العقل السليم في الجسم السليم
العقل السليم في الجسم السليم
العقل السليم في الجسم السليم (بالإنجليزية: A Sound Mind in A healthy Body)، هي عِبارة لاتينيّة الأصل (mens sana in corpore sano) يَعود أصلها للشاعر اللاتيني جوفينال، كما يُنسب هذا القول إلى الفيلسوف اليوناني طاليس،[١] وقد لا يُدرك الكثير من الناس مَعنى هذه العبارة في الحياة؛ إذ يُعدّ العَقل هو المَسؤول عن العَمليّات العقليّة من تَعلُّم وتذكُّر وفَهم وإدارك، وتُعدّ أهميّته بالنّسبة للجسد كبيرة جداً.
علاقة العقل بالجسد
تُعدّ العَلاقةُ بين الجَسَد والعقل عَلاقةً تكامليّةً تفاعليّة؛ فالجسد يتأثّر بما يَقع على العقل من مُؤثّرات خارجيّة أكثر ممّا يتأثّر العقل بما يقع على الجسد بكثير، والدّليل على ذلك وجود أناسٍ كثيرين على الرّغم ممّا تقع على أجسادهم من عاهات وإعاقات وغير ذلك، إلا أنّ عقولهم تبقى حيّةً تُفكّر وتُدرك وتتعلّم، بينما أناس آخرين فقدوا عقولهم فلم ينتفعوا بأجسادِهم وإن كانت صحيحةً قويّة، وقَد وجدت الدّراسات أنّ الأشخاصَ الذين يُعانون من أمراضٍ جسدية تَزيد احتماليّة إصابتهم بأمراضٍ عقليّة ثلاث إلى أربع مرات، كما وُجد أنّ 28% من الأشخاص الذين يُعانون من أمراض حادة تطوّرت لديهم أعراض الاضطرابات النفسية، بالإضافة إلى أن 41% منهم يُعانون من القلق والاكتئاب.[٢]
كيفيّة الحفاظ على سلامة العقل
ممّا لا شكّ فيه أنّ سلامة الجسد تؤثّر في سلامة العقل، وبالتّالي على الإنسان أن يَحرص على أن يُبقي جَسَده سليمًا مُعافًا حرصه على بقاء عقله سليمًا معافًا كذلك، ويكون ذلك بعدّة أمور منها:
- التّغذية السّليمة: إنّ التغذية السليمة تساعد على إبقاءِ الجسم في وضعٍ صحيٍّ سليم، وهذا بالضّرورة يتبعه التفّكير السّليم والإدراك العقلي المتين؛ فالتّغذية السّليمة توفّر للجسم ما يحتاجه من الفيتامينات الضّروريّة بشكلٍ عادل ومُتوازن؛ فالجِسم يحتاج مثلًا إلى فيتامين د، وفيتامين ب 12، والحديد، والفسفور، والزّنك؛ فهذه الفيتامينات والمعادن تُسهم في زيادة تركيز الإنسان ونشاطه الذهني، والمُساعدة على تسهيل إدراكه وتعلّمه، كما يُنصَح بتناول الأطعمة الغنيّة بالمواد المضادة للأكسدة والمفيدة للعقل مثل: الفراولة، والزبيب، وتوت العليق، والسبانخ، والشمندر، والفجل، والملفوف.[٣]
- اتّباع نظامٍ غذائيّ مُتوازن دون إفراط أو تفريط: بمعنى أن يَحرص الإنسان على تناول كميّاتٍ مُعيّنة من الطّعام دون زيادة حتّى لا يتسبّب له الطّعام بالمَشاكل الصحيّة من سُمنة أو انسداد للشّرايين وغير ذلك من الأمراض، كما أنّ تَناول كميّاتٍ زائدة من الطّعام يُسبّب الرّغبة في النّوم والكسل، بالإضافة إلى انخفاض النّشاط الذّهني والبدني، كما يجب الابتعاد عن الدهون المُضرّة، من خلال التقليلِ من الزيوت المُشبعة، واللحوم الحمراء واستبدالها باللحوم البيضاء، والتقليل من النّشويات؛ وذلك لأنّ الإكثار منها يؤدّي إلى تَراكمها في الجسم على شكلِ شحوم، كما يجب التقليل من تناول الأملاح؛ لأنّ الاستهلاك الزائد منها يؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم الشرياني.[٣]
- شرب الماء والسوائل: يُشكّل الماء حوالي 75% من جسم الإنسان، و85% من الدم، و75% من عقل الإنسان، و70% من العضلات؛ إذ تحتاجُ كلّ خليّةٍ في جسم الإنسان إلى الماء لتعمل بشكل صحيح، فالماء يساعد على التخفيف من التعب، وتَحسين المزاج، وعِلاج الصداع وداء الشقيقة، كما يُساعد على الهضم، ويمنع الإمساك، ويُخلّص الجسم من السموم، بالإضافة إلى أنّه يُساهم في خسارة الوزن، والمُحافظة على توازن درجة حرارة الجسم.[٤]
- ممارسة الرياضة: إنّ مُمارسة الرياضة يوميّاً تزيد من سعادة الإنسان، وتُقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري، وسرطان الثدي، والقولون، والرئة؛ حيثُ تساهم مُمارسة الرياضة بشكلٍ يومي في إيصال الأكسجين إلى الخلايا بشكلٍ أسرع وأكثر فعالية، وتُساعد على ضبط السكر في الدم، وتقلّل ضغط الدم، وتساعد على النوم بشكلٍ أفضل، بالإضافة إلى أنّها تُساهم في تقوية الذاكرة، وزيادة القوّة والمرونة، وزيادة الثقة بالنفس،[٥] كما تشير الدراسات إلى أنّ مُمارسة رياضة الركض بشكل دائم تُحفّز المَنطقة الموجودة في الدماغ والتي تتحكّم في ذاكرة الإنسان وقُدرته على التعلّم.[٦]
- الحفاظ على نشاط العقل: وَجد العُلماء أنّ مُمارسة الألعاب العقليّة التي تساعد على تَدريب الدماغ كحل الألغاز، مثل الكلمات المتقاطعة، وغيرها تساعدُ على إبقاء العقل نَشيطاً، وتُجنّب تعرّض الدماغ للخرف، كما أنّ الحرصَ على التعلّم والقراءة يُسهم بشكلٍ كبير في تفعيل مهارات التفكير للإنسان؛ إذ يتشكّل العقل من جميع الخبرات والآراء والأفكار التي يتعرّض لها إلى حدٍّ ما، وكذلك إنّ زِيادة الفضول الفكري يُساعد على بقاء العقل أكثر صحّة من حيث التفكير بتركيز أكثر، واكتشاف أفكار جديدة كل يوم، وربط أفكار غير مُترابطة مع أخرى جديدة بطريقةٍ مُفيدة وإبداعيّة.[٧]
- بناء علاقات اجتماعية جديدة: وَجدت الدراسات أنّ بِناء علاقاتٍ اجتماعيّة قويّة يرتبط مع انخفاض ضغط الدم، وبالتالي العيش بصحّة.[٨]
أسلوب الحياة الحديث والصحّة
إنّ أسلوب الحياة السريع الذي يُمارسه الأشخاص في العصر الحالي، ووجود العديد من المهمّات اللازم إنجازها خلال اليوم لا تتركُ الخيارات الكثيرة للإنسان؛ فكثيرون هم لا يَتّبعون نظاماً صحيّاً جيّداً، ونتيجةً لذلك تتأثر الصحة الجسديّة والعقليّة مع هذا النظام، ولكن يجب عدم نسيان أنّ الصحّة ثروة؛ فإذا كان الإنسانُ لا يُحافظ على صحته الجسدية فصحّته العقلية سوف تتأثر تلقائياً؛ لذلك يَجب تناول الطعام في الوقت المُحدّد، وأخذ استراحاتٍ قصيرةٍ خلال اليوم، وكذلك مُمارسة الهوايات المفضّلة يوميّاً لتحقيق التوازن بين الجسم والعقل،[٧] بالإضافة إلى الحرص على أخذ قسطٍ كافٍ من النوم يتراوح ما بين 6-8 ساعات يوميّاً لضمان الحفاظ على صحة كلٍّ من الجسم والعقل.[٩]
المراجع
- ↑ Richard Bailey (2014-7-2), “Healthy Body and a Sound Mind?”، Psychology Today, Retrieved 2017-1-19. Edited.
- ↑ “Healthy mind, healthy body”, briefing, 2009, Issue 179, Page 1. Edited.
- ^ أ ب George Kljajic (2011), The Art and Wisdom of Healthy Living I, USA: Author House, Page 168. Edited.
- ↑ Bobbi Zemo (2014), Change Your Mind. Change Your Body. Change Your Life., Page 39. Edited.
- ↑ Myechia Minter, Irene Davis, Zolt Arany (2014), Healthy Mind, Healthy Body Benefits of exercise, Page 6. Edited.
- ↑ “العقل السليم في الجسم السليم”، النهار ، 2016-2-12، اطّلع عليه بتاريخ 2017-3-21. بتصرّف.
- ^ أ ب Homewood Health Group, Mental Fitness Keeps Our Minds Strong, Page 5. Edited.
- ↑ Mental Health America Staff, “Connect with Others”، Mental Health America, Retrieved 2017-1-30. Edited.
- ↑ “العقل السليم في الجسم السليم”، الرأي، 2016-8-30، اطّلع عليه بتاريخ 2017-3-21. بتصرّف.