تاريخ اليابان

اليابان

اليابان عبارةٌ عن أرخبيلٍ يتكونُ من عددٍ كبيرٍ من الجُزر التي تَنَتشر في الشَّمال الغربي من المُحيط الهادئ، وتنتمي هذه الجزر إلى القارةِ الآسيوية، وأكبر هذه الجزر هي: هونشو، وهوكايدو، وكيوشو، وشيكوكو.

نبذةٌ عن تاريخ اليابان

عاشت اليابان مرحلة عُزلةٍ عن باقي شُعوب العالم، وما ساعدها على ذلك هو الموقع الجغرافي لِمجموعةِ الجُزر التي تُشكّل أرضَ الدّولة، وعزلة الشّعب الياباني لِسنواتٍ طويلةٍ عَززت النّزعة القومية عنده. إنّ النظام السياسي ذا السلطة المركزيّة القاسيةٍ أدّى إلى بناءِ روحٍ عسكريةٍ صلبةٍ؛ مما أدى إلى ظهورِ طبقةٍ عسكريةٍ يقودها الحاكم العسكري العام؛ هذا النِّظام مبنيٌ على مبادئ الدّيانة الكونفوشيوسية (وهي عبارةٌ عن ديانةٍ فلسفية)؛ إذ تُركّزُ هذه الدّيانة على ثلاثِ مُرتكزاتٍ أو قيمٍ وهي: الحِكمة، واليقَظة، والشّجاعة؛ وهذه المرتكزات تُشكّل القاعدةَ الأساسيةَ عندَ المُقاتل الياباني (الساموراي).

أوّل تحدٍ واجهه الشّعب الياباني كان مع قيم المسيحيّة التي انتشرت بينهم، وهي قِيمُ التّسامح والمحبّة والسلام على عكس المبادئ الكونفوشيوسية، وأدّى هذا التَناقض في المبادئ إلى حدوثِ اضراباتٍ بين أبناء الشّعب الياباني الواحد، كما أنّ قِيمَ المُساواة بين الحاكم والمحكوم أرعبت حُكّام المُقاطعات اليابانية، فقاموا بملاحقةِ المسيحيين وذبحِهم، وتدمير كافّة المراكزِ التي بناها الغرب، وفرض عُزلة على الشّعب الياباني استمرّت لأكثر من 200 سنة.

مرحلة الإصلاح

بدأت مرحلة الإصلاح في عام 1868 بعد تولّى الإمبراطور “ميجي” الحُكم، وتُعتبر هذه المَرحلة مرحلةَ انعطافٍ خَطيرٍ في تاريخِ البلاد؛ فقد أُجبرت اليابان على تَوقيع اتفاقيةِ صداقةٍ مع الولايات المتحدةِ الأمريكية، وروسيا، وبريطانيا، وفتحت اليابان بموجبها حدودها أمام الشّعوب الأخرى؛ مما خَلَق حالةَ انفتاحٍ بين الشّعب الياباني وشعوب العالم.

مرحلة الإمبراطور موتسوهيتو

قامت حكومةُ الإمبرطور بإصلاحاتٍ كثيرةٍ لإعادةِ بناء الدّولة اليابانية، معتمدةً على قاعدة أنّ الشّعب الياباني شعبٌ مُتجانس، يُقيم على أرضٍ مُقدسةٍ ترعاها الآلهة، والإمبرطور من سُلالة الآلهة ويعد أباً للجميع، وخلال هذه المرحلة استطاعت اليابان بناءَ اقتصادٍ قويٍ، وشكلت جيشاً قوياً يُؤمن بِقدسيةِ أراضيه، لقد استطاع هذا الإمبرطور بناء مجتمعٍ عَصريٍ يأخذ بالديمقراطية الغربية، وفَرض قانون التّعليم الإلزامي.

إنّ هذه النّهضة لم تستمر طويلاً؛ إذ أخذتْ تُظهر تعارضاً مع السِّياسة الأمريكية، والتّوجه نحو ألمانيا، والتّحالف مع هتلر، وكان هذا تَمهيداً لِقيام الحرب العالمية الأولى، والتي اتبعتها بسنواتٍ قليلةٍ الحربُ العالمية الثانية، فَقَصفتِ الولايات المتحدةُ طوكيو ونغازاكي؛ وهما أكبرَ المدنِ اليابانية بالقنابلِ النوويةِ، والتي أدتْ إلى استسلامِ اليابان.