مدينة فاس ومعالمها التاريخية

مدينة فاس

تشتهر دولة المغرب بالكثير من المدن العريقة ومن أبرز مدينة فاس التاريخية التي تأسست في القرن الثاني الهجري، وتقع مدينة فاس في شمال المغرب حيث تبعد مسافة 198كم شرق العاصمة الرباط، ومسافة 796 كم شمال مدينة أغادير(أكادير)، ومسافة 291 كم من الدار البيضاء، ومن المدن الأخرى التي تحيط بها هي: مدينة مكناس، والقنيطرة، وتنقسم فاس إلى ثلاثة أقسام وهي: فاس بالي (المدينة القديمة)، وفاس الجديد (فترة القرن الثالث عشر الميلادي)، والمدينة الجديدة (فترة الاستعمار الفرنسي).[١]

تاريخ مدينة فاس

تأسست مدينة فاس على يد إدريس بن عبد الله في أواخر القرن الثاني الهجري 172 هجري، عندما قدم إلى المغرب فاراً من الاضطهاد العباسي، فقام بضرب فأسه على الضفة اليمنى لنهر فاس، وسُميت بهذا الاسم نسبة إلى ضربة الفأس، وقدمت إلى هذه المدينة العائلات العربية من القرويين والأندلسيين فتم تأسيس عددٍ من الأحياء السكنية فيها، ثمّ تأسست مدينةٌ ثانيةٌ على الضفة اليسرى للنهر على يد إدريس الثاني، وتوحدت المدينتين على يد المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين، فأصبحت هذه المدينة ذات مكانةٍ مهمةٍ في شمال المغرب، وتعاقبت على المدينة الكثير من الصراعات، وفي كل صراع كانت مركزاً مهماً في المغرب، ويذكر أنّها كانت عاصمة المغرب من عام 1912م إلى 1956م فترة الاستعمار الفرنسي، وفقدت المدينة مكانتها بعد تحويل العاصمة من فاس إلى الرباط مما انعكس ذلك في هجرة الكثير من مواطني المدينة إلى مدنٍ أخرى.[٢]

وصف مدينة فاس

توحي هذه المدينة العريقة والغنيّة لزائرها بأنّه على وشك دخول حكايا ألف ليلة وليلة، فهذا ما تعطيه للزائر عنها من انطباع تعكسه قصورها الرائعة ومتاحفها التي تعجُّ بالحضارة، ومدارسها التي أنجبت أكبر علماء المسلمين، أما السائر في شوارعها والمتفحّص لبنيانها فسيرى فيها شهامة العرب ويلمح دقّة الأندلسيين وبراعتهم في العمار فهي أرض تعاقبت عليها العديد من الحضارات المختلفة، وفي فاس مدينة قديمة (فاس بالي) صنفتها اليونسكو كإرث إنساني عالمي لحفاظها على أصالتها وطابعها منذ أكثر من 1200عام، وفاس مدينة تنافس فلورنسا وأثينا وغيرهما في كونها تراثاً عالمياً حياً حتى الآن.[٣]

معالم فاس التاريخية

من معالم فاس التاريخية:[٤]

  • مسجد القرويين: تأسس هذا المسجد عام 857 ميلادي على يد فاطمة الفهرية، ومنذ تلك الفترة شهد المسجد المزيد من الإضافات، مثل: الصومعة التي تمّ إضافتها عام 957 ميلادي، والقباب الجبسية، ويتميز بالأقواس، والنقوش القرآنية، والأدعية، والمنبر الذي بناه المرابطون.
  • مدرسة بو عنانية: هي أشهر مدارس المغرب التي تأسست عام 1350م على يد السلطان أو عنان المريني لتكون مؤسسةً تعليميةً للطلاب، وتشتهر بالصومعة الجميلة، وذات الزخارف الأنيقة، والساعة المائية التي ما زالت لغزاً يجهل المختصون تقنية تشغيلها.
  • متحف دار البطحاء: هو قصرٌ تأسس على يد السلطان مولاي عبد العزيز عام 1897ميلادي، ويتميز بالطراز الإسباني المغربي، حيث كان مصمماً للاستقبالات الملكية، وتمّ تحويله إلى متحفٍ يضمّ التحف الفنية واليدوية عام 1915 ميلادي.
  • مدرسة العطارين: هي تحفةٌ عمرانية جميلة تأسست على يد السلطان المريني أبو سعيد عثمان، وتتألف من صحنٍ مكشوفٍ فيه حوض ماء، وتشتهر جدران الصحن بالزخارف والفسيفساء الخزفية، وتحيط به قاعةٌ مخصصةٌ للصلاة، وصالاتٌ مخصصةٌ للطلاب والأساتذة.
  • باب أبي الجنود: يعتبر المدخل الرئيسي للمدينة وهو أكثر المعالم شهرةً في فاس، ويقع في الجهة الشمالية الغربية بجانب ساحة الباشا البغدادي.
  • قصر عديل: بني هذا القصر على يد أحد التجّار في عهد السلطان مولاي عبد الله في أواخر القرن السابع عشر، ويُضاف إلى جمال تصميم هذا القصر الهندسي موقعه المميّز بين القصور التي كانت مملوكة لأمراء فاس وأعيانها، وهما الأمران اللذان جعلاه معلماً تاريخياً معروفاً حتى اللحظة.[٥]
  • برج الشمال: هذا البرج الذي شُييد عام 1582م على يد السعديين ليكون واحداً من أهم أبراج المراقبة في مدينة فاس القديمة يضمُّ حالياً متحفاً للأسلحة التقليدية والقطع النادرة، ممّا يُدلل على عراقة هذا المعلَم والعصر الذي بُني فيه.[٥]

المراجع

  1. by Joao Santana، “Fes, Morocco”، www.trover.com، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2018. بتصرّف.
  2. by Joao Santana, “Fes, Morocco”، www.trover.com, Retrieved 25/6/2018. Edited.
  3. “فاس في المغرب”، monarchclick.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-4-21. بتصرّف.
  4. “the mosque that powers avillage”, www.bbc.com, Retrieved 25/6/2018. Edited.
  5. ^ أ ب إسماعيل قاسمي، “جمل وأعرق المعالم التاريخية في مدينة فاس المغربية”، www.arabiaweather.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-4-21. بتصرّف.