متى تأسست قرطاج

قرطاج

تعتبر قرطاج من أقدم المدن التّاريخية التي تطل على حوض البحر الأبيض المتوسط، وتقع قرطاج في تونس على بعد خمسة عشرة كيلو متر من العاصمة التّونسية تونس، فهي تشرف على مياه البحر الأبيض المتوسط من الشّرق، ويحيط بها من الغرب بلدية المرسى، ومن الشّمال بلدية سيدي أبي سعيد، ومن الجنوب بلدية الكرم، فمدينة قرطاج مدينة سياحية تاريخية تزخر بموقع جغرافي متميز ومناخ معتدل وبالآثار التّاريخية التي تعود إلى الحضارات البيزنطية والرّومانية والفنيقية التي تعاقبت عليها.

تاريخ تأسيس مدينة قرطاج

نواة تأسيس قرطاج

تأسست مدينة قرطاج في عام ثمانمائة وأربعة عشر قبل الميلاد في عهد الحضارة الفنيقية، وقرطاج تعني المدينة الحديثة، وهذه المدينة الحديثة تم تأسيسها من قبل الأميرة الفينيقية عليسة ديدون كما ذكرتها الرّوايات التّاريخية، وتبدأ حكاية تأسيس قرطاج من هذه الأميرة الفنيقية ديدون وهي أحد الأميرات المقرّبات من أخيها بيقماليون ملك الحضارة الفنيقية التي تأسست في الجهة الشّرقية لحوض البحر الأبيض المتوسط، وعندما إندلع خلاف ما بين الأميرة التي كانت وفية لزوجها وبين أخيها الملك أحسّت بقهرٍ عارم؛ ولذلك هربت من أحد مدن بلاد الشّام ويقال لها صور بلبنان لتؤسس مدينة خاصة بها في أحد بلاد حكام الأمازيغ آنذاك أي غرب البحر المتوسط، ونجحت هذه الأميرة بتأسيس مدينة خاصة بها على ربوة عالية في تونس وتسمى هضبة بيرصا ويقال أنها تعني جلد الثّور. نذكر بخصوص هذه الأميرة يوجد الكثير من الرّوايات والأساطير التي رُويت عن هذه الأميرة.

بداية توسع قرطاج إلى إمبراطورية

كانت عليسة ديدون هي المؤسسة والحاكمة لمدينة قرطاج فنجحت منذ بداية إنشاء مدينة قرطاج أن تتوسع أكثر في فرض هيمنة وتوسع أكبر على المناطق المحيطة لقرطاج لتفرض سيطرتها عليها. ذاعت شهرة قرطاج في فترة القرن السّابع ما قبل الميلاد ،عندما تمّ تأسيس مدن جديدة تتبع لهذه الإمبراطورية بصبغة فينيقية تغلب على الرّموز الحضارية من معالم سكنية ومعابد وغيرها، وأصبحت الإمبراطورية القرطاجية تمتد من غرب البحر المتوسط إلى السّواحل أفريقيا الوسطى.

قرطاج والحضارة الرّومانية

في عهد الإمبراطورية القرطاجية كان هناك حضارة الإمبراطورية الرّومانية المزدهرة والقوية التي فرضت سيطرتها على الكثير من الدّول القريبة من البحر الأبيض المتوسط سواءاً في آسيا وأوروبا وشمال أفريقيا، وبسبب موقع مدينة قرطاج على نقطة مهمّة على هذا البحر قامت روما العظيمة بغزو قرطاج، وسقطت هذه المدينة وأصبحت مدينة رومانية في القرن الثّاني ما قبل الميلاد بعد غزوات كثيرة شهدتها هذه المدينة، ونذكر أن قرطاج بعد ذلك مرّت بعهود مختلفة أنتهت بأن تكون آخر المطاف مدينة إسلامية تتبع الدّين الإسلامي عندما قام المسلمون بالفتوحات الإسلامية لدول المغرب العربي خلال فترة ازدهار الحضارة الإسلامية.

أبرز المعالم الحضارية والتّاريخية التي تتميز بها قرطاج هو حمامات أنطونيوس التي يغلب عليها الطّابع الرّوماني، والتي تشمل على قاعات وقبب مخصصة للملوك وللعامة، وتشمل أيضاً على المدرج الرّوماني وكذلك على حي المنازل الرّومانية، والمسارح الرومانية، وكنيسة داموس الكريطة، ومتحف قرطاج الوطني الذي يشمل على مقتنيات أثرية تعود إلى الحضارة الفينقية والحضارة الرّومانية والحضارة الإسلامية.