تاريخ مدينة صفرو

مدينة صفرو

صفرو هي عبارة عن مدينة صغيرة في المغرب العربيّ، تقع على سفوح جبال الأطلس المتوسط، وحسب إحصائية عام 2014م فإن عدد سكان المدينة 63.872 نسمة موزّعين على مساحة 10.5كم2، وعلى الرغم من صغر مساحتها إلا أنّها مميّزة جداً بتاريخها المجيد؛ اذْ تعاقب عليها المسلمون، واليهود، والأمازيع، كما تتميّر بأشجارها الوافرة وشلالها الغزير المنهمر ومغرها التي حفّزت بشكل أو بآخر السياحة الجبلية ما أنعش اقتصاد المدينة من جهة، وشهرتها من جهة أخرى، والبنيان العمراني من جهة ثالثة.

نبذة تاريخية

ذكر إدريس الثاني صفرو بقوله:(سأرحل من مدينة صفرو إلى قرية فاس) وهذا يدلّ على أنها قديمة وأقدم من مدينة فاس المغربية، وقد أُرّخ أول استيطان بشري في صفرو في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي، وذلك في مكان مرتفع عرف فيما بعد باسم القلعة، وعلى الرغم من قسوة الحياة فيها بسبب مُغُرِها الغامضة، وغاباتها الموحشة؛ إلا أنّ وفرة مياهها حيث يوجد وادي أكاي الذي يقسم المدينة نصفين، وخصوبة تربتها وروضها الغناء دفعت الإنسان إلى الاستقرار فيها، هذا بالإضافة إلى أنّ البدو الرحل من الأمازيع اتخذوا كهوفها موطناً لهم.

من جهة أخرى تعتبر صفرو مدينة تجارية منذ القدم، فكانت محطّة للقوافل التجارية القادمة من الشمال نحو تافيلالت وسجلماسة، كما أنّ التجار اليهود قد استقرّوا فيها وأقاموا مرافق تجاريّة لهم؛ ما أدّى إلى ازدهارها ونشاطها تجارياً وعمرانياً عبر العصور.

الأسماء

تعدّدت أسماء مدينة صفرو حسب قومية مَن أطلق الاسم، فسكانها الأصليون من المغاربة سمّوها مدينة حبّ الملوك، فيما أطلق عليها التجار اليهود اسم أورشليم الصغيرة، بينما تعرف بحديقة المغرب عند الفرنسيين.

مهرجان حبّ الملوك

يقام في مدينة الجمال المغربي صفرو مهرجاناً ثقافياً شعبياً سياحياً سنوياً هو الأشهر من نوعه تحت اسم مهرجان حبّ الملوك، وعلى الرغم من تكلفته المادية المرتفعة إلا أنّه طقس تقليدي جرى الاحتفال به أوّل مرة في يونيو عام 1920م، وذلك تزامناً مع انتهاء موسم جني الكرز وهي الفاكهة الأكثر شهرة على الإطلاق في المدينة، وأمّا بالنسبة لطبيعة الاحتفال الذي يحضره السكان المحليّون والسيّاح الأجانب ويستمر ثلاثة أيام فيشمل ما يلي:

  • أهازيج عربية وأمازيغية.
  • استعراض شعبي يطوف شوارع المدينة مصحوبا بنغمات فرق موسيقيّة شعبيّة.
  • ترشيح تسع فتيات لنيل لقب ملكة جمال حب الملوك، ثم يتمّ اختيار الأجمل، وبمنأى عن أي مخالطات سياسيّة أو قوميّة، وفيما يتعلق بالرابط بين الكرز وملكة الجمال، فهناك تشابه بين فاكهة حب الملوك أو الكرز وملامح الفتاة الجميلة.