المختلفة في جسمه ببقائه متزناً.

المراجع

  1. ^ أ ب كامل عويضة (1996)، علم نفس الشخصيّة (الطبعة الأولى)، لبنان: دار الكتب العلميّة، صفحة 5، 6، 39، 40، 41، 86، 87، 88، 95، 98. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج د.إبراهيم الفقي (2010)، حلل شخصيّتك بنفسك، الأردن: الحياة للدعاية والإعلان، صفحة 7 – 10. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ليدي ريزان، باسكال مينارد (2000)، اعرف شخصيتك وشخصية الآخرين، لبنان: دار الفراشة للنشر والتوزيع ، صفحة 36، 37، 51، 52، 74، 75، 114، 115. بتصرّف.