من هي زرقاء اليمامة

زرقاء اليمامة

زرقاء اليمامة واسمها عَنز، وهي امرأة من قبيلة جديس عُرِفت بجمالها، حيث شُبّهت بالقمر ليلة البدر، وقد عاشت في اليمامة في منطقة فسيحة كان يطلق عليها جَوّ، وامتازت ببصرها القويّ، وبقدرتها على رؤية الأشياء من مسافات بعيدة جداً، ومن أجل ذلك سُميت بـ (زرقاء اليمامة).[١]

حروب قبيلة زرقاء اليمامة

كان هناك قبيلتان كبيرتان وقويتان سكنتا في أرض اليمامة، وكانت تدور بينهما عدة حروب، وقد ساعدت زرقاء اليمامة هاتين القبيلتين في حروبهم، حيث كانت تقف على قمة جبل عالٍ، وترى طريق الأعداء واتجاهاتهم، ثمّ تُعلِم قبيلتها بذلك، كي يستعدّوا للقتال، وفي كلّ مرة كانت هي السبب في انتصار قبيلتها، وتكريماً لها كان الأولاد والبنات يهتفون لها ويُحيّونها.[٢]

قصة زرقاء اليمامة

كانت زرقاء اليمامة تستطيع أن ترى على مسيرة يومين، ويقال بأنّ هناك رجل يدعى رياح بن مرة، وكان وزيراً لملك يُدعى حسان، وفي ذات يوم، قال رياح لملكه: أيها الملك إن لي أختاً متزوجة في مدينة جديس، وتدعى زرقاء تقدر على رؤية شخص من مسيرة تعادل يوماً وليلة كاملة، وإنّي أخاف أن تنظرنا وتحذّر قومها، فيستعدوا لنا، ولذلك أمر رجال قومه بأن يقطعوا أغصان الأشجار ويتخفوا وراءها، من أجل الاحتيال على زرقاء اليمامة، وأمرهم الملك بتنفيذ ذلك في الليل، ولكن رياح ردّ على الملك قائلاً: إنّ بصرها أقوى بالليل، ولكن الجيش سار بالليل، واختبأ وراء الأشجار المقطوعة.[٣]

وعندما اقتربوا من اليمامة، شاهدتهم زرقاء وقالت لقومها: يا آل جديس لقد سارت إليكم الأشجار، وأتتكم أوائل خيل حمير وهو جيش الأعداء، فما كان جواب قومها إلا أن كذّبوها وسخروا منها، ونتيجة لذلك أتتهم جيوش الأعداء وفاجأتهم وغلبتهم، ودخلوا المدينة وأمسكوا بها، وسألها ملك الأعداء ماذا رأيتي؟ فقالت: رأيت الشجر خلفها بشر، فما كان من الملك إلا أن قلع عينيها؛ لتجنب خطرها وأمر بصلبها على باب المدينة، ومن يومها تمّ تغيير اسم المدينة من جديس أو جو كما ذكرت المراجع والكتب إلى اليمامة، وأصبح اسم زرقاء اليمامة من أشهر الشخصيات العربية القديمة.[٣]

المراجع

  1. عبد القادر بن عمر البغدادي (2000)، خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب (الطبعة الطبعة: الرابعة)، القاهرة: مكتبة الخانجي، صفحة 261-262، جزء الجزء العاشر. بتصرّف.
  2. “زرقاء اليمامة”، www.al-hakawati.la.utexas.edu، اطّلع عليه بتاريخ 8-11-2017. بتصرّف.
  3. ^ أ ب زكريا بن محمد بن محمود القزويني، آثار البلاد وأخبار العباد، بيروت: دار صادر، صفحة 133-135. بتصرّف.