وصف القرية

القرية

القرية هي تلك البيوت الصغيرة المشيّدة بدفء قد انبعث من أيدي ساكنيها، فجعلها أجمل البيوت رغم بساطتها، وهي الطرق غير المعبَّدة على الأغلب لكنّها المحفوفة بالكرم والعطاء، وهي أيضاً ما تراه العين من مساحات خضراء تفصل بين البيوت دون أن تفصل بين قلوب أصحابها، ففي القرية يعرف الكل بعضهم، ويتكاتفون في أفراحهم ومآسيهم، ويتزاورون ويتعاونون فيرسمون أجمل صور التكافل الاجتماعي الذي يعوّض نقص المؤسسات الخدماتيّة فيها، وفي القرية يتجلّى جمال الطبيعة فتُرى السهول الخضراء تعانق بعضها فيما تزيينها الورود الملوّنة، وتنتشر فيها المواشي والدجاج قبل أن تعود إلى غرفة أعدّت لها في بيوت مالكيها، وفي القرية يكمن دفء القرب وأصالة الأجداد رغم صغر مساحتها وقلّة السكّان.

تعريف القرية

تُعرف باللغة الإنجليزية بمصطلح (Village)، وهي عبارةٌ عن تجمعٍ سكاني داخل مساحةٍ جغرافيةٍ صغيرة قد تشكل هضبةً، أو منطقة سهلية، أو جبلية، وأيضاً تُعرف القرية بأنّها المكان الذي تعيشُ فيه مجموعةٌ من الأشخاص، وتوفر لهم كافة الوسائل التي تساعدُ على ضمانِ حياةٍ معيشيةٍ مناسبة، وتحتوي على كافة المظاهر الحياتية كالموارد الطبيعية، والمناخ المناسب، ووسائل العمل، وطرق النقل، وغيرها.

عناصر القرية

تتسم القرية بوجود مجموعة من العناصر فيها، وهي كالآتي:

  • السُكان: هم كافّة العناصر البشرية التي تؤدي إلى إنشاء القرية، وهم العنصر الأول، والرئيسي من عناصر القرى؛ فعندما يتعايش السُكان مع البيئة الطبيعية المحيطة بهم، ويجدون بأنها تتناسبُ معهم عندها يُقررون الاستقرار في تلك المنطقة، ويبدؤون بتأسيس القرية الخاصة بهم.
  • الأراضي: هي كافة المساحات الجغرافية الصالحة لعيش السكان، وتشمل أيّ منطقة توفر كافة الحاجات الأساسية للأفراد؛ كالماء، والطعام والبيئة البعيدة عن أي مخاطر طبيعية كالزلازل، والبراكين، وتُعتبر أراضي القرية مُلكاً للعائلات التي تسكن في القرية.
  • المباني: هي الأشكال المعمارية، والحضاريّة للقرية، والتي تشيرُ إلى وجودٍ سكاني في منطقةٍ ما، وعادةً تتميزُ مباني القرية بطابعها البسيط، وأيضاً تكون متقاربةً مع بعضها البعض لتُشكّل مساحةً صغيرةً في منطقة وجودها.
  • السوق: هو من العناصر الإضافية، والمهمة في القرية، ولا يُعتبر من الأسواق كبيرة الحجم، ولكنّه يحتوي على تجمعٍ لمجموعةٍ من المحلات التجارية التي تبيع المواد التموينية، والغذائية المهمّة لسكان القرية.
  • المؤسسات الإدارية: هي المؤسسات العامة التي تُدير شؤون القرية، والحياة العامة بها، وتوفّر مجموعةً من الخدمات لسكان القرية، ومن أهمها مبنى البلدية، والمدارس العامة، والمركز الصحي، ومكتب البريد، وفروع شركتي الكهرباء، والماء، وبعض الفروع الصغيرة للبنوك المحلية.

خصائص القرية

تتميز القرية عموماً بمجموعةٍ من الخصائص، وهي:

  • تحتوي على مجموعةٍ من الحقول، والأراضي الزراعية التي تنتج العديد من أنواع الخضروات، والفواكه.
  • تتميزُ بهوائها النقي، والبعيد عن الهواء الملوث بالدخان المتصاعد من المصانع الإنتاجية، أو المشتقات النفطية.
  • تعتبر من المناطق الهادئة نسبياً؛ إذ تقلُ فيها حركة المركبات، وأصوات الناس، وذلك بسبب قلة عدد سكانها.
  • تعد العلاقات الاجتماعية بين سكان القرية من الروابط المهمة، والتي تربطهم مع بعضهم البعض في العديد من المناسبات، كالأفراح، والأتراح.
  • يرتبطُ أهل القرية بالعادات، والتقاليد المتوارثة ويسعون للمحافظةِ عليها، واستمرار وجودها بشكل دائمٍ في مختلفِ المجالات الحياتية.

أنواع القُرى

تقسم القرى عموماً إلى نوعين رئيسين، وهما:

  • القُرى المُتقاربة: يطلق عليها أيضاً مسمى القُرى المُتكتِّلة، وهي من أكثر أنواع القرى انتشاراً، وتعدّ من أهم المجتمعات السكنية القديمة التي ترتبط بأرضٍ جغرافية مُعيّنة، وتسعى لإعمارها من أجل استمرار الحياة فيها، وتتميّزُ أيضاً بقرب مبانيها من بعضها البعض.
  • القُرى المُتباعدة: يُطلق عليها أيضاً مُسمّى القُرى المُبعثرة، وهي من أنواع القرى الحديثة، والتي تعتمدُ على اتّساع المساحة الجغرافية المرتبطة بالقرية، وعلى سعي سكّانها لبناء المنازل المتباعدة عن بعضها البعض بهدف زيادة المساحة الزراعيّة الخاصة بهم، أو من أجل تعزيز دور المشاريع الإنشائية، والتنموية في أراضي القرية.