خطوات بناء الموضوع

الكتابة

الكتابة هي مهنة الكاتب، وتُعرَّف لغة بأنّها مصدر الفعل كتَبَ، وهي عبارة عن حرفة أو مهنة تختصُّ بكتابة الموضوعات المختلفة، وتأليف المقالات، أما لغة الكتابة فهي لغة الإنشاء التي يستخدمها الكاتب في كتاباته المختلفة،[١] وفي الاصطلاح تُعرَّف الكتابة بأنها العملية العقلية التي ينتج فيها الكاتب أفكاره، ثم ويصوغها وينظِّمها ليعرضها في صورتها النهائية على الورق.[٢]

والكتابة عملية معقدة تشتمل في ثناياها على بيان قدرة المرء وكفاءته في التعبير عن أفكاره، والتصوير بالحروف والكلمات، وتركيب الجمل المفيدة والصحيحة من الناحية النحوية، كما أنّ كفاءة الكتابة تنطوي على قدرة المرء على عرض أفكاره وتصوراته بوضوح وتسلسل بشكل يمكّن من يقرأ كتاباته من فهمها وتحليلها،[٢] كما تعرّف الكتابة بأنّها العملية التي يتم فيها تمثيل الكلام البشري باستخدام رموز مرئية أو محسوسة، تُبنى على قواعد اللغة وتُنظَّم ليتمّ حفظها، وقراءتها، واستعادتها من قِبل الأشخاص المختلفين.[٣]

خطوات بناء الموضوع

تشتمل عملية كتابة موضوع مُعيَّن على عدة خطوات يمكن إجمالها بالنقاط الآتية:[٤]

التخطيط

ويمكن القول إنّ عملية التخطيط تتطلَّب من الكاتب أن يستعمل أساليب مختلفة ومتعددة ليخلق أفكاراً جديدة مُتعلِّقة بالموضوع الذي سيكتب فيه، ومن ثم تنظيم هذه الأفكار واختيار المناسب منها، ثم يكتب المُسوَّدة التي تؤهله للكتابة الفعلية التي سوف ينشرها فيما بعد،[٥] وتُسمَّى هذه المرحلة باسم مرحلة ما قبل الكتابة (بالإنجليزيّة: Prewriting)، وتبدأ بالآتي:[٤]

  • تحديد الهدف المَرجُوِّ من عملية الكتابة: مثلاً يسأل نفسه هل سيكتب بهدف المتعة والتسلية فقط، أم أنّه يرغب بكتابة موضوع ليتواصل من خلاله مع جهات رسمية، أو غير رسمية، أم بهدف الترفيه عن جمهور مُعيَّن، أم أنّه يكتب بطريقة الكتابة البحثية الهادفة لعمل بحث معين، أم أنّه يريد إيصال معلومة معينة للقارئ، أم يكتب بهدف النقاش بموضوع محدد، ويريد أن يقيم الحجج والبراهين، وأن يقنع غيره برأيه، وما إلى ذلك من أهداف أخرى.
  • اختيار عنوان الموضوع: ففي هذه المرحلة يختار الكاتب اسم الموضوع، أو عنوانه، أو الفكرة الرئيسية التي يقوم عليها والتي هي حجر الأساس للموضوع، ويكون اختيار فكرة الموضوع من خلال رغبة الكاتب في الكتابة فيه، وتِبعاً لميوله ورغبته في ذلك العنوان، أو أنه لديه معلومات حول ما سيكتب، وقام بإثرائها، ومن ثم رغب في الكتابة فيها، أو أنّه يتحمّل مسؤولية الاختيار المناسب لموضوع الكتابة؛ ممّا يحفز روح الإبداع لديه.
  • خَلق الأفكار، وتجميعها، وتنظيمها: ويمكن خَلق الأفكار من خلال الرسم العادي للأطفال، أو استعمال الخرائط الذهنية لمن هم أكبر سناً، أو من خلال المناقشات، والعصف الذهني، أو من خلال التمثيل، أو بواسطة القراءة، أو مقابلة الأفراد الذين لديهم القدرة على توليد الأفكار والمشاركة في صنعها.

كتابة المُسوَّدة

وتشتمل على عملية التأليف، حيث يتمّ ترتيب الأفكار والحفاظ على تسلسلها بشكل منطقي، كما يتمّ فيها اختيار الكلمات المناسبة، ومن ثمّ بناء الجُمل التي تناسب الموضوع الذي ستتمّ الكتابة فيه،[٥] أمّا كتابة المُسوَّدات (بالإنجليزيّة: Drafting) فتساعد على توسيع ذهن الكاتب وما ينتج عن ذلك من خَلق أكثر للأفكار والتنويع فيها، كما تساعده على معرفة الأفكار الرئيسية من الأفكار الفرعية، ومن ثم تنظيم هذه الأفكار، ومعرفة ما هو المناسب منها، وما هو الخارج عن الموضوع الأساسي، وبالتالي غربلتها وإبقاء ما هو مفيد منها، وتعمل المُسوَّدة بدورها على مساعدة الكاتب -بعد قراءتها- في ما يتعلّق بمراعاة أسلوب الكتابة ليناسب الهدف من الكتابة، ويناسب أذواق الجمهور القارئ منهم والمستمع، بالإضافة إلى مراعاة قواعد اللغة الصحيحة والمناسبة.[٤]

المراجعة

تُعَدُّ مراجعة المكتوب وتعديله (بالإنجليزيّة: Revising) مرحلة مُهمّة من مراحل بناء موضوع مُعيَّن، ويُفضَّل في هذه المرحلة التركيز على أمرين، أولهما التركيز على مضمون النص، والأفكار، وطريقة بناء الجمل، وتركيبها، بالإضافة إلى التركيز على الصور الفنية، والتشبيهات التي تقرِّب الفكرة من الجمهور، أمّا الأمر الثاني الذي يجب التركيز عليه فهو شكل النص، من حيث احتوائه على علامات الترقيم، وصحة الإملاء، وحجم الخط، وشكله، والجدير بالذكر أنّه خلال مرحلة المراجعة لا يتوقّف الكاتب عن مراجعة الأفكار، وتنظيمها، والحفاظ على تسلسلها،[٤] إضافة إلى أنّ عملية المراجعة ترافق جميع مراحل الكتابة، كما أنّها عملية شاملة تهدف إلى تقويم العمل بأكمله، وصياغته بطريقة مُثلى تسعى لتحقيق الأهداف المَرجوَّة من الكتابة.[٥]

ومرحلة المراجعة تسمح للكاتب بتصحيح الأخطاء إن وُجِدت أيّاً كان نوعها، كما تمنحه الفرصة لتطوير المفردات المُستخدَمة، وتتمّ عملية المراجعة والتعديل من خلال قراءة الكاتب للنص وتعديله إن وُجِدت التعديلات اللازمة، كما يمكنه أن يعرض النص على من يساعده في تقييمه كالوالدين، أو الأقارب، أو الأصدقاء، والاستماع لملاحظاتهم ونصائحهم، فمن الممكن أن يضيف فكرة ما، أو يحذف فكرة، أو جملة، أو يعدِّل على شكل النص، أو يرتِّب الأفكار فيه، وممّا يجدر ذِكره أنّه في هذه المرحلة يمكن للكاتب أن يثري النص بشكل أفضل.[٤]

التحرير والتقييم

في هذه المرحلة يتمّ تحرير النص (بالإنجليزيّة: Editing)، وتقييمه (بالإنجليزية: Evaluation)، حيث يضع الكاتب النص في صورته النهائية استعداداً لنشره، ويجب في هذه المرحلة الاهتمام بالمهارات الميكانيكية والشكلية بشكل أكبر، والمقصود بذلك مهارات النحو، والترقيم، فيهتم بها أكثر من الاهتمام بالأفكار وتسلسلها، ومن مهارات التحرير الابتعاد عن محتوى النص وأفكاره قليلاً، لقراءة النص قراءة سريعة تنطوي على اكتشاف الأخطاء، ومن ثمّ تصحيح هذه الأخطاء، ثمّ تقييم الموضوع بناءً على معايير القياس والتقويم،[٤] وفي هذه المرحلة يدقِّق الكاتب عمله ويعيد النظر فيه للوصول إلى الشكل الأمثل للموضوع ومضمونه.[٥]

النشر

وتُعرَف مرحلة النَّشر (بالإنجليزيّة: Publishing) بمرحلة العَرض أيضاً، وهي المرحلة الأخيرة من مراحل الكتابة، ويتمّ فيها نَشر المموضوع وعَرضه على الجمهور بعد اكتماله، ومن طُرق نَشر الموضوع: عَرضه على الزملاء والأصدقاء، وعَرضه على المجتمع بناءً على الغرض والهدف منه، أو عَرضه على الشركات والمُؤسَّسات، أو نَشره على مواقع التواصل الاجتماعي، أو عَرضه على مُؤلِّف أو كاتب قد يساعد في تطوير الموضوع ونَشره بطريقة أفضل، أو عَرض الموضوع على شكل بحث ونَشره.[٤]

المراجع

  1. “تعريف ومعنى الكتابة في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب إبراهيم علي ربابعة (2016-4-2)، “تعريف الكتابة ومفهومها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-5. بتصرّف.
  3. د. محمد علي الخيري، النقل الكتابي للأسماء بين اللغات، صفحة 4. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ هيثم الشطي (2015-10-17)، “استراتيجية الكتابة الإبداعية والتفكير الإبداعي”، السوسنة، بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث سيناء الخطيب الجشي، استخدام طلبة الصف الأول الثانوي لمهارات عمليات التعبير الكتابي في مادة اللغة الإنكليزية، صفحة 332-333. بتصرّف.