الفلسفة وعلم النفس

الفلسفة

لم يتفق العلماء حول تعريف موحد ودقيق للفلسفة لكن يمكن تعريف الفلسفة على أنّها نشاط إنساني قائم على الافتراضات والنظريات، فالفلسفة علم دقيق يرتبط بكلّ أنواع العلوم الحياتية والإنسانية، وتعتمد في أسلوبها على التحليل والتأمل في الظواهر والمشكلات التي قد تقع أمامها.

تُعرف الفلسفة بأنّها أسلوب يحاول جاهداً الإجابة على تساؤلات الحياة بحثاً عن الحقيقة، وقد شهدت تطورات عديدة بتطور التاريخ، فأسس الإغريق الفلسفة ووضعوا قواعدها الأساسية، ثمّ جاء الفلاسفة المسلمون الذين دمجوا بين التجربة والإرث الفلسفي الإغريقي محولين الفلسفة الواقعية إلى فلسفة اسمية ثمّ إلى فلسفة علمية تجريبية.

علم النفس

يعتبر علم النفس مجموعة من الدراسات العلمية التي تهدف إلى تفسير السلوك البشري وشخصيات الأفراد للتوصل إلى فهم دوافع السلوك، وتفسيرها والتنبؤ بها، والتحكم فيها، ولعلم النفس ميادين متعددة منها:

  • علم النفس التجريبي: هو أحد أهم ميادين علم النفس، ويشير إلى العمليات الحركية والادراكية للأفراد، كعمليات الادراك البصري.
  • علم النفس الفسيولوجي: يسعى هذا الميدان إلى دراسة العلاقة بين سلوك الأفراد، والعمليات الفسيولوجية.
  • علم نفس النمو: يهتم بدراسة مراحل نمو الفرد، منذ أن كان جنين في رحم أمه.
  • علم النفس الاجتماعي: يشير مفهوم علم النفس الاجتماعي إلى دراسة التأثيرات المتبادلة بين الفرد والجماعة.
  • علم النفس التربوي: يهتم هذا الميدان بالتحصيل الأكاديمي للأفراد.
  • علم النفس الصناعي: يرتكز هذا الميدان بشكل أساسي على استخدام علم النفس في علاج المشكلات التي تتعلق بالأفراد داخل مجال العمل، وذلك بهدف رفع إنتاجيتهم لاحقاً.

العلاقة بين علم النفس والفلسفة

تشترك الفلسفة مع علم النفس بكونهما يحاولان الغوص في أعماق الإنسان وأسراره، ويظهر هذا التشارك جلياً بمحاولة كلاهما الإجابة على تساؤل من أنا؟ وربط الإنسان بمحيطه، فبالنسبة للفلسفة وعلم النفس لا يمكن فصل الإنسان عن بيئته، ولا يمكن فهم أفكاره ومسلكياته بعيداً عن الوسط الاجتماعي الذي ينتمي إليه، ومن ناحية أخرى فعلم النفس ما هو إلا علم مشتق من الفلسفة، فحتى المنادين بأهمية جعل علم النفس علماً قائماً بذاته كانوا من الفلاسفة.

ارتباط الفلسفة بعلم النفس

مر علم النفس بالعديد من المراحل التي تثبت ارتباطه الوثيق بعلم الفلسفة، فقد مر أثناء رحلته للانفصال عن علم الفلسفة بمرحلتين أساسيتين هما:

  • مرحلة علم النفس الشعبي: كان يظهر في هذه المرحلة مدى ارتباط علم النفس بالفلسفة، وقد اهتم علم النفس في هذه المرحلة بتفسير مسلكيات الأشخاص من خلال فهم دوافعهم، وكان ذلك يتم من خلال القاعدة الشعبية، والأمثال والحكم.
  • مرحلة علم النفس العملي: يظهر في هذه المرحلة الاستقلال الحقيقي لعلم النفس عن الفلسفة، فقد تم تفسير دوافع وأسباب ظهور مسلكيات معينة عند الأفراد دون الرجوع للفلسفة من خلال استخدام أسلوبي الملاحظة والتجريب.