كيف أحسن لغتي العربية
اللغة العربية
عُرِفت اللغة العربية على أيدي القدماء، وقد عُرِّفت بأنّها مجموعة من الأصوات التي تُساعد الإنسان في التعبير عن مُتطلَّباته، ويختلف التعريف الخاص بحقيقة اللغة العربية عن تعريفها الوظيفي، أو تعريف علاقتها بالإنسان، حيث تظهر اللغة العربية كنتيجة لميزة العقل والتفكير، ممّا يجعل الإنسان مُميَّزاً عن باقي المخلوقات الأخرى، وتُعتبَر اللغة العربية من اللغات القديمة التي تمتلك أدباً خاصاً بها، كما أنّها تحتوي على الكثير من القواعد والتراكيب، وخصوصاً قواعد النحو، والصَّرف، والأدب، وقد دُوِّنت اللغة العربية بعد عدة قرون من تدوين اللغة اللاتينية، والعبرية، والسنسكريتية، علماً بأنّ تلك اللغات فقدت العديد من قواعدها في النحو، والصرف، أمّا اللغة العربية فقد استُخدِمت في الشعر الجاهلي، ولم تفقد سوى بعض الكلمات التي كانت تُستخدَم في العصور القديمة، والتي لم تَعُد تُذكَر في الزمن الحالي إلّا ما نَدَر.[١]
طُرُق تحسين اللغة العربية
يسعى كلُّ إنسان إلى تحسين لُغته العربية، إلّا أنّه قد يُواجِه بعد العوائق التي تَقِف في طريقه ، وقد تبدأ تلك العوائق في الظهور ما إن يبدأ الإنسان في الشعور بفتور هِمّته، وقلّة اهتمامه بتحسين لغته العربية؛ ولهذا يجب على الإنسان وَضْع هدف مُعيَّن أمام عينيه مع الالتزام التام به للوصول إلى غايته في تحسين مستوى اللغة لديه، وليُحقِّقَ الإنسان هدفه يمكنه أن يلجأ إلى قراءة بعض الكُتُب التي تتحدَّث عن قواعد الإملاء، والترقيم، وفنّ النحو، والإعراب، والغَوص في بحر البلاغة، ومن الممكن تحسين اللغة العربية من خلال التعرُّف إلى عدّة أمور، تتمثّل في ما يأتي:[٢]
التعرُّف إلى أهمية اللغة العربية
تُعتبَر اللغة العربية إحدى اللغات السامية ذات التاريخ القديم، وهي اللغة التي كانت مُستخدَمة لدى قومي عاد وثمود، كما كانت مُستخدَمة بشكل كبير في العراق، واليمن، إلا أنّها أصبحت أكثر سُمُوّاً، وأعلى مكانةً ما إن دخلت إلى بلاد الحجاز، إضافة إلى أنّها قد بلغت أَوجَ مجدها ما إن أصبحت لغة الدين الإسلامي، فأصبح استخدامها أمراً ضرورياً لكلّ إنسان مسلم؛ حتى يتمكَّن من تلاوة القرآن الكريم، و مُمارَسة الشعائر التعبُّدية الخاصة بالدين الإسلامي، قال الله -عز وجلّ-: “وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ*نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ*بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ”.[٣][٤]
التعرُّف إلى أهمية النَّحو في اللغة العربية
يُعتبَر النَّحو من العلوم العربية المفيدة التي لا يستطيع الإنسان الاستغناء عنها، فقد قال أبو بكر الأنباري: “إنّ الأئمة من السلف والخلف أجمعوا قاطبة على أنّه شرط في رُتبة الاجتهاد، وأنّ المُجتهد لو جمع كلّ العلوم لم يبلغ رُتبة الاجتهاد حتى يعلم النَّحو”، وقد حثّ السَّلَف القديم على تعلُّم النحو، فقال الإمام النووي: “على طالب الحديث أن يتعلَّم النَّحو واللغة، ما يسلم به من اللحن والتصحيف”، وقال عبد الملك بن مروان: “تعلَّموا النَّحو كما تتعلَّمون الفرائض والسُّنَن”.[٤]
التعرُّف إلى أهمية الإعراب في اللغة العربية
يُعرَّف الإعراب في اللغة بأنّه الإبانة والإفصاح، قال الرسول -صلى الله عليه وسلّم-: “أعرِبُوا القرآنَ ، والتمِسُوا غرائِبَهُ”،[٥] أمّا الإعراب في الاصطلاح فهو وجود اختلافٍ في آخر الكلام، نتيجة وجود تغيير في العوامل الخاصة بالإعراب، سواء كان ذلك التدخُّل لفظيّاً، أو تقديريّاً، ويُعتبَر الإعراب إحدى خصائص اللغة العربية التي لا يمكن الاستغناء عنها، فمن غير المُمكن نُطْق أيّ حرف من حروف اللغة العربية دون استخدام الحركات، إضافة إلى أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم – كان حريصاً على أن تتمكَّن أُمّته من قراءة القرآن قراءةً سليمةً من اللَّحن.[٤]
التعرُّف إلى علامات الترقيم في اللغة العربية
تُعتبَر النصوص العربية التي لا تحتوي على أيّة علامات ترقيم نصوصاً دون معنى؛ ففي تلك النصوص لا يستطيع الإنسان التعرُّف إلى الجمل الاستفهامية، أو جُمل التعجُّب، أو الأماكن التي تنتهي بها الجُمل، وتُعتبَر علامات الترقيم مُكمِّلة لجمال اللغة العربية، وهي تتمثّل في ما يأتي:[٦]
- الفاصلة: تُستخدَم الفاصلة من أجل الفَصل بين الجُمل ذات المعنى الواحد، مثل قول رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-:(آية المنافق ثلاث، إذا حدَّث كذب، وإذا وَعد أخلف، وإذا ائتُمِن خان )،[٧] كما تُستخدَم للفَصل بين الأقسام أو الأنواع في الجملة، وذلك عِوضاً عن استخدام واو العطف، مثل: (أقسام الكلمة ثلاثة: الاسم، والفعل، والحرف).
- الفاصلة المنقوطة: تُوضَع الفاصلة المنقوطة بين جملتين مُنفصِلتين، حيث يجب أن تُبيِّن الجملة الثانية السبب في حدوث الجملة الأولى، وتُمثِّل الفاصلة المنقوطة الوَقف البسيط بين الجملتين، مثل: تعلَّموا اللغة العربية؛ لأنّها تزيد المروءة وتُثبِّت العقل.
- النقطة: تُستخدَم النقطة عندما تُصبح الجملة ذات معنى كامل، حيث تُوضَع في نهايتها، مثل: يقرأ الولد الكتاب.
- النقطتان: تُستخدَم النقطتان في اللغة العربية بعد الانتهاء من جملة القول، أو ما في معناه، مثل قول الله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ).[٨]
- علامة الاستفهام: تُستخدَم علامة الاستفهام بعد الجُمل الاستفهاميّة، مثل قول رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-:(أتدرون ما الغِيبةُ؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: ذِكرُك أخاك بما يَكرهُ. قِيل: أفرأيتَ إنْ كان في أخي ما أقولُ؟ قال: إن كان فيه ما تقولُ فقدِ اغتَبتَه. وإن لم يكن فيه ما تقولُ فقد بَهتَّه).[٩]
- النقاط: تُوضَع عدة نُقاط للدلالة على ما تمّ إزالته من النص.
- علامة التعجُّب: مثل: ما أجمل الحياة!
التعرُّف إلى الإملاء في اللغة العربية
على الإنسان أن يتعلَّم عدة دروس خاصة في إملاء اللغة العربية، تتمثَّل في ما يأتي:[١٠]
- تعلُّم كتابة الهمزة المُتوسِّطة وقواعدها.
- تعلُّم كتابة همزة القَطع، وهمزة الوصل وقواعدهما.
- تعلُّم كتابة الهمزة المُتطرِّفة وقواعدها.
- تعلُّم كتابة الألف الليِّنة وقواعدها.
- تعلُّم كتابة التاء وهاء التأنيث وقواعدهما.
- تعلُّم الفَصل والوَصل وقواعدهما.
- معرفة الحروف التي تُحذَف عند الكتابة.
- معرفة الحروف التي يتمُّ زيادتها عند كتابة الكلمات.
المراجع
- ↑ د.عبد العزيز بن سعد الدغيثر (8/8/2016)، “نشأة اللغة العربية وتطورها وثباتها أمام التحديات”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2/5/2018. بتصرّف.
- ↑ أ. إبراهيم الشافعي (24/1/2009)، “كيف تتقن اللغة العربية الفصحى”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2/5/2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الشعراء، آية: 192-195
- ^ أ ب ت أحمد بن عبدالله الباتلي (1412 هــ)، أهمية اللغة العربية ومناقشة دعوى صعوبة النحو (الطبعة الأولى)، الرياض-المملكة العربية السعودية: دار الوطن للنشر، صفحة 9-10، 14-15 ، 17. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1144، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ د.أحمد الخاني (15/1/2017)، “علامات الترقيم في اللغة العربية”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2/5/2018. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 6095، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية: 218.
- ↑ رواه الألباني، في غاية المرام، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 426، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ د.فهمي قطب الدين النجار (24/4/2013)، “قواعد الإملاء في عشرة دروس سهلة (PDF)”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2/5/2018. بتصرّف.