كيف تتكون التربة الزراعية

تعريف التربة

تُعدّ التربة مكوّناً أساسياً من مكونات النظام البيئي، وتشكل بالإضافة إلى الهواء والماء أهم العناصر الضرورية للحياة على الأرض، فالتربة هي ذلك الغلاف الرقيق الهش الذي يُغلِّف القشرة الأرضية، التي تكونت بفعل تفتت الصخور ونتيجة عوامل التعرية عبر ملايين السنين. ومن أهم العوامل التي ساهمت في تشكل التربة هي تفتت الصخور، والعوامل المرتبطة بالكائنات الحية، والعوامل الجوية، وتضاريس الأرض، وعامل الزمن على مر ملايين السنين؛ فنتيجة عوامل المناخ المتعددة من درجات الحرارة والبرودة والأمطار والرياح والتفاعلات الكيميائية وعمل الكائنات الحية، إضافة إلى عوامل التعرية والتجريف المستمرّة على مر السنين، فقد ساهمت تلك المؤثرات في تفتت الصخور الأولية إلى حبيبات صغيرة شكلت المادة الأساسية للتربة.[١][٢]

تكون التربة الزراعية

هناك مجموعة من العوامل التي ساهمت في تكوّن التربة بشكل عام، والتربة الزراعية بشكل خاص، كما أن للتربة الزراعيّة خصائص معيّنة تجعلها مناسبة لتغذية النباتات والمحاصيل الزراعيّة، وهذا ذكر لبعض هذه العوامل والخصائص.

عوامل تكوّن التربة الزراعية

نتيجة لعوامل المناخ المتعددة من درجات الحرارة، والبرودة، والأمطار، والرياح، والتفاعلات الكيميائية، وعمل الكائنات الحية، إضافة إلى عوامل التعرية والتجريف المستمر على مر السنين التي تعمل على التغيير المستمرّ لطبيعة وتضاريس الارض، فقد ساهمت تلك المؤثرات في تفتت الصخور الأولية إلى حبيبات صغيرة شكلت المادة الأساسية للتربة. وكذلك يشكل عامل الزمن من أحد العوامل الرئيسة التي ساهمت في تكوين أنواع التربة المختلفة وتهيئتها للزراعة. فكلما كانت فترات تعرض عناصر التربة المختلفة متعرضة لوقت أطول فهذا بلا شكل يساهم في اختلاف خصائصها وأنواعها ومعدلات خصوبتها وكذلك مدى صلاحيتها للزراعة.[١]

وعلى مدار آلاف السنين تشكلت مختلف أنواع التربة الصالحة للزراعة. فقد تكونت التربة الطينية بشكل أساسي من تفتت الصخور وخصوصا صخور السليكا في نطاقات جيولوجية محدودة. هناك أيضا عوامل بيئية متعددة ساهمت في تكوين التربة الطينية في شكلها الحالي والذي تم عبر مئات السنين من تجمع الرواسب البحرية والبركانية والقارية، مع أثر العوامل المناخية على الصخور الأولية. وكذلك الأمر مع التربة الرملية والتي تكونت من الصخور الرملية أو مما يعرف بالحجر الرملي. تربة الجفت تكونت بعد ذوبان الأنهار الجليدية قبل تسعة ألاف سنة وهذا أدى إلى غرق النباتات حينها وتحولها لمواد عضوية عبر تحللها البطيء تحت المياه وجعل هذه التربة لاحقا غنية بالمواد العضوية. في حين تكونت تربة الطمي من تفتت حبيبات صخور الكوارتز وتحولها إلى حبيبات ناعمة جدا.[٢][٣]

خصائص التربة الزراعية

التربة من أهم العوامل المهمة لاستمرار الحياة على سطح الأرض وهناك خصائص جعلت من التربة مصدرا للحياة عبر مراحل تكونها ، فالكثير من الكائنات الدقيقة تعيش في التربة ، و لولا التربة لا يمكننا أن نجد أي نوع من النباتات على سطح الأرض ، و بالتالي لن يكون هناك أي مصدر لتغذية الحيوانات مما يؤدي إلى موتها ، الذي بدوره سيؤدي إلى نهاية حياة الإنسان الذي يتغذى على النباتات والحيوانات في آنِ واحد . تعتبر التربة صالحة للزراعة عندما تحتوي على العناصر والأملاح والمعادن المغذية للنباتات، وعندما تكون التربة صالحة أيضاً من حيث نفاذية الماء والهواء التي تساعد على نمو النبات ولا تتسبب بموته. توازن التوزيع الطبيعي بين هذه المكونات يسمح بتصريف المياه ونفاذية التربة، وتوصيل الهواء للجذور والمواد الغذائية التي تساعد في نمو النبات. وهذه المكونات هي التي تساعد النبات على تماسها الخارجي وثباتها وسط التربة من الجذور حتى الساق. درجة حموضة التربة (pH) من العوامل الرئيسية والمهمة جداً للنشاط الحيوي والكيميائية والفيزيائي للتربة وخصوبتها. تعتبر درجة الحموضة المعتدلة التي تتراوح ما بين درجة ٦-٧.٥ هي درجة الحموضة المثالية والمناسبة لنمو البنانات.[٤]

أنواع التربة الزراعية

هناك خمسة أنواع من التربة تكونت عبر السنين وتم تصنيفها لاحقاً باعتبارها صالحة للزراعة، وتُصنَّف التربة بناء على حجم الحبيبات المكونة لها، فهناك التربة الطينية التي تتكون غالباً من نسبة عالية من الحبيبات الناعمة، بينما يكون معدل الحبيبات الخشنة في التربة الرملية أعلى من معدل الحبيبات الناعمة، وفي التربة الرملية الطينية تكون نسبة الحبيبات الناعمة مساويةً تقريباً لنسبة الحبيبات الخشنة والمتوسطة.[٣][٥]

  • التربة الطينية: لونها بني داكن وتتكون بالغالب من الحبيبات الناعمة، وتعد من أفضل أنواع التربة الصالحة للزراعة باعتبارها شديدة الخصوبة وتتميز ببطء نفاذيتها للماء وهذا يساعد على احتفاظها بالماء بنسبة عالية. تمتاز التربة الطينية بالنفاذية القليلة ما بين حبيباتها والذي يسمح بتواجد الماء والهواء بنسبة عالية مما يساعد في نمو النباتات بمعدل طبيعي وهذا عامل مساعد على احتفاظها بالمواد المغذية. وكذلك من أهم خصائص التربة هي درجة الخصوبة العالية من المواد العضوية والمعادن والأملاح والتي تمد النباتات بالغذاء اللازم. ومن خصائص هذه التربة هي درجة البرودة التي تمتاز بها مما يساهم أيضا في تقليل نسبة الفاقد من المياه، حيث تحتاج التربة لعدة أشهر حتى ترتفع درجة حرارتها بعد فصل الشتاء.
  • التربة الرملية: لونها بني فاتح وتعتبر نسبة الحبيبات الخشنة أكثر من نسبة الحبيبات الناعمة في التربة الطينية ولهذا تعتبر نفاذيتها للماء عالية مقارنة بغيرها من أنواع التربة وهذا يؤدي لاحقا بأنها لا تقدر على الاحتفاظ بكميات كبيرة من الماء مما يجعلها عرضة للجفاف، ويجعلها أيضا عرضة للانجراف بعوامل الرياح والأمطار وهذا عائد لأن بناء حبيباتها غير متماسك وصلب. وهذا التخريف يقلل من نسب المواد والعناصر المغذية داخل التربة مما يشكل تحديا لنمو النباتات التي قد تتعرض جذورها لنسب غير كافية بمن العناصر الغذائية اللزمة.
  • التربة الطمية: تعتبر هذه التربة ناعمة جدا مقارنة بغيرها نظرا لاحتوائها على نسبة عالية من الحبيبات شديدة النعومة. عند تعرضها للمياه تتحول التربة إلى شديدة النعومة تشبه سائل الرغوة. ونظرا لهذه الطبيعة تعتبر التربة سيئة التهوية وفي المقابل تحتفظ بالماء لفترات طويلة وهذا يشكل صعوبة في تصريف المياه، ومع أنها تعتبر تربة خصبة إلى بقدر معقول إلا أنها لا تملك من المواد والعناصر المغذية بالقدر الكافي.
  • التربة الرملية الطينية (اللومية): تكون نسب الحبيبات الناعمة والخشنة والمتوسطة متقاربة ومتساوية في هذا النوع من التربة، وهذا يساعد في جعلها أفضل من التربة الرملية بمعدل احتفاظها بالماء، ونتيجة لهذا النسب المتجانسة من الحبيبات المختلفة فيساعد على أن تكون نفاذية الماء متوسطة، وتتميز بتهوية معتدلة وبمعدل خصوبة جيد أفضل من التربة الرملية ولكن أقل من التربة الطينية. وتعتبر أسهل في التعامل معها من ناحية سهولة زراعتها وفي إنتاجيتها العلية للمحاصيل.
  • تربة الجفت: تمتاز هذ التربة بلونها الداكن أو المائل للسواد. تحتوي هذه التربة على نسبة عالية من الماء ولهذا من السهل التعامل معها وتعتبر أيضاً تربة غنية بالمواد العضوية. تستطيع هذه التربة الاحتفاظ بالمياه خلال فصل الصيف وهذا ما يمكنها من بقاء المياه داخلها بما يسمح بتزويد جذور النباتات بكميات وافرة من المياه والمواد المغذية ولا يعرضها للتلف، وكذلك حماية الجذور أثناء الشهور الرطبة.

المراجع

  1. ^ أ ب “How soils form”, Queensland Government, Retrieved 2018-02-13. Edited.
  2. ^ أ ب “Soil Formation”, The University of Hawai‘i, Retrieved 2018-02-13. Edited.
  3. ^ أ ب Natasha Gilani (2017-04-25), “Types of Soil & Their Uses”، Sciencing, Retrieved 2018-02-14. Edited.
  4. Parikh, S. J. & James, B. R (2012), “Soil: The Foundation of Agriculture”, Nature Education Knowledge, Issue 3, Folder 10, Page 2 . Edited.
  5. “What is Soil”, Eartheclipse, Retrieved 2018-02-14. Edited.