ابن طفيل

ابن طفيل

ابنُ طُفَيل هو المُفكِّرُّ العربيُّ محمدٌ بن عبدِالملك بن محمدٍ بن محمد بن طُفَيل القيسيّ، يُكنّى بأبي بكر، ويُلقَّبُ بابنِ طُفَيل، وُلِد في منطقةِ وادي آش الواقعةِ بالقربِ من مدينةِ غرناطةَ الأندلسيّةِ، وذلك في العام خمسمئةٍ للهجرة (1106م)، وقد كرّسَ حياتَه لطلبِ العلمِ، والتدريسِ، وعلاج الناس، كما أنّه برعَ في عدّة ميادينَ، منها: ابتكارُ الآلاتِ، والأجهزةِ، والفلسفةِ، والفلكِ، والعلومِ الرياضيّةِ، وبقِيَ مُحِبّاً للعلم، والتعلُّم حتى وافته المنيّة وهو في مدينةِ مراكش المغربيّة، وكانَ ذلك في العام خمسمئة وواحد وثمانين للهجرة (1185م).[١]

حياة ابن طفيل العلميّة والعمليّة

لا تُوجَد معلوماتٌ دقيقةٌ حولَ الكيفيّةِ التي نشأ بها ابنُ طُفَيل، أو اكتسبَ بها ثقافتَه، إلّا أنّ ما ذُكِر في المصادرِ أنّه عكَفَ في بدايةِ حياتِه على طلبِ العِلم، وتعلَّمَ علومَ الطِّب؛ فعالجَ الناس، وحَظِيَ بمكانةٍ مُهمّة في المدينة؛ فتولّى منصِبَ الوزيرِ (حاجب) في حُكومةِ غرناطةَ، ثمّ عمِلَ كاتباً لابن الخليفةِ عبدِالمؤمن، وبقِيَ ابنُ طُفَيل يقتربُ شيئاً فشيئاً نحوَ بلاطِ المُوحِّدين حتى نال منصِبَ الطبيبِ الشخصيّ لخليفةِ المُوحِّدين أبي يعقوب يوسف المنصور، وتمكَّن ابنُ طُفَيل من بناءِ علاقةٍ قويّةٍ، ومتينةٍ مع الخليفة، بالإضافة إلى أنّه حَظِيَ بمكانةٍ مُهمّة في بلاطِ المُوحِّدين، ولم يفقد هذه المكانةَ حتى بعدَ وفاةِ السُّلطان أبي يعقوب، وتَولّي ابنه أبي يوسف يعقوب المنصور حُكمَ الدولة.[٢]

مُؤلَّفات ابن طفيل

على الرغم من العددِ الكبيرِ من المُؤلَّفات، والكُتب التي وضعَها ابنُ طفيل قبلَ وفاتِه، إلّا أنّه لم يصِل إلينا سوى العدد اليسيرِ منها، ومن أهمّها: كتابُ أسرار الحكمة المشرقيّة،[٢] وقصّةُ حيّ بن يقظان التي اعتمدَ فيها أسلوباً واضحاً بسيطاً، فتميَّزت بروعتِها، ونقاشِها، وعَرضِها أهمَّ المشاكلِ الفلسفيّةِ من وجهةِ نظرِ ابنِ طُفَيل؛ فقد لجأَ في قصّته إلى تجسيدِ شخصٍ كانَ يعيشُ في جزيرةٍ معزولةٍ عن العالَم، مُتحوِّلاً بشكلٍ تدريجيٍّ من الجزءِ إلى الكلّ، كما توصَّلَ إلى تكوينِ فكرةٍ عن العالم الغيبيّ، والسماويّ؛ مُستنِداً في ذلك إلى التأمُّلِ، والاستنتاجِ، والنظر في ما حولَه.[٣]

المراجع

  1. دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 614، جزء الخامس عشر. بتصرّف.
  2. ^ أ ب فاطمة الزهراء جابر، الإشعاع الفكري العربي في أسطورة “حي بن يقظان” لابن طفيل، صفحة 11،13. بتصرّف.
  3. د.عبد الحليم محمود، فلسفة طفيل، صفحة 15. بتصرّف.