مراحل الفتح الإسلامي
الفتح الإسلامي
تُطلق عبارة الفتح الإسلامي أو الفتوحات الإسلامية على الحملات العسكرية التي نظمها المسلمون خلال مراحل التاريخ الإسلامي، وكان الغاية منها نشر الإسلام في ربوع المعمورة، وإزالة الحواجز التي تحول بين الناس ووصول رسالة الإسلام إليهم.
بداية الفتوحات الإسلامية
بدأت الفتوحات الإسلامية منذ عهد النبي عليه الصلاة والسلام، وكان فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة أول الفتوح الإسلامية الكبيرة، وقد توافدت القبائل العربية في عهد النبي الكريم تعلن انضمامها للدولة الإسلامية الفتية، وتوفي النبي عليه الصلاة والسلام والإسلام منتشر في ربوع الجزيرة العربية.
مراحل الفتح الإسلامي
فتوح الشام والعراق وفارس
بدأت أنظار المسلمين تتجه نحو بلاد الشام والعراق، وبسبب اندلاع حروب الردة بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام انشغل الخليفة أبو بكر الصديق بإخماد نار الفتنة التي أشعلتها بعض قبائل العرب، ومنذ أن استتب له الأمر في الجزيرة العربية سارع إلى إرسال القادة إلى الشام والعراق من أجل مواجهة الروم والفرس فيها.
عندما استخلف الفاروق عمر رضي الله عنه بدأت مرحلة الفتوحات الإسلامية الكبيرة، فتمكن المثنى بن حارثة وخالد بن الوليد من هزيمة الفرس في العراق، ثمّ هزمهم لاحقاً سعد بن أبي وقاص في معركة القادسية، ثمّ استكمل فتح معظم مدن العراق في غضون بضع سنوات، وقد تزامن فتح بلاد العراق مع فتوح مدن الشام، فقد كلف أبو عبيد عامر بن الجراح وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص بقيادة جيوش المسلمين التي تمكنت من هزيمة الروم في أكثر من معركة والانتصار عليهم، وقد استتب الأمر للمسلمين في الشام في سنة 21 للهجرة، وفي العراق وفارس في سنة 23 للهجرة.
فتح مصر
اتجه المسلمون إلى بلاد مصر في سنة 19 للهجرة، حيث سلك عمرو بن العاص الطريق الذي سلكها الإسكندر من قبل ماراً بسيناء والعريش، وقد استطاعت جيوش المسلمين فتح مدن مصر وتخلصيها من أيدي الرومان الواحدة تلو الأخرى، وبحلول عام 21 للهجرة أصبحت مصر ولاية من ولايات الدولة الإسلامية.
فتح أفريقيا
أرسل المسلمون أول حملة عسكرية لاستطلاع الأمر في أفريقيا غرب مصر في عهد عمرو بن العاص، وقد كلف بذلك عقبة بن نافع الذي اتجه إلى إقليم برقة، وقد استطاع المسلمون في تلك الفترة من تحرير برقة وفازان وودان وطرابلس وذلك سنة 23 للهجرة، ثمّ عادت الحملات العسكرية إلى أفريقيا سنة 27 للهجرة تمكن فيها المسلمون من هزيمة الروم وقتل قائدهم جرجير.
توقفت الحملات العسكرية في أفريقيا لأسباب عدة، وقد عادت الحملات العسكرية حينما استتب الأمر للخليفة الأموية معاوية بن أبي سفيان حيث أرسل حملات عسكرية إلى أفريقيا بقيادة عقبة بن نافع استطاعت فتح كثير من المناطق والوصول إلى تونس حيث بنى فيها عقبة مدينة القيروان، واستكمل فتح بلاد أفريقيا سنة 87 للهجرة حينما وصل القائد المسلم موسى بن نصير إلى السوس الأقصى وساحل المحيط الأطلسي.
فتوح آسيا
في هذه الفترة التي امتدت من سنة 86 للهجرة إلى سنة 96 استطاع المسلمون فتح كثير من البلدان في آسيا بقيادة قتيبة بن مسلم ومنها بخارى، وبلاد السند، وسمرقند، وخوارزم، وخراسان، حتى وصلوا إلى كاشغر شرق الصين التي أسسوا فيها قاعدة عسكرية إسلامية، وكانت هذه النقطة تمثل أقصى ما وصلوا إليه في آسيا .
فتح الأندلس
حينما فرغ المسلمون من فتح بلاد المغرب العربي اتجهت أنظارهم إلى بلاد إسبانيا وشبه الجزيرة الإيبيرية، حيث نظم المسلمون حملات عسكرية ابتداء من سنة 92 للهجرة إلى عام 107 للهجرة، واستطاعت بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصيرمن فتح كثير من المدن في شبه الجزيرة الإيبيرية، فهُزمت مملكة القوط وأُسست دولة الأندلس التي بقيت لقرون طويلة حضارة المسلمين في أوروبا.
فتح القسطنطينية
تمكن السلطان العثماني محمد الفاتح من فتح القسطنطينية سنة 1453م، فيما سُمي بالفتح العظيم لهذه المدينة التي استعصت زماناً طويلاً على المسلمين.