تاريخ الكويت
الكويت
الكويت هي دولة عربيّة تقع جغرافياً في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في جهة الجنوب الغربي من قارة آسيا وفي جهة الشمال الغربي من الخليج العربي، وتبلغ مساحتها 17.818 كم²، وعاصمتها مدينة الكويت، ونظام الحكم فيها إماري وراثي دستوري، وتنتمي لكلّ من منظمة التعاون الإسلامي، والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، والمركز الدولي لتسوية المنازعات الاستشاريّة، وجامعة الدول العربيّة.[١]
تاريخ الكويت
يعود تاريخ الكويت إلى العصر الحجري الوسيط، حيث اكتُشفت في أراضيه على أزاميل ورؤوس وسهام حجرية، كما عُثر على أدوات صوانيّة من العصر الحجري الحديث، والعديد من الآثار التي تعود إلى الحضارة الهلينستيّة التي استقرت في جزيرة فيلكا في القرن السادس قبل الميلاد، ثمّ ظهرت الكويت لأول مرة في تاريخ اليونانيين في القرن الثالث قبل الميلاد، وذلك بعد استيلاء قوات الإسكندر الأكبر على جزيرة فيلكا، ثمّ أطلقوا عليها اسم إيكاروس ووقعت في الكويت معركتان وتحديداً في جبل واره، حيث كانت المعركة الأولى بين قبيلة بكر بن وائل المنذر بن ماء السماء، والمعركة الثانية تمّ إعلان العصيان من قِبل قبيلة تميم على عمرو بن هند ملك الحيرة، كما وقع فيها معركة ذات السلاسل عام 12 هجري بين المسلمين والفرس التي انتهت بانتصار المسلمين.[٢]
دخل جزء كبير من أراضي الكويت تحت سيطرة شبه الجزيرة العربيّة أيام حكم القرامطة القوي من أواخر القرن التاسع إلى أواخر القرن الحادي عشر للميلاد، وبعد ضعف الدولة القرامطيّة تأسست على أنقاضها عدد من الإمارات المحليّة التي تتميز بالصفة القبليّة واستمر هذا الوضع حتى أواخر القرن الخامس عشر للميلاد وفي القرن الرابع عشر والقرن الخامس عشر للميلاد خضعت الكويت لحكم مملكة هرمز واستمر حكمهم لها حوالي مئتي عام، وفي عام 1507 ميلادي احتلها البرتغاليون، وفي بداية القرن السابع عشر للميلاد أُنشئت مدينة الكويت وعُرفت باسم مدينة القرين ثمّ بمدينة كوت، ثمّ دخلت الدولة تحت سيطرة العثمانيين الأتراك، ثمّ خضعت تحت حكم الأمير براك بن عريعر أمير بني خالد الإحساء، وفي عام 1715 ميلادي هاجرت إليها قبائل العتوب من نجد الإحساء.[٢]
في عام 1762 ميلادي استلم حكمها عبد الله بن صباح بن جابر، واستمر حكمه حتى عام 1812 ميلادي، وفي عام 1775 ميلادي هاجر إليها عدد كبير من تجار البصرة بعد احتلال البصرة على يد الفرس، وفي عام 1783 ميلادي خاض الشعب الكويتي معركة الرقة البحريّة التي وقعت بالقرب من جزيرة فيلكا وكانت ضد قبيلة بني كعب، ثمّ في عام 1811 ميلادي خاضوا معركة خكيكرة بقيادة عبد الله آل خليفة وجابر الصباح ضد البحرين التي كانت تحت حكم الدمام رحمة بن جابر الجلهمي الذي دعم من طائفة الوهابيين.[٢]
في عام 1812 ميلادي توفي حاكم الكويت عبد الله بن صباح الأول، واستلم ابنه جابر الحكم، وفي عام 1831 ميلادي انتشر مرض الطاعون بين سكان الكويت الذي قضى على الآلاف منهم، وفي عام 1859 ميلادي توفي حاكمها جابر بن عبد الله الصباح، وتولى الحكم ابنه صباح ، وفي عام 1866 ميلادي أُصدرت أول عملة كويتيّة أيام حكم عبد الله بن صباح الصباح وأُطلق عليها اسم البيزة، وفي عام 1867 ميلادي عانت الكويت من الجوع الذي عمّ سكانها، وفي عام 1871 ميلادي رُفع العلم العثماني الأحمر على السفن الكويتية بدلاً من العلم السليمي، وفي عام 1886 ميلادي سُكت أول عملة نحاسية كويتية.[٢]
الكويت مابعد القرن العشرين
في عام 1892 ميلادي توفي الشيخ عبد الله بن صباح الصباح واستلم الحكم من بعده أخوه الشيخ محمد بن صباح الصباح لكنه لم يدم طويلاً في حكمه حيث اغتاله أخوه مبارك الصباح عام 1896 ميلادي، واستلم الحكم الشيخ مبارك الصباح من عام 1896 إلى 1915 ميلادي، وفي عام 1911 تأسست أول مدرسة نظاميّة في الكويت اسمها المدرسة المباركيّة، وفي عام 1914 ميلادي واجهت الدولة العثمانية العديد من المتاعب التي نشبت بين الكويت بين سلطان نواجت جد.[٣]
في عام 1915 ميلادي استلم حكم الكويت الشيخ جابر المبارك واستمر حكمه لعامين فقط، وبعد وفاته استلم أخيه الشيخ سالم المبارك الصباح حكم البلاد، وفي عام 1920 ميلادي نفذ هجوم الإخوان على الجهراء التي سببت وقوع معركة الجهراء، ثمّ استلم الحكم الشيخ أحمد الجابر الصباح من عام 1921 إلى 1950 ميلادي، وفي عام 1932 ميلادي تعرضت البلاد لأمطار غزيرة سببت هدم الكثير من المنازل، وأُطلق على هذا العام اسم الهدامة، وفي عام 1921 ميلادي تم إنشاء مجلس الشورى الذي أنهيت أعماله بعد شهرين من إنشائه، وفي عام 1938 ميلادي تأسس أول مجلس تشريعي للكويت.[٣]
في عام 1937 ميلادي اكتُشف أول بئر نفط فيها وهو بئر بحره، لكن بسبب الحرب العالمية الثانيّة لم يصدر النفط، وفي عام 1946 ميلادي صُدّرت أول شحنة نفط منها، وفي عام 1948 ميلادي أُنشئت مدينة الأحمدي وسُميت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ أحمد الجابر الصباح الذي توفي عام 1950 ميلادي.[٣]
في عام 1950 ميلادي أصبحت دولة الكويت تحت حكم الشيخ عبد الله السالم الصباح الذي استمر حكمه حتى عام 1965 ميلادي، وأثناء حكمه عام 1961 ميلادي بعد استقلالها قرر الشيخ عبد الله السالم الصباح أمير الكويت أن يؤسس نظاماً ديمقراطياً يشترك فيه الشعب بالحكم، وفي العام نفسه استبدل العلم القديم بالعلم الجديد وهو علم مكوّن من أربعة ألوان هي الأخضر، والأبيض، والأحمر، والأسود المأخوذة من بيت الشعر:[٣]
بيض صنائعنا
- سود مواقعنا
خضر مرابعنا
- حمر مواضينا
في عام 1963 ميلادي انضمت دولة الكويت إلى منظمة الأمم المتحدة، وبعد عامين توفي حاكمها الشيخ عبد الله السالم الصباح، واستلم حكمها الشيخ صباح السالم الصباح من عام 1965 إلى 1977 ميلادي، ثمّ استلم الشيخ جابر الأحمد الصباح حكم البلاد من عام 1978 ميلادي إلى 2006 ميلادي، وفي عهده تمّ إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة عام 1981 ميلادي.[٣]
في عام 1983 ميلادي وقعت في الكويت سلسلة من التفجيرات التي سُميت بتفجيرات الكويت 1983، واستمرت هذه التفجيرات حتى عام 1988 ميلادي، وفي عام 1990 ميلادي غزت العراق الكويت، واستمر الاحتلال العراقي عليها لسبعة شهور، وفي عام 1991 ميلادي حدثت حرب الخليج الثانية بعد حادثة هجوم بيت القرين بين العراق وتحالف 32 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكيّة، وكانت نتائج الحرب انتصار قوات التحالف على الجيش العراقي، وتحرير دولة الكويت في 26 من شهر فبراير لعام 1991 ميلادي.[٣]
بعد الحرب انتقل الحكم إلى الشيخ سعد العبد الله الصباح الذي طبق الأحكام العرفيّة، وفي عام 2006 ميلادي توفي الشيخ جابر الأحمد، وأصبح الشيخ سعد العبد الله أميراً للبلاد بحسب الدستور، لكن بسبب ظروفه الصحيّة والمرضيّة بويع الشيخ صباح الأحمد الصباح أميراً لدولة الكويت الذي يستمر حكمه حتى اليوم.[٣]