صفات الرجال العظماء
صفات الرجال العظماء
كثيراً ما تتردد أمامنا عبارة (الرجال العظماء)، وينسحب تركيزنا إليها؛ عند مرورها بتعليقٍ صوتي على فيلمٍ وثائقي، أو خلال ندوةٍ تتحدث عن النجاح، وتجارب العلماء، والمفكرين، والساسة وغيرهم، ونقصد بالرجال العُظماء؛ أولئك الذين تخطّوا حدود النمطيّة في حياتهم، وتركوا عنهم ابتذال الأساليب وتكرارها، وحقّقوا النجاحات الكبيرة، وهم موجودون في الماضي، وصفحات التاريخ، ووجدان مَنْ أحبّوهم، وحولنا في الحاضر؛ ونسمع ونقرأ عنهم، وقد لا نعرف الكثير منهم؛ وفي العموم دعونا نتحدث في هذا المقال، عن صفات الرجال العظماء.
نظرة مُختلفة للحياة
لا ينظر الرجال العُظماء للحياة، من ذات النافذة التي يزدحم عليها معظم البشر؛ بل يختارون الزاوية التي يقتنعون بها، ويرونها الفُضلى؛ فاليوم لدى الرجل العظيم، ليس مُجرد صباحٍ ومساء، أو فترتي نهارٍ وليل؛ وذهابٍ للعمل والعودة منه؛ بل فُرصةً جديدةً للبقاء على قيّد الحياة، ومجالاً زمنياً لصنع الأفضل، واستثمار الطاقات، والبحث عن التجارب الجديدة، والمُغامرات الحقيقية أيضاً؛ فالرجل العادي يُسارع لاستخدام المِظلة عند هطول المطر؛ بينما يترك العظماء من الرجال حبات المطر، تنهمر كيف تشاء على أجسادهم وملابسهم، استشعاراً بأهميتها.
صُنع الواقع
يؤمن العُظماء أنّ المُحرّك الأساسي للواقع؛ هو الإنسان ذاته؛ وليست الظروف أو ما يُدعى بالواقع؛ ومن هذا المُنطلق؛ فإنّ الإنسان حُرٌ من كِل قيّدٍ مُصطنع، ومُسيطرٌ على الأحداث أمامه، وهو من يُشكّل الواقع، وليس المُحيط أو الظروف الخارجية؛ التي تفرض ثِقلها عليه؛ حيث يستغرب الرجال العظماء الذين لا يتسمون بالعقلانية كيف لأعزِ مخلوقٍ في الأرض؛ أن يكون تابعاً لمجرى الأحداث، وضعيفاً بالقدر الذي يخشى الوقوف، بعكس سيّرِ مُعظم الناس.
عدم توزان مظاهر الحياة
لا يأبه الرجال العظماء إلى تخصيص الوقت لأمرٍ ما، أو تقسيمه بين تحقيق الأمور الشخصية والعائلة، وبين العمل؛ فهم إذا ما أدركوا أنّ واحداً من الأمرين؛ سيحقّق لهم الرِفعة والتميّز الذي يسعون إليه، سيتركون كل شيٍ دونه؛ ويصبّون اهتمامهم عليه؛ بل ينغمسون حُباً فيه؛ فها هو أديسون ظلّ عاكفاً على تجاوز مراحل عديدةٍ؛ من أجل إضاءة المصباح الكهربائي، وحين كان الناس مِن حوله ينتقدون صبره ومثابرته؛ كان يردّد بعبارةٍ أسكتت أفواهاً كثيرة، وأدهشت الناس على مرّ السنين؛ ومفادها أنّه لم يتمكّن من الوصول لإضاءة المُصباح سريعاً؛ لكنه بالمقابل اكتشف عشرات الُطرق التي لا يُضيءُ فيها المصباح.
الحظ لديهم عمل
يرى البعض أنّ الحظ أو النصيب والقسمة الجيدة؛ ناتجٌة عن الصُدفة؛ لكنّ العظماء من الرجال، يصنعون حظوظهم الجيّدة، ويطمحون إليها بالعمل المتواصل، والتركيز على الأهداف، ورفع مستوى الأداء المطلوب للإنجاز، واستشمار جميع العوامل، إلى جانب تذليل الصعوبات، وتطوير المهارات، والبحث المتواصل، إضافةً إلى توسيع دائرة المعرفة لديهم؛ فلا يكتفون بخطٍ واحد من العلوم والمعرفة.
يتوقّعون النجاح بثقة
تتعدى مرحلة التميُّز والثقة لدى العظماء، انتظار النتائج، أو الرغبة في حدوثها بالتمني فهم يتوقعونها ويؤمنون بها، ويبادرون بعمل الأفعال المؤديّة لها، وبثقتهم العالية، يُحقّقون ما يريدون، ويركّزون في أذهانهم على التفكير بما يريدون، ويتجنّبون تضييع الوقت فيما لا يُحبّون حصوله، وبالتالي لا يحصل.