تاريخ عمان القديم

عُمان

الاسم الرسمي للدولة هو سلطنة عمان، وهي تقع في جنوب شرقي الجزيرة العربية وتطل على بحر العرب وخليج عمان، وتمثل بذلك أقصى امتداد عربي ناحية الهند، كما تقترب أراضيها غرباً من سواحل إفريقيا التي ارتبطت معها بعلاقات تجاريّة بحريّة في العصور القديمة، لقد أفاد موقعها الاستراتيجي في اتصالها بحضارات هامة قامت قريباً منها، في كل من العراق والهند وفارس، الأمر الذي مهّد لها لتكون حاضنة حضارية في العصور القديمة.

تاريخ عُمان القديم

الاكتشافات الأثريّة في عُمان

لم يتم التعرّف على أغلب تاريخ عمان إلا من خلال علاقاتها بالدول والحضارات المجاورة، ومع ذلك فإنّ الاكتشفات الأثريّة في مواقع متفرّقة من أراضي عُمان تدل على وجود تجمّعات بشرية منذ القرن العاشر قبل الميلاد، حيث عُثر في مستوطنة الوطية التابعة لمحافظة مسقط على أدوات حجرية وأوان فخاريّة ونقوش على الصخور تصوّر أساليب صيد الحيوانات بما في ذلك الحيوانات المفترسة، كما عُثر في مواقع أخرى كمستوطنة رأس الحمراء على أدوات صيد بحريّة، ومن الواضح أنّ مستوطنة خور روري الواقعة في محافظة ظفار كانت قد بُنيت بغرض تأكيد مركز العُمانيين وسيطرتهم على تجارة اللبان والبخور بين عمان وكل من مصر واليونان.

العلاقات الخارجية

استطاع سكان عُمان إقامة علاقات خارجية مع الدول الكبرى المجاورة التي كانت تشهد تطوّراً حضارياً كبيراً، حيث كانت تمرّ طرق التجارة بين عمان والعراق عبر سواحل الخليح العربي، أو عبر الطرق البريّة، وقد أُنشئت مراكز تجاريّة في جنوب العراق لتسهيل حركة التجارة مع عمان التي كانت تصدّر النحاس واللبان والبخور والجلود، وكانت مدينة بابل أهم المدن التي شهدت حركة تجاريّة ضخمة في تلك الفترة، كما سُمّيت عمان بجبل النحاس في النصوص الأكديّة والسومرية، ممّا يشير بشكل واضح إلى أهميّة تلك البلاد الاقتصاديّة.

استطاعت عمان مدّ نفوذها التجاري غرباً لتتصل بأهم حضارات العالم في تلك الفترة، وهي الحضارة الفرعونيّة، التي كانت تسيّر رحلات استكشافيّة وتجاريّة إلى مناطق جديدة للحصول على منتجات جديدة، وعبر ميناء ظفار العمانيّ والبحر الأحمر استطاع العمانيّون تصدير المنتجات التي كانت تحتاجها المعابد الفرعونيّة لإقامة الطقوس الدينيّة، وتقديم قرابين للآلهة، كالبخور واللبان والجلود، كما استُخدمت منتجات العاح والمعادن في صناعات الأثاث والزينة خاصة للطبقات الراقية في مصر القديمة، وقد دلّت الاكتشافات الأثريّة على أنّ الرحلات المسجّلة لما يُعرف ببلاد بونت هي رحلات إلى ميناء ظفار العمانيّ، كما اهتم الفراعنة بشقّ الطرق البريّة، وتمهيدها عبر سلاسل جبال البحر الأحمر لتسهيل عملية التجارة الخارجية.