تاريخ التصوير

تاريخ التصوير

يعود تاريخ التصوير لاكتشاف مبادئ الكاميرا المعتمة أو المظلمة، التي صُنعت على يد ابن الهيثم في القرن التاسع للميلاد، والذي كان له تجاربٌ عديدة في مجال البصريّات، وقد لوحظ من خلالها تغيّر مظهر بعض المواد عند تعرّضها للضوء، ولكنّ الأمر بقي على حاله حتى عام 1800 للميلاد على وجه التقريب، وذلك عند قيام توماس بأولى المحاولات التي تمّ توثيقها على الرغم من فشلها.

التاريخ الفعلي للتصوير

في منتصف العشرينيّات من القرن التاسع عشر نجح المخترع والفيزيائي الفرنسي نسيفور نيبس في محاولته، على الرغم من عدم نضوج النتائح في البداية، ثم استمر مساعد نيبس (لويس داجير) في محاولاته، وقام بتطوير عمليّة (الداجيريّة)، والتي اعتبرت أول عمليّة تصوير تمّ الإعلان عنها، وقد تطلّبت هذه العمليّة التعرّض للكاميرا لدقائق ليتمّ إنتاج صورةٍ واضحة بتفاصيلها الدقيقة، وتمّ تقديم هذه الكاميرا بشكلٍ تجاري في عام 1839م، ويُعتبر هذا التاريخ هو الميلاد العملي للتصوير.

اعتمدت العمليّة الدايجيريّة على الفلزات، وبعد نجاحها واجهت عدداً من العمليّات المنافسة، كاختراع الإنجليزي وليم فوكس تالبوت، الذي عمل على تطهير الصورة من خلال عمليّتي الطباعة الملحيّة والتأبيب السالبة.

التصوير حديثاً

عملت الابتكارات الحديثة لعمليّة التصويرعلى تقليل الوقت اللازم لالتقاط الصورة إلى ثوانٍ معدودة، وأخيراً أصبحت تحتاج إلى بضعة أجزاء من الثانية.

ساهمت هذه الابتكارات إلى تقديم العديد من الوسائط التصويريّة الحديثة، والتي كان لها بالغ الأثر في مدى ملاءمتها وحساسيتها، وأيضاً من الناحية الاقتصاديّة، كالاستخدام غير الرسمي للأفلام الملفوفة من قبل هواة التصوير، علاوةً على هذا فإنها سمحت بالصور الملوّنة، بالإضافة للصور بالأسود والأبيض.

من أحدث وسائل التصوير الكاميرات الرقميّة والإلكترونيّة، التي ظهرت في تسعينيّات القرن العشرين للميلاد، وأحدث ظهورها هذا ثورةً في مجال التصوير، ومع حلول القرن الحادي والعشرين، ازداد تهميش الوسائل التقليديّة للتصوير، المعتمدة على المواد الكيميائيّة والأفلام، لما للوسائل التكنولوجيّة الحديثة من إيجابيّات في هذا المجال، والذي أسهم في رواجها، بالإضافة إلى معقوليّة ثمنها وتحسنها بشكلٍ مستمر.

مصطلح التصوير

يعود الفضل في صياغة اسم التصوير الفوتوغرافي إلى عالم الرياضيّات والفلكي الإنجليزي السير جون فريدريك وليام هيرشيل عام ألفٍ وثمانمئةٍ وتسعة وثلاثين للميلاد، وتمّ اقتباس كلمة تصوير من اللغة اليونانيّة في كلمة (فوس)، وجاءت بصيغة الإضافة فوتوس، والتي تعني في معناها الضوء، أما كلمة غرافي فتعني الكتابة أو الرسم، وعند اجتماع الكلمتين معاً يصبح المعنى (الرسم بالضوء).