تاريخ كوريا
تاريخ كوريا القديم
تُشير الأدلّة الأثريّة، والتاريخيّة إلى أنّ شبه الجزيرة الكوريّة كانت مأهولة بالسكّان منذ العصر الحجريّ الحديث، والعصر البرونزيّ؛ فقد سكنَتها شعوب تونغوسيتش التي هاجرت من سيبيريا، ومنشوريا، وتُعتبَر هذه الشعوب هي أصل الكوريّين، وجذورهم. وقد شهدت كوريا في العقود اللاحقة ظهور دُول قَبَليّة، ومنها دولة تشين التي ظهرت في القرن الثاني قَبل الميلاد، وانقسمت إلى ثلاث ولايات قوميّة، هي: تشينان، وماهان، وبيهانهان، حيث شكَّلت كلٌّ من هذه الولايات اتِّحادات قَبَليّة تحت مِظلّة الدولة الواحدة.[١]
أمّا في عام 676م، فقد تمكَّنت القُوّات الصينيّة من السيطرة على الدُّوَل، والممالك الموجودة في شبه الجزيرة الكوريّة، وأخضعت البلاد لسيطرتها، وتوالَت بعد ذلك الغزوات الأجنبيّة، وتأسيس الدُّول، والممالك الجديدة، وفي عام 1592م، غزَت اليابان كوريا، وتمكَّن الأسطول البحريّ الكوريّ من تأمين الحماية البحريّة للبلاد، ممّا دفع اليابانيّين إلى الانسحاب.[١]
كوريا في القرن العشرين
خضعت كوريا في عام 1910م لسيطرة القُوّات اليابانيّة، وبَقِيت على ذلك حتى عام 1945م، لتخضع لسيطرة القُوّات الأمريكيّة من الجنوب، والقُوّات السوفيتيّة من الشمال، وانقسمت البلاد بذلك إلى قسمَين، وبدأت الجهود؛ في سبيل إعادة توحيد البلاد. وفي عام 1948، تمّ إعلان تأسيس الجمهوريّة الكوريّة في الجنوب، وجمهوريّة كوريا الديمقراطيّة الشعبيّة، علماً بأنّ كُلّاً منهما تمثِّلها حكومة منفصلة عن الأخرى، واندلع بعد ذلك الصراع بين الكوريّتَين؛ حيث غزت كوريا الشماليّة جارتها في عام 1950م، واندلعت الحرب الكوريّة حتى عام 1953م، ولم تنتهِ إلّا بالتوقيع على الهُدنة، وقد تمَّ فيما بعد الاتِّفاق بين الكوريَّتَين على قبول التعايُش السلميّ، وعدم اعتداء أيِّ طرف على الطرف الآخر.[٢]
الكوريَّتَين في القرن الحادي والعشرين
في بداية القرن الحادي والعشرين، عقدَت كوريا الشماليّة قمّة رئاسيّة تاريخيّة وُدّية في مدينة بيونغيانغ، وكان الهدف من هذه القمّة هو السَّعي؛ لتوحيد البلاد، والسماح للسكّان، والعائلات بالتنقُّل عبر المنطقتَين دون حدود، أو قيود، إلّا أنّ ذلك لم يتحقَّق؛ بسبب المُناوَشات العسكريّة التي نشأت بين الكوريَّتَين في عام 2002م. وعلى الرغم من ذلك، فإنّ العلاقات التجاريّة، والاقتصاديّة ما زالت قائمة بين الطرفَين، ولكنّ العلاقات بين الطرفَين توتَّرت بحلول عام 2010م من جديد، وانخفض التبادُل التجاريّ بينهما بشكل كبير، وتمّ إنهاء معظم المشاريع المُشترَكة.[٣]