من هو مؤسس مدينة البصرة

مدينة البصرة

تعد مدينة البصرة من أشهر المدن العراقية في الوقت الحالي، وثاني أكبر المدن في العراق بعد بغداد، وتقع حالياً في أقصى جنوب دولة العراق، وتشكل الميناء البحري الرئيسي لها، وفيها الكثير من أشجار النخيل والأنهار، وشتاؤها دافئ، وصيفها حار ورطب، وهي المدينة التي شهدت واقعة الجمل، وحكمها الحجاج لمدة من الزمن في زمن الأمويين.[١]

عتبة بن غزوان مؤسس البصرة

عتبة بن غزوان هو صحابي جليل، ومن السابقين إلى الإسلام؛ فهو سابع من أسلم من الصحابة، واسمه هو عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب المازني، هاجر الهجرتين؛ إلى الحبشة وإلى المدينة المنورة، وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي دجانة، وشهد الغزوات كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشارك في الفتوحات الإسلامية في العراق؛ حيث أرسله عمر بن الخطاب إلى الأُبُلَّة ليفتحها ويُخرج الفرس منها، ففتحها الله على يديه، وطهرها من الفرس، واختطَّ مدينة البصرة.[٢]

ولاه عمر بن الخطاب على البصرة، فكان بانيها وأول ولاتها، وكان رضي الله عنه عادلاً في حكمه، وزاهداً في الدنيا، وكارهاً للترف، وغير راغب في الإمارة، فقدم رضي الله عنه إلى المدينة المنورة ليطلب من الخليفة عمر بن الخطاب أن يعفيه من الولاية بعد ستة أشهر فقط، فرفض عمر ذلك، فدعا عتبة ربه ألا يرده إلى الولاية مرة أخرى، فاستجاب الله تعالى دعاءه، وتوفي رضي الله عنه في طريق عودته إلى البصرة من مكة المكرمة بعد أداء الحج، ولم يعد إلى الولاية مرة أخرى كما أراد.[٣]

تاريخ تأسيس مدينة البصرة

تعد مدينة البصرة القديمة أول مدينة إسلامية تُبنى خارج حدود جزيرة العرب، وكان بناؤها على الضفة الغربية لنهر شط العرب الذي يشكل ملتقى نهري العراق الشهيرين دجلة والفرات، وحدد المؤرخون موقع بنائها القديم في الموقع الحالي لمدينة الزبير في العراق، وبنيت البصرة قبل بناء مدينة الكوفة بستة أشهر.[٤]

خط عتبة بن غَزوان هذه المدينة في السنة الرابعة عشرة من الهجرة أثناء الفتح الإسلامي للعراق، بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب؛ لتكون داراً ومعسكراً دائماً للمجاهدين المسلمين المقاتلين في الفتوحات وعائلاتهم، فمصَّرها بعد أن وجد فيها مقومات العيش المناسبة للجند وعائلاتهم، وبنى المسجد ودار الإمارة والسجن فيها، وتولى المغيرة بن شعبة ولايتها عقب عتبة بن غَزوان، ثم تبعه أبو موسى الأشعري.[٣]

في أثناء ولاية أبي موسى الأشعري في السنة السابعة عشرة من الهجرة، اندلع حريق ضخم في البصرة، وكانت جميع مبانيها من القصب، فاستأذن أبو موسى الأشعري الخليفة عمر بن الخطاب في بنائها من اللبن بدلاً من القصب؛ فأذن له، وبناها، وعند إتمامه أرسل الخليفة عمر سبعين ألفاً من السكان العرب إليها، وكان منهم عدد من الصحابة؛ فنشطت التجارة في المدينة، وتوسعت تدريجياً حتى بلغت أوج ازدهارها في العصر العباسي.[٥]

المراجع

  1. The Editors of Encyclopaedia Britannica, “Basra IRAQ”، www.britannica.com, Retrieved 30-6-2018. Edited.
  2. “The Country of Basra”, whatisquran.com,8-9-2014، Retrieved 30-6-2018. Edited.
  3. ^ أ ب “Basra, Iraq”, www.atlastours.net, Retrieved 30-6-2018. Edited.
  4. FSTC Limited, “Basra”، www.muslimheritage.com, Retrieved 30-6-2018. Edited.
  5. Islamic Encyclopedia (8-2-2017), “ABU MUSA AL-ASH’ARI”، islamicencyclopedia.org, Retrieved 30-6-2018. Edited.