أسباب حرب البسوس

مسبّبات حرب البسوس

ارتبطت حرب البسوس باسم إمرأة يُقال لها البسوس بنت منقذ التميميّ، واشتهرت هذه التسميّة بالشؤم والبؤس، حتّى غدى يُقال شؤم البسوس، وفي قصة اندلاع الحرب يُذكر أنَّ أم جساس بن مرة، وهي أخت البسوس زارتها ذات يوم، وكان لدى البسوس جار من جرم، وكان اسمه سعد بن شمس، وكان يملك ناقة، وتعرضت ناقته لمرعى كليب وائل، فما كان على كليب إلّا أن ضربها، وعادت الناقة إلى صاحبها وضرعها مُختلطاً باللبن والدم، وعندما شاهدها صاحبها أسرع إلى البسوس، وأطلعها على القصة، ثمَّ أخذت تصيح وتقول: وا ذلاه! وا غربتاه! وأنشدت أبيات الفناء كما يُسميها العرب، وعندما سمعها ابن أختها ثارت ثائرته، وخرج متتبعاً كليب حتّى تمكّن من طعنه وقتله، وهكذا كان جُرح الناقة هي المسببة لحرب البسوس التي استمرت قرابة 40 عاماً.[١]

حرب البسوس

وقعت حرب البسوس بين قبلتي بكر وتغلب، حيث انطلقت هذه الحرب بعد مقتل كليب، وبدأ أخو كليب (الزير سالم) الحرب؛ حيث جزَّ شعره ، وقصّر ثوبه، وهجر النساء، وترك الغزل، وحرم على نفسه القمار، كما وحرّم شرب الخمر، وجمع قومه، وأرسل جماعة إلى بني شيبان، فالتقوا بمرة بن ذهل بن شيبان، وقالوا له: (إنكم أتيتم عظيماً بقتلكم كليباً بناقة وقطعتم الرحم، وانتهكتم الحرمة، وإنَّا نعرض عليك خلالاً أربعاً، لكم فيها مخرج ولنا فيها مقنع، وهي كالآتي: إما أن تحيي لنا كليباً، أو تدفع إلينا قاتله جساساً فنقتله به، أو هماماً فإنه كفؤ له، أو تمكننا من نفسك فإن فيك وفاء لدمه)، فأجابهم بالآتي: بالنسبة لإحيائي كليب فلا أقدر عليه، وأما جساس فقد فرَّ بعد فعلته، ولا أعلم إلى أي بلد ذهب، وأما همام فهو صاحب شأن ولن تتمكن من الوصول إليه، أمّا أنا فما لي إلا أن تجول الخيل جولة فأكون أول قتيل فما أتعجل الموت، ولكن لكم عندي خصلتان: الأولى إنَّ هؤلاء أبنائي الباقون فخذوا منهم أي واحد شئتم، واقتلوه، وأما الخصلة الأخرى فأعطيكم ألف ناقة سوداء الحدق وحمراء البر)، وبعدها غضب القوم أشد الغضب، لأنَّه يسوم دم كليب بالناقات، وهكذا نشبت الحرب بين الطرفين.[٢]

حروب الجاهليّة

اشتهرت العرب بحروبها ووقائعها الكثيرة، والتي احتوت على أعداد هائلة وقتال شديد، ويُذكر أنَّ حوالي خمسين معركة حدثت بين قبائل العرب قبل الإسلام، وتُعتبر جميع هذه الحروب من الوقائع الجاهليّة الكبيرة والمشهورة، ولعل أسباب اندلاع الحروب الجاهليّة هو تفكك أواصر القبائل العربيّة في الزمن الجاهليّ؛ حيث كانت العصبيّة إحدى الصفات التي لا تُفارق الجاهليّ، وكانت هذه العصبيّة هي التي تدفع إلى اندلاع الحروب المستمرة بين القبائل، وبالتالي فلقد كانت الحروب تندلع لأتفه الأسباب، وتندلع الإغارات بين القبائل، ويتساقط مئات والآف القتلى.[٣]

المراجع

  1. جواد علي (2001)، المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام (الطبعة الطبعة الرابعة)، بيروت: دار الساقي ، صفحة 216-217، جزء الجزء الثامن. بتصرّف.
  2. “ذكر مقتل كليب والأيام بين بكر وتغلب “، www.library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2018. بتصرّف.
  3. مصطفى الأنصاري (30-12-2015)، “قصة حرب البسوس”، www.lite.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2018. بتصرّف.