أين يوجد العقل في جسم الإنسان

العقل

العقل لا يمتلك مكاناً محسوساً في جسم الإنسان، وهو مثيل للروح، ويقوم بإيجاد قوّة خفيّة تعمل على خلق الأفكار المختلفة في دماغ الإنسان، ويمتلك الدماغ مجموعة من العملياّت العقليّة المختلفة وهي:

  • التفكر: هو فعل عقليّ يتيح للبشر فهم الأشياء المختلفة من خلال تفسيرها بطرق مختلفة، وذلك وفق احتياجاتهم، والملحقات، والأهداف، والالتزامات، والخطط، والرغبات، وهو ينطوي على البيانات المتاحة، والمفاهيم المتشكّلة، والانخراط في حل المشاكل، والقدرة على اتخاذ القرار من خلال الخبرة، والقياس.
  • التذكر: هو القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات لأكبر فترة ممكنة، وتنتج هذه المعلومات من خلال الدراسة، والملاحظة، وقد شهدت أواخر القرن التاسع عشر مع بداية القرن العشرين عمليّات دراسيّة على الذاكرة، والذي يعتبر موضوعاً للتحقيق في نماذج علم النفس المعرفي، وقد أصبح في العقود الأخيرة واحداً من أركان علم الأعصاب الإدراكيّ.
  • الخيال: هو نشاط توليد أو استحضار حالات جديدة كالصور، والأفكار، وتعدّ نشاطاً شخصيّاً مميزاً، ويتمّ استخدام هذا المصطلح من الناحية الفنيّة في علم النفس، والإدراك الحسيّ.

علاقة العقل بالدماغ

الدماغ هو مركز السيطرة على الجهاز العصبيّ المركزيّ، وهو المسؤول عن التفكير، ويوجد في منطقة الرأس، وتحميه جمجمة الرأس من أيّ عوامل قد تسبّب الضرر به، وهو على مقربة من الجهاز الحسي الأوليّ كالرؤيّة، والسمع، والتذوق، والشم، والإحساس، ويحتوي هذا الدماغ البشري على نحو 86 مليار خليّة عصبيّة.

تُعتبر عمليّة فهم العلاقة بين الدماغ والعقل هي واحدة من أهمّ قضايا الرئيسيّة في تاريخ الفلسفة، وهي مشكلة صعبة من الناحيتين الفلسفيّة والعلميّة، وتوجد ثلاث مدارس كبرى للفكر اهتمّت بهذا الجانب كالثنائيّة، والماديّة، والمثاليّة؛ حيث إنّ الأولى تفسّر بأنّ العقل يوجد بشكلٍ مستقل عن الدماغ، والماديّة تبين بأنّ العقل مجموعة من الظواهر النفسيّة المتطابقة التي تتحول إلى الظواهر العصبيّة، بينما المثاليّة تقول بأنّه ظواهر نفسيّة فقط.

وجد العديد من الفلاسفة أنّ عمليّات الإدراك يتم تنفيذها من خلال أوساط ماديّة؛ كأنسجة المخ: الخلايا العصبيّة والمشابك، فيما اعتقد ديكارت بأنّه نطاق واسع حول العلاقات بين العقل والدماغ، والتي يمكن من خلالهما تفسير ردود الفعل، والسلوكيّات البسيطة الأخرى من حيث الآلية، على الرّغم من أنّه لا يعتقد بأنّ عمليّة التفكير مُعقّدة.

تشير الأدلة العلميّة الأكثر وضوحاً على وجود علاقة قوية بين الدماغ المادي والعقل، وهو تأثير التغييرات الماديّة عليهما، كما هو الحال في إصابة الدماغ نتيجة تعاطي المخدرات النفسيّة، ويلاحظ الفيلسوف باتريسيا تشيرجلاند أنّ هذه المخدرات تتفاعل مع العقل والتي تدل في النهاية على وجود صلة وثيقة بين الدماغ والعقل.