ما هي الحضارة العربية
الحضارة العربية
الحَضارة أو الحِضارة لغةً تعني الإقامة في الحَضَر، والحضر نقيض البَدْو، وتُطلق الحضارة في وقتنا الحالي اصطلاحاً على جميع ما يبتكره الإنسان فيما يتعلّق بأيّ جانب من جوانب نشاطه، سواء العقليّ، أم الشكليّ، أم الماديّ أم المضمون، ومن هنا نلاحظ أنّ الحضارة أكثر شمولية من الثقافة؛ فالثقافة تمثّل الجانب الفكري من الحضارة، أمّا الحضارة فتمثّل الجانب الروحي والماديّ، أو الفكري والصناعي، ويشار إلى أنّ الحضارة العربية هي التُراث المرتبط بالأمّة العربية على وجه الخصوص، والذي يميّزها عن غيرها من الأمم.[١]
العرب البائدة
وهي تمثل القبائل العربية التي اندثرت ولم يبقَ لها أثراً، وأشهرها عاد، وثمود، والعمالقة، وحضرموت، وقد وجدت منقوشة حمورابي على الحجر، حيث يرجع تاريخها إلى القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد، وتتضمّنت هذه المنقوشة الأحوال الشخصية، والقوانين التجارية، والمدنية، والجنائية، كما عثر الباحثون على أنقاض مدارس تحتوي على مراصد فلكية، ونصوص تاريخية، وصكوك، وعقود، ومسائل رياضية وجداول ضرب شبيهة بالمعروفة اليوم.[٢]
العرب الباقية
وهي تمثّل القحطانية أو دول الجنوب، وينتسب إليها عرب اليمن، وقد نشأ في اليمن العديد من الدول، منها: الدولة المعينية، والدولة السبأية، والدولة الحميرية، وقد أسّس المعينيون حضارة اليمن، وكان منهم الأمراء والمشايخ، أمّا السبئيون فكانوا أكثر النّاس ثروةً، وتميزوا بتجارة المر، والبخور، واللبان، كما أنشؤوا السدود، ونظّموا الريّ، وشيّدوا القصور، وزيّنوها بالنقوش والرسوم الجميلة. [٣]
مظاهر الحضارة العربية
اللغة
تعدّ اللغة مرآة الشعوب ومقياساً لآدابها، وتشكّل أشعار العرب دليلاً واضحاً على ما بلغوا إليه من النضج الحضاريّ والرقيّ، وقد وضع العرب أسماءً مختلفة للسفن والطرق وغيرها من الأمور التي تدلّ على اهتمامهم بالاقتصاد.[٤].
العلم والعمل
شجّع العرب قديماً النابغين منهم وأبدوا اهتمامهم بأعمالهم، كما كان للنساء الحرية التامّة في التصرّف بأموالهنّ والاتّجار بها، وقد تميّزن في الأدب، والشعر، والصناعة، كما شاركن الرجال ساحات المعركة، ونقلن الماء والطعام للمقاتلين، وعالجن الجرحى والمصابين، ومنهنّ الخنساء التي نافست الرجال في الشعر وتفوّقت عليهم.[٥]
الرحلات البحرية
كان العرب ينظّمون رحلاتهم البحرية من شبه الجزيرة العربية إلى الهند وشرق آسياً وصولاً إلى الصين، وعندما انتشر الإسلام رغِب المسلمون في المشاركة بنشر الدعوة الإسلامية، الأمر الذي عزّز نشاط الرحلات البحرية إلى أفريقيا، والهند، وشرق آسيا وغيرها، ومن أشهر البحّارة: سليمان التاجر، وأحمد بن ماجد، والمسعودي، وابن بطوطة.[٦]
المراجع
- ↑ محمّد حسين، الإسلام والحضارة الغربية، صفحة 5 – 6.
- ↑ أسعد داغر (1918م)، حضارة العرب – تاريخهم – علومهم – آدابهم – أخلاقهم – عاداتهم، الموسكي – مصر: المطبعة الهندية، صفحة 7 – 10.
- ↑ أسعد داغر (1918م)، حضارة العرب – تاريخهم – علومهم – آدابهم – أخلاقهم – عاداتهم، الموسكي – مصر: المطبعة الهندية، صفحة 18 – 22.
- ↑ أسعد داغر (1918م)، حضارة العرب – تاريخهم – علومهم – آدابهم – أخلاقهم – عاداتهم، الموسكي – مصر: المطبعة الهندية، صفحة 41.
- ↑ أسعد داغر (1918م)، حضارة العرب – تاريخهم – علومهم – آدابهم – أخلاقهم – عاداتهم، الموسكي – مصر: المطبعة الهندية، صفحة 42.
- ↑ محمد النعسان (3-11-2015)، “من تاريخ البحرية في الحضارة العربية الإسلامية”، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2017. بتصرّف.