تاريخ قسنطينة
في فجر التاريخ
تُشير الأدلّة الأثريّة، والتاريخيّة إلى أنّ مدينة قسنطينة الجزائريّة كانت قد تأسَّست في عام 1450ق.م؛ حيث سكنها العرب الكنعانيّون بعد نزوحهم من فلسطين في بداية القرن الرابع عشر قَبل الميلاد، وأطلقوا عليها اسم (سيرتا)، ثمّ خضعت المدينة في عام 428ق.م لحُكم الملوك النوميديّين، واتَّخذوها عاصمة لمملكتهم، علماً بانّ أشهر الملوك النوميديّين هو الملك ماسينيسا الذي تولّى الحُكم خلال الفترة (203-149ق.م)، وقد حَظِيت سيرتا (قسنطينة) خلال حُكم هذا الملك بأهمّية كبيرة، واستطاع الرومان بعد ذلك استعمار المدينة، وضمّها إلى مملكتهم. وفي عام 325م، تمكّن الملك قسطنطين من فتح أفريقيا، وبذلك تُنسَب إليه تسمية المدينة ب(قسنطينة).[١] وفي عام 429م، خضعت قسنطينة لحُكم الوندال، ثم سيطر عليها البيزنطيون.[٢]
في العهد الإسلاميّ
تمكَّنت الجيوش الإسلاميّة من دخول بلاد المغرب العربيّ في أواسط القرن السابع الميلاديّ، حيث حَظِيت قسنطينة بحالة من الاستقرار، والاستقلال، فحكمت شؤونها بنفسها دون تدخُّل خارجيّ، وظلَّت على ذلك حتى القرن التاسع للميلاد، أمّا في القرن الثالث عشر للميلاد، فقد استطاعت الدولة الحفصيّة في تونس السيطرة على قسنطينة إلى أن تمكّن العُثمانيّون الأتراك من فَتْحها، وضمّها إلى الدولة العُثمانيّة،[٢] إذ أصبحت تُمثِّل عاصمة المقاطعة الشرقيّة للجزائر، ومن الجدير بالذكر أنّ المدينة حَظِيت خلال العهد العُثمانيّ بتطوُّر عُمرانيّ، وتجاريّ كبير تمثَّل في بناء القصور، والمساجد، والمدارس، وازدياد النشاط التجاريّ، وممارسة الحِرَف التقليديّة.[٣]
تحت الاحتلال الفرنسيّ
ظلَّت قسنطينة تحت الحُكم العُثمانيّ حتى وقعت في عام 1937م تحت سيطرة القُوّات الفرنسيّة، إذ شنَّت فرنسا حملات عسكريّة على الجزائر، إلّا أنّ الشعب قاومها بكلّ قُوّة، وبسالة، على الرغم من أنّها انتهت بوقوع البلاد، وقسنطينة في قبضة الاحتلال الفرنسيّ، ومن المهمّ بمكان ذِكر أنّ قسنطينة استمرَّت في مقاومتها هذا الاحتلال من خلال الثورات، والمُناداة بالإصلاح الدينيّ، ونَشْر الثقافة العربيّة الإسلاميّة حتى نالت أخيراً استقلالها في عام 1962م.[٣]
المراجع
- ↑ النخلة لويبدة، سعاد جغمومة، الإدارة والجيش في بايلك الشرق، صفحة 10. بتصرّف.
- ^ أ ب “قسنطينة”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-1-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 186،187، جزء الثامن عشر . بتصرّف.