الحرب العالمية الثانية

الحرب العالميّة الثانيّة

تعدّ الحرب العالميّة الثانيّة صراعاً عالميّاً مدّمراً، حيث شاركت فيه معظم دول العالم، وبدأ هذا الصراع في أوروبا، ثم انتشر ليصل دول آسيا، وأفريقيا، ويعدّ بدء الحرب الفعلي في بدية شهر أيلول لعام ألفٍ وتسعمئةٍ وتسع وثلاثين، وبعد هذا التّاريخ تكبّدت البشريّة خسائر ضخمة في الأرواح، حيث وصل عدد القتلى إلى حوالي اثنين ونصف بالمئة من عدد السكّان في ذلك الوقت، ويقدّر بخمسة وثمانين مليون إنساناً.

الدّول المشاركة في الحرب

انقسمت الدول المشاركة في الحرب لفريقين أساسيين متنازعين، وهما قوات الحلفاء، التي تضم الولايات المتحدّة، وفرنسا، والنرويج، والدينيمارك، وبلجيكا، واليونان، والمكسيك وغيرها، ودول المحور التي تضم ألمانيا، وإيطاليا، والمجر، وبلغاريا، ورومانيا، وقد دفعت هذه الدّول بكافّة مقدّراتها الاقتصاديّة، والعسكريّة، والعلميّة في هذه الحرب، بالإضافة إلى مجموعة من الدّول التي اعتبرت عميلة، وهي الفلبين، ومنغوليا، وصربيا، وكرواتيا.

أسباب الحرب

هناك مجموعة من الأسباب التي توقفت خلف نشوب الحرب العالميّة الثانيّة، وتعتمد في مجملها على ما خلّفته الحرب العالميّة الأولى من خسائر، واتفاقيّات مجحفة بحق الدول المهزومة، وهي:

  • بنود اتّفاقيّة فيرساي: بموجب بنود هذه الاتفاقيّة، خسرت ألمانيا جزءاً لا يستهان به من مقدّراتها الاقتصاديّة، فقد خسرت حوالي عشرة بالمئة من الإنتاج الزراعي، وحوالي أربعة وسبعين بالمئة من الصناعات، علاوة على خسارتها لجزء من أراضيها يقدّر باثني عشر بالمئة من مساحتها قبل الحرب العالميّة الأولى، ودفع تعويضات كبيرة، كما نصّ على تحديد عدد جيشها بحيث لا يزيد عن مئة ألف جندي.
  • تراجع الأوضاع الاقتصاديّة: عانت الدّول بشكل عام من تراجع كبير في الوضع الاقتصادي، نتيجة ما تكبدته من خسائر في الحرب الأولى، وبالتّالي عمدت لفرض جمارك للتجارة، في محاولة جني الأموال، وعندما رأوا فيها كرة مجدية، فكروا بتوسيع مستعمراتهم؛ كي يحصلوا على جمارك أكبر، فقامت اليابان بغزو الصين، وغزت إيطاليا أثيوبيا.
  • توسّع ألمانيا على حساب الدّول المجاورة مثل النّمسا، وتشيكوسلوفاكيا، وقد كان هتلر آنذاك رئيساً للنازيّة في ألمانيا، وعمد على مخالفة بنود اتفاقيّة فيرساي، فشرع في توسيع الصناعات الحربيّة، وفرض التّجنيد الإجباريّ.

سير الحرب وانتهاؤها

بدأت الحرب بشّن هتلر هجوماً على بولندا في أيلول، وتلتها عدّة هجمات متفرقة بين الدّول المتنازعة، وانتهت بإسقاط قنبلتين نوويتين على اليابان، فكانت أولاهما على مدينة هيروشيما، ثم تلتها قنبلة أكبر على مدينة ناكازاكي، مما كبّد اليابان خسائر هائلة، فاستسلمت دون قيد أو شرط، وقد شكّلت هذه الحرب نهاية برطانيا كأكبر قوة في العالم، وفتحت المجال للولايات المتحدة، والاتحاد السوفييتي بالتّقدم، وكانت نهايتها في أيلول، لعام ألف وتسعمئة وخمسة وأربعين، لتبدأ بعدها الحرب الباردة.