من هو فاتح نهاوند

النعمان بن مقرن فاتح نهاوند

سخر الله سبحانه وتعالى لهذا الدين رجالاً كانوا مثالاً ونموذجاً في البطولة والفداء من أجل إعلاء كلمة الله تعالى في أرجاء المعمورة، ونصرة دين الله وشريعته، ومن بين هؤلاء الرجال الذين ذكرهم التاريخ في قائمة الفاتحين الصحابي الجليل النعمان بن مقرن المزني الذي استطاع بحنكته العسكرية، وشجاعته النادرة فتح حصن نهاوند الفارسي الذي كان من أشدّ حصون الفرس وأكثرها منعة حتى سمّي هذا الفتح بفتح الفتوح.

بركة إسلام النعمان بن مقرن

ينتمي الصحابي الجليل النعمان بن مقرن إلى قبيلة مزينة التي سكنت في الأعراب شمال المدينة المنورة، وقد كان النعمان زعيم قومه ورائدهم، وعندما سمع النعمان بدعوة الإسلام وما يدعو إليه النبي عليه الصلاة والسلام من الأخلاق الحسنة، والمنهج القويم أعلم قومه بنيته الإيمان بالدعوة، فأتى النبي عليه الصلاة والسلام مسلماً وتبعه في ذلك أحد عشر أخاً من أبيه، وجميع قومه منهم أربعمائة فارس حيث فرح المسلمون يومئد فرحاً شديداً بإسلامه لأنّه كان سبباً في إسلام الكثيرين.

أولى مشاركات النعمان العسكرية

حارب النعمان بن مقرن في عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه القبائل التي ارتدت عن الإسلام، أمّا في عهد الفاروق رضي الله عنه فقد ظهرت بطولة النعمان وفروسيته النادرة حينما أرسله عمر ليكون في جيش سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه الذي واجه الفرس في القادسية وانتصر عليهم، وقد أرسله سعد مرّة كرسول إلى يزدجرد قائد الفرس.

تكليف النعمان بمهمة قيادة جيش إسلامي

بعث سعد رضي الله عنه رسالة إلى عمر رضي الله عنه يخبره فيها أنّ الفرس المنهزمين في معركة القادسية قد حشدوا الناس من حولهم واستطاعوا تجهيز جيشٍ كبير بلغ مائة وثلاثين ألفاً قد تجمعوا في بلدة نهاوند وتحصنوا في حصنها المنيع، فاستشار عمر رضي الله عنه الصحابة في ذلك، فوكله الصحابة في اختيار قائد المعركة الجديد، ففكر عمر ملياً ثم قال لأولّين رجلاً يكون على الأسنّة، أي يكون أول من يتلقى الرماح بصدره، فذهب إلى النعمان وهو يصلي في المسجد فكلّفه بهذه المهمة.

فتح نهاوند واستشهاد النعمان بن مقرن

انطلق النعمان بن مقرن بجيشه إلى نهاوند في فارس، وكان الفرس قد وضعوا حول الحصن حسكاً من حديد لمنع المسلمين من الاقتراب منه، فوضع النعمان خطةً محكمة استدرج فيها الفرس للمواجهة المباشرة، وقد حصلت المواجهة بن جيش المسلمين والفرس وحمي وطيسها، وكان قائد المعركة النعمان أول شهيد فيها، وقد أسفرت تلك المعركة عن انتصار المسلمين وفتح نهاوند وقتل الألوف من الفرس فيها كان على رأسهم زعيمهم الفيرزان، وقد كانت تلك المعركة في السنة 21هـ.