مفهوم السعادة في علم النفس

السعادة

تُعتبر السعادة المفاهيم الأكثر تداولاً بين الأفراد من باب التمنّي، أي أنّ الكثير من الناس يذكرونها بصفةٍ يوميةٍ تقريباً، أو شبه يوميّة، ضمن أحاديثهم العامة حول الحياة، وأهمية التمتع بها، والشعور الإيجابي خلالها، فترى الشقي منهم، يتمنى شعوره بالسعادة، في حين يربطها البعض الآخر بتحسّن الظروف الحياتية، وراحة البال، وخلو حياة الشخص من المشاكل الجسدية والمادية أيضاً، وتتعدد التعريفات لمفهوم السعادة، لكننا في هذا المقال سوف نبدأ الحديث، عن مفهوم السعادة في علم النفس.

مفهوم السعادة في علم النفس

لقد عرّف علم النفس السعادة بأنها نتائج الشعور أو الوصول لدرجة رضا الفرد عن حياته أو جودة حياته، أو أنّها الشعور المُتكرر لانفعالات ومشاعر سارّة، وفيها الكثير من الفرح والانبساط، وهذا يعني أنّ السعادة في علم النفس، مفهومٌ يتحدّد بحالة أو طبيعة الفرد، فهو من يقرر سعادته من تعاسته، أو أنّ الأمر منوطٌ به، وبطبيعة تفاعله مع الظروف المحيطة، والمواقف الحياتية التي يمرّ بها.

قديماً قدّم أفلاطون شرحاً أو توضيحاً للسعادة، معتبراً إياها من فضائل النفس، التي شملت عنده الحكمة والشجاعة وغيرها، منوّهاً إلى عدم قدرة الإنسان على الوصول للسعادة الكاملة إلا عند انتقاله للعالم الآخر، في حين اعتبر أرسطو السعادة إحدى نعم الله وهباته على الناس، محدداً في الوقت ذاته بعض الأمور، التي تتشكّل بناءً عليها السعادة وهي؛ صحّة الجسد وعافيته من الأمراض، وتوفّر المال، والنجاح في العمل، وتحقيق الأهداف، بالإضافة إلى سلامة العقل، وصحّة الاعتقاد، والتمتع بالسمعة الحسنة بين الناس في المجتمع.

أنواع السعادة

  • السعادة القصيرة أو المؤقتة: وهي التي تدوم لفترةٍ قصيرةٍ من الزمن، وغالباً ما ترتبط بموقف أو حدث سار عابر، يشعر به الفرد لبعض الوقت، بعدها يعود إلى حالته الانفعالية العادية، المرتبطة بشخصيته أو كينونته الداخلية.
  • السعادة الطويلة المدى: وهي التي تدوم لفترةٍ زمنيةٍ طويلة، ولعل أغلب الناس يبحثون عنها، ويتمنون الحصول عليها، كونها تُعطي المرء شعوراً مستمراً بالسعادة، ما يُحسّن حياته، ويجعله ينطلق بكلّ إيجابيةٍ ورحابةٍ نحو الحياة.

نصائح للوصول إلى السعادة

  • الاقتناع بما قسم الله للفرد.
  • الاستمتاع بأدنى وأبسط تفاصيل الحياة.
  • العمل من أجل الأفضل، وتحسين جودة الحياة، سواء من الناحية المادية، أو من الناحية الجسدية.
  • ترك المعتقدات والأفكار السلبية، وتغيير طريقة التفكير نحو ما يكفل شعور الإنسان بالسعادة.
  • تجديد الحياة، والتخلّي عن النمطية والروتين فيها على كلّ الأصعدة.
  • التواصل مع الناس، وعدم الانعزال اجتماعياً، فقد يكون سبب عدم الشعور بالسعادة، توقف الفرد عن التفاعل مع الناس، ومشاركتهم الأجواء الاجتماعية الطبيعيّة.
  • تجنّب التحسر على الماضي، مقابل الإصرار على البدء من جديد، والاستفادة من الدروس الماضية قدر الإمكان.
  • تفادي التعامل مع الأشخاص الذين لا يؤمنون بالسعادة أو جدوى الشعور بها.