أسباب الحرب العالمية الأولى المباشرة وغير المباشرة

الحرب العالمية الأولى

امتاز التاريخ عبر الزمان بتوالي فترات الحرب والسلام، وراح ضحيتها من البشر الكثير، وتعدّدت الأسباب فظهرت نتيجة لهذه الحروب دول وإمبراطوريات كثيرة، منها ما صمد واستطاع أن يكبر أكثر فأكثر ، ومنها من لم يستطع اللبوث لبضع عقود، فاختفى وانهار ولم يبقى منها سوى أحاديث التاريخ ، ولا شكّ أنّ الحرب العالمية الأولى إحدى أهم الحروب التي أعادت تشكيل التاريخ ، وترتيب الإمبراطوريات والدول العظمى الحاكمة في ذلك الوقت، وفي مقالنا هذا فإنّنا سنتحدّث عن أهمّ الأسباب المباشرة وغير المباشرة للحرب العالمية الأولى.

أسباب الحرب العالمية الأولى

الأسباب المباشرة

إنّ الشرارة المؤدية لاندلاع الحرب العالمية الأولى؛ هي اغتيال “فرانز فرديناند” ولي عهد النمسا وزوجته عند زيارتهما لعاصمة البوسنة “سراييفو”، وذلك في تاريخ 28/6/1914م وذلك من قبل طالب يوغسلافي؛ وقد وجّهت الحكومة النمساوية أصابع الاتهام إلى جمعية اليد السوداء الصربية والمعروفة بمناهضتها للنمسا بأنّها هي من دبرت الحادث وأن حكومة الصرب كانت على علم بذلك.

نتيجة لما سبق؛ قدّمت حكومة النمسا إنذاراً إلى الصرب، وذلك بتاريخ 23/7/1914م، وقد تضمن الإنذار عدة بنود كان أهمها: محاكمة المتهمين في مسألأة الاغتيال في محاكم صربية وأمام قضاة نمساويين، كذلك تطهير الدوائر الصربية من كل المعادين للنمسا، وإغلاق المؤسّسات الإعلامية والصحف التي تعادي النمسا، إضافة إلى ضرورة تقديم اعتذار رسمي بشكل علني عن السياسة المعادية التي اتبعتها الحكومة الصربية تجاه النمسا، وكان ردّ صربيا هو الموافقة على ما طلبته النمسا بشرط عدم معارضة النمسا لاستقلالها وسيادتها، الأمر الذي لم يرضِ النمسا؛ فأعلنت الحرب على الصرب بتاريخ 28/7/1914م.

الأسباب غير المباشرة

  • التنافس الاستعماري بين الدول الأوروبية، وذلك من أجل الحصول على المزيد من المستعمرات، و السيطرة على مناطق تزوّدها بالمواد الأولية اللازمة لصناعتها، والسيطرة على أسواق خارجية؛ بغرض تصريف فائض الإنتاج الحاصل لديها.
  • ازدياد توتر العلاقات الدولية في أوائل القرن العشرين؛ نتيجة لتعاقب الأزمات، كما هو الحال مع الخلاف (الفرنسي -الألماني) على الحدود وأزمة البلقان.
  • سباق التسلح بين الدول الأوروبية المتنافسة، والذي تنامى نتيجة للحروب الصغرى التي حدثت ما قبل الحرب العالمية الأولى في القارّة الأوروبيّة، كما هو الحال مع حرب البلقان.
  • تنامي النزعة القومية، لا سيّما في الإمبراطورية النمساوية الهنغارية، والمكوّنة من عدد من القوميات، وكذلك على أطرافها خاصة في البلقان، مما أدى إلى تطلع بعض الأقليات للحصول على الاستقلال.
  • عقد الدول الامبريالية تحالفات ووفاقات عسكرية وسياسية متنافسة مثل: دول الوفاق الثلاثي والمكوّنة من النمسا، وألمانيا، وإيطاليا، ودول التحالف المكونة من الولايات المتّحدة الأمريكية، روسيا وإنجلترا.

فيديو كناري الحرب

“أعدادٌ كبيرة من المصابين والوفيات”، هذه هي حصيلة الحربين العالميتين الأولى والثانية.. لكن ألم يتبعهما أي نتائج إيجابية؟ شاهد الفيديو لتعرف ذلك: